حيث قال بلينكن، الخميس 8 يونيو/حزيران 2023، إن واشنطن ستواصل لعب دور أساسي في تعزيز التطبيع بين إسرائيل والمملكة والتوسع فيه، وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السعودي، أن واشنطن ستبقي قضية حقوق الإنسان على جدول أعمال المحادثات الثنائية مع السعودية.
من جهته، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، خلال المؤتمر نفسه: "نعتقد أن التطبيع مع إسرائيل ستكون له مزايا كبيرة للجميع، لكنها ستكون مزايا محدودة دون مسار إلى السلام مع الفلسطينيين"، أما بخصوص ملف حقوق الإنسان، فشدَّد "بن فرحان" على أن الرياض "لا تستجيب للضغوط فيما يخص حقوق الإنسان".
فيما أشارت وكالة رويترز إلى أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للسعودية لم تحظَ بتغطية تُذكر في وسائل الإعلام التابعة للمملكة الخميس، في وقت يشهد توتر العلاقات بين البلدين رغم المساعي الأمريكية لنزع فتيل خلافات متعلقة بأسعار النفط وحقوق الإنسان وانفتاح الرياض على إيران.
إذ إن بلينكن هو ثاني مسؤول أمريكي كبير يزور أقرب حليف استراتيجي لواشنطن في الشرق الأوسط خلال أقل من شهر، بعد زيارة مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان في السابع من مايو/أيار الماضي.
مع ذلك، فإن اجتماعات بلينكن مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة، ووزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، لم تُنشر إلا في صفحات داخلية في "الوطن وعكاظ"، أكبر صحيفتين في السعودية.
بل إن الصحيفتين خصصتا صفحتيهما الأوليين لموضوعات أخرى، منها وصول نجم كرة القدم الفرنسي كريم بنزيمة إلى جدة للانضمام إلى نادي الاتحاد.
فيما قال مسؤول أمريكي إن بلينكن وولي العهد السعودي أجريا محادثات "منفتحة وصريحة" لمدة ساعة و40 دقيقة، تناولت موضوعات، بينها الصراع في اليمن والحرب في السودان وإسرائيل وحقوق الإنسان.
بينما غطت صحيفة "عرب نيوز" شبه الرسمية التي تصدر بالإنجليزية تعليقات بلينكن في محادثاته بمقر مجلس التعاون الخليجي، بما فيها تلك التي تناولت اليمن، لكنها لم تتطرق للمسعى الدبلوماسي الأمريكي لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل.
إذ قال بلينكن في كلمته أمام مجلس التعاون الخليجي: "نتشارك الالتزام بخفض التوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين والحفاظ على أفق من الأمل، والعمل نحو حل الدولتين"، في إشارة إلى سعي الفلسطينيين لإقامة دولة في الأراضي التي تحتلها إسرائيل منذ حرب عام 1967.
أضاف: "كما أننا نتعاون مع دول المنطقة لتوسيع نطاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل وتعزيزه". وتقاوم السعودية ضغوطاً أمريكية شديدة لإنهاء عدم اعترافها بإسرائيل، على غرار ما فعلت الإمارات والبحرين.
فيما تقول الرياض إنه يتعين تحقيق الهدف الخاص بإقامة الدولة الفلسطينية أولاً قبل التطبيع مع إسرائيل. وذهبت المملكة في الاتجاه الآخر في أبريل/نيسان باستعادة علاقاتها مع إيران، منافستها الإقليمية الرئيسية وعدو إسرائيل اللدود، في اتفاق توسطت فيه الصين.
المصدر: الجزيرة