كيف فضحت حرب غزة أكذوبة الجيش الإسرائيلي الأكثر أخلاقية؟
لا أحد يصدق وصف "الأكثر أخلاقية" التي يوصف بها جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد الإبادة الجماعية التي تتكشف كل يوم في غزة، وباتت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تؤقن أنها لن تخسر الحرب ضد "حماس" فحسب، بل إنها تتحول إلى أضحوكة دولية.
Table of Contents (Show / Hide)
ويصف تقرير لموقع "ميدل إيست مونيتور"، قسم العلاقات العامة في الجيش الإسرائيلي ورئيسه المتعثر مارك ريجيف، بأنه "بينوكيو" (عروس خشبي اشتهر في أفلام الكارتون بالكذب)، حيث تتمتع أبواق تل أبيب بعلاقة بعيدة المدى مع الحقيقة.
ويضيف: "من العجيب أنهم لا يرتدون أقنعة الأكسجين أثناء جلسات الإحاطة الإعلامية، وكذلك السراويل الكاذبة غير القابلة للاحتراق".
ويدلل التقرير على مدى "لا أخلاقية" جيش الاحتلال، بعدما تم تهجير 1.8 مليون فلسطيني في غزة؛ وقصف المدارس والمستشفيات ومباني الأمم المتحدة، وقتل أكثر من 100 صحفي، وعدد قياسي من موظفي الأمم المتحدة.
هذا بالإضافة إلى تجريد عشرات الأطباء والمسعفين والصحفيين والمديرين المحترفين من ملابسهم وإهانتهم وعرضهم في استعراضات، متظاهرين بأنهم مقاتلون أسرى من "حماس"، فضلا عن نهب وسرق الشركات الصغيرة، والتبول على السجناء في رعايتهم، ونبش الجثث في مقابر المسلمين والمسيحيين.
ووفق التقرير، لا يمكن دحض هذه الاتهامات، لأن الحمقى قاموا جميعًا بتصوير أنفسهم بالفيديو، وقاموا بتحميل صور بشعة لإساءاتهم على شبكات التواصل الاجتماعي.
وهذا ما جعل من الصعب بشكل متزايد على القادة السياسيين البريطانيين مثل السير كير ستارمر وريشي سوناك، مواصلة دعمهم غير المخفف للدولة الصهيونية.
ويضيف التقرير: "لا يقتصر الأمر على أن سلوك رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو العدواني وإجرام الحرب المتزايد يثير القلق في لندن فحسب، بل أصبحت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أيضًا متوترة بشكل متزايد".
وباعتبارهم الراعي الرئيسي لإسرائيل، لابد أن الأمريكيين بدأوا يتساءلون عن قيمة تمويل رابع أكبر جيش وأكثرها تطوراً في العالم.
ومن الأدلة التي شوهدت حتى الآن، يبدو أن الأيتام الذين يشكلون كتائب "القسام" يدورون حول الجيش الإسرائيلي بنفس الطريقة التي أذلت بها حركة "طالبان" قوات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وقوات الناتو الأخرى في أفغانستان.
ويلفت التقرير إلى أن ما يقرب من خمس الجنود الإسرائيليين الذين قُتلوا حتى الآن، والبالغ عددهم 174 جنديًا، لقوا حتفهم نتيجة لما يسمى "النيران الصديقة".
ويضيف أن العقل المدبر لأحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول، والحرب التي تبعتها قد "قُتل" 9 مرات على الأقل على يد إسرائيل، لكن محمد ضيف، المعروف بين أصدقائه بـ"الشهيد الحي"، يواصل النهوض مثل البيمبرنيل القرمزي الأسطوري.
ويدعو التقرير المجمع الصناعي العسكري الذي يجني مليارات الدولارات سنويًا من معارض الأسلحة في جميع أنحاء العالم، النظر بقلق بالغ "لأننا جميعًا بدأنا نتعلم أن التجنيد الجيد لا علاقة له بالأسلحة المتطورة، بل كل ما يتعلق بالتسلل العسكري والذكاء والاستراتيجية".
ويعرف مفتش الأسلحة السابق التابع للأمم المتحدة وجندي مشاة البحرية الأمريكية السابق سكوت ريتر، قيمة الجيش المدرب تدريبًا عاليًا، وهو ما ذكره في انتقاده اللاذع لقوات الجيش الإسرائيلي.
ويقول ريتر، محلل العلاقات الدولية وضابط المخابرات السابق الذي عمل كمحلل عسكري خلال عملية عاصفة الصحراء: "لقد خططت حماس ونفذت أعظم غارة عسكرية في التاريخ الحديث، بالجرأة والتعقيد والنجاح".
ويشيد ريتر بتخفيهم العسكري عبر "500 كيلومتر من الأنفاق"، وسخر من القوات الإسرائيلية لكونها "غير منضبطة"، واتهم جنود جيش الدفاع الإسرائيلي "بالهروب خائفين".
وفي حديثه بطريقته الفظة المميزة، يقول الجنرال الأمريكي السابق ساخرًا: "حماس تطرد الفضلات الحية من جيش الدفاع الإسرائيلي".
ويشاركه في وجهة النظر رئيس الأركان العامة السابق للجيش الإسرائيلي دان حالوتس، الذي قال في 26 ديسمبر/كانون الأول، إن النصر الوحيد الذي يمكن تحقيقه في الحرب هو الإطاحة بنتنياهو.
ويتابع التقرير: "ولكن الخاسر الأكبر الآخر في كل هذا، هو البحرية الأمريكية التي أدركت للتو أن مضيق هرمز ليس أكثر من مجرد فخ موت عملاق نصبه الحوثيون الذين لم يتم تصنيفهم سابقًا، والذين يخلقون كابوسًا عالميًا لشركات الشحن التي تبلغ قيمتها ملايين الجنيهات الاسترلينية".
وكما أثبت المدفع الرشاش أنه سلاح الحرب العالمية الأولى، فإن أمريكا تتعلم بسرعة كبيرة أن السلاح الوحيد الذي يستحق الحصول عليه هو الطائرة بدون طيار التي حولت "الأرمادا" الأمريكية في البحر الأبيض المتوسط إلى هدف كبير كبير للحوثيين، الذين أسلحتهم المفضلة، هي الطائرات بدون طيار والصواريخ.
ويلفت التقرير إلى أن حزب الله في لبنان لم يستعرض بعد عضلاته تكتيكياً وعملياتياً، وويضيف: "لكن هناك الآن شائعات بأن الحزب السياسي الإسلامي الشيعي والجماعة المسلحة، لديه أيضاً شبكة أنفاق هائلة تصل إلى داخل الشمال الإسرائيلي".
وإذا تبين أن هذا صحيح، يعتقد ريتر أن الجناح شبه العسكري لحزب الله "سيظهر ويسيطر على بلدات وقرى بأكملها في شمال إسرائيل".
وسبق أن حذر عضو حكومة نتنياهو الحربية بيني غانتس، من أن النشاط العسكري ضد "حزب الله" يتزايد رداً على النشاط المتزايد للمسلحين الذين يطلقون النار على إسرائيل من الحدود الجنوبية للبنان.
وقال غانتس للصحفيين أيضا إن الوقت للتوصل إلى نهاية تفاوضية للقتال مع حماس في غزة “ينفد”.
وفي شأن مقارب، يلفت التقرير إلى رفض الجنود الإسرائيليين العائدين من غزة، والذين يعانون من حزن واضطراب شديدين، زيارة في المستشفى من الكذاب الأعلى رئيس وزراء دولتهم بنيامين نتنياهو
ويضيف: "سأل الممرضون الجنود عما إذا كانوا مستعدين للزيارة، ورفضوا جميعًا تقريبًا رؤية الزعيم الإسرائيلي في وحدة إعادة التأهيل الحسنة في شمال إسرائيل، حيث يبدو أنه حتى جنوده لا يستطيعون تحمل التواجد في نفس الغرفة مع الزعيم الذهاني"، الذي يصفه التقرير بأنه "أخطر رجل في العالم"، و"الخاسر الأكبر لإسرائيل".
ولا يزال غالبية السكان الإسرائيليين يحملونه المسؤولية عن أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول، ويجلس بعض منتقديه الرئيسيين في مجلس الوزراء الحربي، حيث يتم رفض أي محاولات لتوسيع العمليات باستمرار.
حول من سيربح الحرب في غزة، يختتم التقرير بالقول، إنها بالتأكيد ليست إسرائيل.
المصدر: الخليج الجديد