ونقل رئيس قسم شؤون العالم العربي في القناة روعي كيس، عن الغامدي قوله إنه "في الأوساط الدينية في الدولة (السعودية)، التي تدعم المصالحة مع إسرائيل، يعتقدون أنّ أي اتفاق تطبيع مع إسرائيل يجب أن يتضمن استجابة لمطالب الفلسطينيين".
وأوضح الغامدي، حسب ما أوردت القناة الإسرائيلية، أنه "على الصعيد الديني، ينقسم علماء الدين حول شرعية المصالحة مع إسرائيل".
وأضاف: "أما على الصعيد السياسي، فيجب أخذ مبادرة السلام العربية بعين الاعتبار، بحيث أنها الحل الأفضل الذي يحقق الاستقرار".
واعتبر الغامدي، حسب القناة، أنّ "النظرة الشرعية التي تعارض المصالحة لن يكون لها تأثير على استقرار المنطقة"، وأنّ "التطبيع دون استجابة لمطالب الفلسطينيين لن يطفئ نيران الصراع مع إسرائيل ولن يخدم مصالح إسرائيل والمنطقة".
وأثارت تصريحات الغامدي، موجة من الجدل، بين الناشطين، بين مؤيد لموقفه وحديثه لقناة عبرية وبين معارض.
واعتبر البعض حديث الغامدي للقناة العبرية، بمثابة تمهيد للتطبيع السعودي مع إسرائيل.
بينما اتهمه البعض بالنفاق للأسرة الحاكمة في المملكة، لافتين إلى أنه ينطبق عليه وغيره وصف "علماء السلطان".
وقال ناشطون إن العلماء الحقيقيين في المملكة، تم الزج بهم في السجون.
يأتي ذلك في الوقت الذي يتصاعد فيه الحديث عن احتمال التوصل إلى اتفاقية تطبيع بين السعودية وإسرائيل، وهو الأمر الذي يرغب به رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بشدة.
ويخشى مسؤولون أمنيون وسياسيون إسرائيليون من أن يكون نتنياهو مستعداً لدفع أي ثمن من أجل التطبيع مع السعودية، حتى لو تضمن الموافقة على مشروع نووي للأخيرة.
السبت الماضي، تسلمت السلطة الفلسطينية أوراق اعتماد سفير سعودي لديها، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها هذا الأمر.
ورحّب رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية، في كلمته بمستهل جلسة الحكومة في مدينة رام الله الإثنين، بالقرار السعودي، مؤكداً أنه يحمل معاني ودلالات سياسية مهمة في مواجهة إجراءات الاحتلال الاسرائيلي.
ولفتت قناة "كان 11" إلى أن إجراء مراسم تعيين السفير السعودي لدى السلطة الفلسطينية على الأراضي الأردنية هو مؤشر على التنسيق بين الرياض وعمّان أيضاً، في ظل الحديث في الإعلام عن التنازلات التي يجب أن تبديها إسرائيل للفلسطينيين من أجل التطبيع.
وكثيرا ما يثير "الغامدي" الجدل في السعودية، عبر تصريحاته وفتاويه التي لا تجد صدى في المملكة.
فسبق له أن أفتى بجواز "عيد الحب"، باعتبارها مناسبة اجتماعية، لافتا إلى أن الاحتفال به ليس محرما شرعا.
كما أنه له تصريحا شهيرا بأن "الموسيقى لها تأثير إيجابي"، لافتا إلى أن تحريمها "خلل يستوجب التصحيح".
وكان "الغامدي"، من أوائل الدعاة والعلماء، ممن دعموا كشف وجه المرأة في المملكة، وعلى رأسهم زوجته.
وأحمد بن قاسم الغامدي، فقيه باحث، وعارف بالخلاف، له اشتغال في الحديث والمنطق، شغل منصب مدير عام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكة المكرمة سابقاً، وحاليا هو مستشار "مركز علوم القرآن والسُّنَّة".
تتلمذ على يد عدد من العلماء في فنون العلوم المختلفة، وله مقالات في عدة صحف ومجلات سعودية، وله عدد من البحوث الحديثية والفقهية والأصولية، وعدد من الأرجوزات الشعرية في فنون مختلفة.
المصدر: الخليج الجديد