اجتماع التعاون الإسلامي في جدة.. مطالبات سعودية تركية إيرانية برفع حصار غزة ومحاسبة إسرائيل
دعا وزراء خارجية دول عربية وإسلامية إلى وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، ورفع الحصار عنه والعمل على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ومحاسبة دولة الاحتلال على جرائم الحرب والمجازر التي ارتكبتها بالقطاع منذ يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
Table of Contents (Show / Hide)
جاء ذلك خلال الاجتماع الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي الذي دعت إليه السعودية، وانطلقت فعالياته في جدة، الأربعاء.
السعودية: ارفعوا حصار غزة
وفي بداية الاجتماع، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان: إنه "يجب رفع الحصار عن قطاع غزة وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 67"، مشيراً إلى التحذير مراراً "من خطورة تفاقم الأوضاع في غزة".
وأضاف أن على المجتمع الدولي اتخاذ موقف مسؤول لحماية الفلسطينيين ورفع الحصار عن غزة، مؤكداً ضرورة إيصال المساعدات؛ للحيلولة دون حدوث كارثة إنسانية.
كما دعا المجتمع الدولي إلى العمل على الوصول لسلام شامل وعادل بالشرق الأوسط، مؤكداً ضرورة إقامة دولة فلسطينية وتطبيق قرارات الشرعية الدولية.
فلسطين: الحرب الحالية سيكون لها عواقب عالمية
بدوره، اعتبر وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن "الحرب العدوانية الحالية التي يشهدها قطاع غزة، تعيد صياغة ما تعارف عليه العالم من قوانين وسيكون لها عواقب عالمية".
وتابع: "يجب رفض حجة إسرائيل أن تصرفاتها تأتي دفاعا عن النفس".
وقال إن السلطة الفلسطينية حذرت العالم مرارا من تفاقم الأوضاع في غزة وخطورة استمرار الحصار، وهي تواصل تحذيرها للعالم بعد أن "اختار التعايش مع جرائم إسرائيل وتجاهل دعواتنا لتوفير الحماية للفلسطينيين"، على حد قوله.
وكشف الوزير الفلسطيني أن إسرائيل تقتل طفلا فلسطينيا كل 15 دقيقة في عدوانها الحالي على غزة، وأنها شردت مليون فلسطيني في أسبوع واحد، وتستمر في تجويع من شردتهم من بيوتهم، وتتعامل مع الفلسطينيين "بشريعة الغاب".
وحمل المالكي "كل من أعطى إسرائيل تفويضا وزودها بالسلاح تواطأ معها ويتحمل المسؤولية عن القتل الجماعي"، مسؤولية ما يجري حاليا، في إشارة إلى الولايات المتحدة ودول غربية.
الكويت: التهجير جريمة حرب
من ناحيته، قال وزير الخارجية الكويتي، الشيخ سالم الجابر الصباح، إن بلاده تدعم ثبات الشعب الفلسطيني على أرضه، وتحذر من أي محاولات لتهجيره.
وأوضح، خلال كلمته، أن بلاده حذرت مرارا من تبعات تعاطي المجتمع الدولي مع القضية الفلسطينية وفقا معايير مزدوجة.
وأشار إلى أن المجتمع الدولي تقاعس عن إيجاد حل عادل وشامل ونهائي للقضية الفلسطينية.
وشدد على ضرورة ردع إسرائيل، وهي السلطة القائمة بالاحتلال، من ممارساتها الاستفزازية لا سيما تدنيس المقدسات الدينية وانتهاكاتها المستمرة في التضييق على الشعب الفلسطيني، وإنشاء مستوطنات غير قانونية وغير شرعية، وقتلها مئات المدنيين الأبرياء.
تركيا: نطالب بوقف غير مشروط لإطلاق النار
وفي كلمته، اعتبر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن حل الدولتين هو الأمثل والدائم، وأنه لا سلام دون الشعب الفلسطيني.
وطالب الوزير التركي بوقف غير مشروط لإطلاق النار في غزة، معتبرا أن "ارتكاب إسرائيل للفظاعات لا يواجه بالعقاب اللازم".
إيران تطالب بقطع العلاقات مع إسرائيل
وفي كلمته، طالب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الدول العربية والإسلامية بضرورة قطع العلاقات مع تل أبيب، محملا الولايات المتحدة مسؤولية الجرائم التي ترتكب في غزة.
وأشار إلى أن الاحتلال يرتكب بدعم أمريكي وغربي جرائم الحرب والتطهير العرقي والإبادة الجماعية.
ولفت بأن استمرار العدوان الوحشي على الأراضي الفلسطينية هو جزء من الجرائم التي يرتكبها الكيان المحتل.
وأضاف عبداللهيان أن عملية طوفان الأقصى أثبتت أن القضية الفلسطينية ما زالت حية، مضيفا أن القضية الفلسطينية باتت محور وحدة العالم الإسلامي اليوم، و"يجب أن تظل فلسطين القضية الأولى للعالم الإسلامي".
وشدد على أنه من غير المنطقي أن تكون المقاومة الفلسطينية هي من قصفت مستشفى المعمداني في غزة.
وطالب الوزير الإيراني بالعمل على تشكيل محكمة لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل، وفرض عقوبات سياسية واقتصادية من الدول الإسلامية والعربية ضد إسرائيل.
ودعا عبداللهيان إلى إرسال وفد من الدول الإسلامية إلى غزة للوقوف على جرائم إسرائيل.
وختم بالقول: "ندين بشدة أي تهجير قسري لسكان غزة ونعتبره جريمة حرب أخرى للكيان الصهيوني".
ويهدف اجتماع "التعاون الإسلامي" إلى بحث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتفاقم الأوضاع الإنسانية بما يهدد سلامة المدنيين وأمنهم، وكذا تهديد استقرار المنطقة.
ويأتي الاجتماع بعد يومٍ من المذبحة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق مئات المدنيين في مستشفى الأهلي المعمداني بقطاع غزة، وراح ضحيتها أكثر من 500 شهيد، معظمهم من الأطفال والنساء.