وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، إن عائلات الأسرى الإسرائيليين، تظاهروا أمام مقر وزارة الدفاع "الكرياه" في تل أبيب، لمطالبة نتنياهو بالتنحي واعترافه بالفشل.
فيما رفع المتظاهرون لافتات تطالب بوقف الحرب، وإعادة أسراهم من غزة، قبل أن يرددوا هتافات مناوئة للحكومة.
وعلى الرغم من أن المظاهرة كانت مفاجأة بالنسبة للمراقبين، وذلك لأن إسرائيل خلال الحروب تكون عادة على قلب رجل واحد ويقف الجميع وراء القيادة السياسية والجيش، إلا أن التوقعات تشير إلى أن تتصاعد هذه المظاهرات في قادم الأيام، حيث ترى عائلات الأسرى أن الحكومة الإسرائيلية لا تفعل الكثير للإفراج عن ذويهم، كما أنها لا تضع هذا الأمر هدفا رئيسيا ضمن أهداف الحرب.
ويشير المراقبون إلى أن مخاوف أهالي الأسرى، تأتي بعد أن تحدث أكثر من مسؤول سياسي وعسكري عن أهداف الحرب ولم يذكروا قضية الأسرى كأحد أهدافها.
ومما زاد من مخاوفهم، ما قاله وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست عندما تحدث عن أهداف الحرب، دون التطرق إلى مسألة الأسرى.
ويقول المراقبون إن من خرجوا للتظاهر ضد حكومة نتنياهو، هم من المواطنين الإسرائيليين العادين، وليسوا من أحزاب اليسار، حيث يرى هؤلاء أنه كلما استمرت الحرب كلما تقلص عدد المحتجزين الناجين، محذرين من أن معركة غزة لن تسفر عن نتائج في مصلحة إسرائيل.
وفي السياق ذاته، قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية، إن عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى حماس تخشى عواقب أي تدخل بري في الأيام المقبلة.
وأشارت إلى أن المفاوضات المتعلقة بالمحتجزين تشكل موضوعا حساسا بقدر ما هو سري.
وأكدت الصحيفة أن عائلات المحتجزين تعلق آمالها بدور دول بينها قطر في التوصل لإطلاق مزيد منهم عبر ما تقوم به من وساطات.
في المقابل، أشارت الصحيفة إلى ما يبدو إستراتيجية حكومة نتنياهو في هذا الملف من خلال تأكيد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، أن قضية المحتجزين هي جوهر أي نقاش حول إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وتحتجز حركة "حماس"، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، عشرات الأسرى، العديد منهم مزدوجو الجنسية وأجانب، بعد أن اجتاح مقاتلوها مستوطنات وقواعد عسكرية في جنوب إسرائيل.
وبعد أيام من حالة عدم اليقين، أعلن الجيش الإسرائيلي أن "عدد المحتجزين بلغ نحو 210 أسرى" في غزة، بينما تقول حماس إن لديها "ما بين 200 و250 أسيرا".
قبل أن يعلن جيش الاحتلال الجمعة، أن غالبية الأسرى لدى المقاومة على قيد الحياة.
وفي ظل شح المعطيات بشأن الموضوع والغموض الذي يلفه، يسعى عدد من الأطراف الدولية إلى التوصل لاتفاق يمكن من إطلاق سراح المحتجزين، الذين لا يعرف بدقة مكان تواجدهم.