في ذلك اليوم، وردا على اعتداءات الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، شنت "حماس" هجوما في مستوطنات غلاف غزة، فقتلت 1200 إسرائيلي وأسرت نحو 239، بدأت في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري مبادلتهم مع الاحتلال، الذي يحتجز في سجونه أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، في التقرير المنشور على موقعها، إن وحدة الاستخبارات العسكرية "8200" لم تكن تعمل في صباح 7 أكتوبر، بعد قرار اتُخذ قبل عامين بتقليص عدد أفرادها ووقف عملها خلال الليل وفي عطلات نهاية الأسبوع.
وبحسب صحيفة "ذا تايمز أوف إسرائيل" (The Times of Israel)، فإن هذا القرار ترك الجيش دون وسائل "تنصت وفك شفرات الاتصالات"، ما زاد من حالة الارتباك والفوضى التي تسببت في تأخير الرد العسكري ضد "حماس" في بلدات جنوبي إسرائيل.
طرق كلاسيكية
و"بعد مشاورات مكثفة، قرر ضابط رفيع المستوى (لم يكشف التقرير عن هويته) في الاستخبارات العسكرية قبل عامين، خفض عدد أفراد الوحدة 8200؛ بعدما اعتبر أن طرقها في جمع المعلومات الاستخباراتية لن تساعد في اكتشاف التهديدات المحتملة من غزة في وقت مناسب"، بحسب التقرير.
وقال الضابط، وفقا للتقرير، إن "الإنذار بشأن خطر قادم من غزة لن يأتي بالطرق الكلاسيكية".
و"على الرغم من أن هذه الوحدة لم يكن من المتوقع أن تتمكن وحدها من منع هجوم 7 أكتوبر، إلا أنها كانت ستقدم صورة أوضح عما كان يحدث في صباح ذلك اليوم، وربما حددت مواقع قوات النخبة التابعة لحماس التي تسللت إلى جنوبي إسرائيل تحت غطاء من آلاف الصواريخ"، كما زاد التقرير.
وفي الأسابيع التي تلت 7 أكتوبر، بحسب الصحيفة، أكدت عدة تقارير أن كبار المسؤولين في الجيش تجاهلوا تحذيرات مرؤوسيهم بشأن "أنشطة مشبوهة على طول حدود غزة".
وقالت الصحيفة إن تقارير إسرائيلية تفيد بأن "حماس" مارست لسنوات عملية خداع أقنعت إسرائيل بأنه يمكن استرضاء الحركة بحوافز اقتصادية للحفاظ على حكمها في غزة مقابل الهدوء النسبي.
ومن المرتقب إجراء تحقيقات في إسرائيل بعد الحرب بشأن المسؤولية عن الفشل الاستخباراتي والعسكري في 7 أكتوبر، وسط توقعات بالإطاحة بمسؤولين عسكريين وسياسيين في مقدمتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وبعد هجوم "حماس"، ولمدة 48 يوما حتى 23 نوفمبر الجاري، شن جيش الاحتلال حربا مدمرة على غزة، خلّفت 14 ألفا و854 شهيدا فلسطينيا، بينهم 6 آلاف و150 طفلا وما يزيد على 4 آلاف امرأة، بالإضافة إلى أكثر من 36 ألف جريح، بينهم أكثر من 75% أطفال ونساء، إلى جانب دمار مادي هائل و"أزمة إنسانية غير مسبوقة"، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.
ومنذ اليوم التالي، تتواصل هدنة إنسانية تستمر 6 أيام وتتضمن تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية وإغاثية وطبية إلى مختلف مناطق غزة، حيث يعيش نحو 2.3 مليون فلسطيني تحاصرهم إسرائيل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في عام 2006.
المصدر: الخليج الجديد