لا يخفي اعضاء الكونغرس الامريكي في غالبيتهم دعمهم للكيان الصهيوني؛ وتبريرهم قتل الأطفال والنساء؛ وبذلك يحرجون النظم الرسمية العربية والاسلامية؛ ممهدين الطريق لمواجهة شاملة مع شعوب المنطقة التي ترى في أمريكا شرا مطلقا؛ و عدو يجب الاطاحة به والتخلص من نفوذه في المنطقة؛ وهي توجهات بدأت روسيا والصين والقوى الصاعدة في الاقليم تتفاعل معها بطريقة ايجابية.
أمريكا من وجهة نظر شعوب المنطقة تخوض حرب ابادة وتدميرعلى الشعب الفلسطيني تفوق الحرب التي خاضتها في فيتنام وافغانستان؛ حرب تشبه في بعض صورها ومقدماتها الحرب التي خاضتها فرنسا ضد الشعب الجزائري بعيد الحرب العالمية الثانية بعد مطالبتهم بالاستقلال والتحرر.
القناعة بالتهديد الامريكي لشعوب المنطقة وامنها تشبه القناعات التي تولدت عقب الحرب العالمية الثانية بضرورة الاطاحة بالنفوذ الفرنسي والبريطاني في المنطقة العربية.
خصوصا بعد أن ارتكبت فرنسا مجازر كبرى في المغرب والجزائر وتونس بعد وعود قدمتها باريس بمنح شعوبها الاستقلال والتحرر في حال انتهاء الحرب العالمية الثانية ؛وعود لاتختلف عما قدم في اتفاق اوسلو سئ السمعة الذي اشرفت عليها اميركا واوروبا وسوقته.
النفوذ الامريكي في المنطقة يسير على ذات الطريق الذي سار عليه النفوذ والاحتلال الفرنسي والبريطاني؛ فحرب التحرير في فلسطين تكبر لتتحول حرب لتحرير شعوب المنطقة العربية والاسلامية من النفوذ الامريكي الذي اثقل كاهلها على مدى سبعين عاما وحولها الى شعوب ثانوية ومهمشة على ارضها وحرمها من ادارة مواردها بفاعلية.
حالة الغضب من الولايات المتحدة الأمريكية وما تمثله لن تستطيع أمريكا تجاوزه الا عبر ممارسة المزيد من القمع والتهديد والوعيد لشعوب المنطقة ودولها؛ وهي مسألة ترفع من حدة التوتر في المنطقة واحتمالات الصدام والتمرد والمواجهة مع النفوذ الامريكي بشتى الطرق والادوات وصولا الى تفكيك نفوذ أمريكا واضعافه .
ختاما .. معركة أمريكا في فلسطين لن تنتهي بتوقيع هدنة جديدة أو وقف لاطلاق النار؛ فالنفوذ الامريكي بات في صدام دموي سياسي وعسكري وإعلامي وثقافي مع شعوب المنطقة ؛ معركة يتوقع ان تستنزف الكثير من موارد الولايات المتحدة وقوتها في الساحة الدولية؛ وتنهي تصدرها للقيادة العالمية؛ ذلك ان فلسطين معركة أمريكا الاخيرة في المنطقة وفي العالم قبل ان تنكسر هيبتها كقوة عالمية عظمى.
*حازم عياد كاتب صحفي