منظمات دولية تندد بقطع الاتصالات والإنترنت في غزة: تغطية على جرائم الاحتلال
نددت منظمات دولية، بانقطاع الاتصالات والإنترنت في قطاع غزة، الذي يتعرض لقصف إسرائيلي مكثف، والتي قد يشكل "غطاء لفظائع جماعية" ويخفي أدلة ضرورية على انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب المرتكبة ضد الفلسطينيين.
Table of Contents (Show / Hide)
وقطعت قوات الاحتلال الجمعة، الاتصالات والإنترنت عن قطاع غزة، بالتزامن مع شن غارات مكثفة ومستمرة على مدار ساعات، وصفت بانها الأعنف، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، ما أدى إلى عشرات الشهداء والإصابات.
وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، في بيان على لسان المسؤولة في المنظمة ديبورا براون، إن "انقطاع الاتصالات والإنترنت هذا قد يكون بمثابة "غطاء لفظائع جماعية، ويسهم في الإفلات من العقاب على انتهاكات لحقوق الإنسان".
وأضافت براون أن الانقطاع شبه الكامل للاتصالات في غزة يقطع أكثر من مليوني شخص عن العالم، ويمنع الناس من التواصل مع أحبتهم والحصول على خدمات منقذة للحياة وخدمات أساسية أخرى.
بدورها، قالت منظمة "العفو الدولية"، إنها فقدت الاتصال بموظفيها في غزة، لافتة إلى أن منظمات حقوق الإنسان باتت تواجه عقبات متزايدة تصعّب توثيق الانتهاكات.
وأعربت عن أسفها، لأن "انقطاع الاتصالات هذا يعني أنه سيصبح من الصعب أكثر الحصول على معلومات وأدلة ضرورية تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب المرتكبة ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة والاستماع مباشرة إلى أولئك الذين يتعرضون لهذه الانتهاكات".
وأضافت أن المدنيين في غزة يتعرضون لخطر غير مسبوق، وإسرائيل تقطع كافة الاتصالات، وتكثف القصف وتوسع هجماتها البرية.
وقالت المنظمة إن "على إسرائيل أن توقف فورا هجماتها العشوائية وغير المتناسبة، والتي تسببت بمقتل وإصابة آلاف المدنيين"، إضافة إلى ذلك، يجب إعادة تشغيل البنية التحتية للإنترنت والاتصالات بشكل عاجل، كي تتمكن فرق الإنقاذ من إسعاف ونقل المصابين.
فيما أعلن المكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فقدان عدة وكالات أممية الاتصال بفرقها في غزة.
وفي بيان، قالت لين هاستينغز منسقة الشؤون الإنسانية في "أوتشا" إن العمليات الإنسانية وأنشطة المستشفيات "لا يمكن أن تستمر بلا اتصالات".
كما قالت منظمة الصحة العالمية، إنها غير قادرة على التواصل مع فريقها أو المرافق الصحية في غزة، معربة عن قلقها على مصيرهم.
أما منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في فلسطين لين هاستينغس، فأكدت ضرورة حماية المدنيين بعد فقدان قطاع غزة الاتصال بالعالم الخارجي وسط تقارير عن قصف مكثف.
جاء ذلك عبر حسابها في منصة "إكس" (تويتر سابقا)، حيث قالت: "لا يمكن أن تستمر خدمات المستشفيات وأنشطة الإغاثة دون الاتصالات والطاقة والغذاء والمياه والأدوية، وسلامة المدنيين بما في ذلك العاملين في مجال الصحة والصحفيين وموظفي الأمم المتحدة، معرضة لخطر كبير".
وشددت على أن للحروب قواعد، وأنه يجب حماية المدنيين.
من جانبه، قال مدير المنظمة تيدروس أدهانوم جيبريسوس، عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا)، إن انقطاع الكهرباء بالتزامن مع قطع الاتصالات "يجعل وصول سيارات الإسعاف إلى الجرحى مستحيلا"، مؤكدا أنه "لا يمكن إجلاء المرضى في مثل هذه الظروف أو العثور على ملجأ آمن".
وأضاف أن الأنباء المتعلقة باستمرار القصف الإسرائيلي العنيف على غزة محزنة للغاية.
وتابع: "يبدو أنه من غير الممكن في هذه الحالة نقل المرضى أو العثور على ملجأ آمن، وأن انقطاع الكهرباء يجعل وصول سيارات الإسعاف إلى المصابين أمرا غير ممكنا".
ودعا غيبريسوس كل من لديه القدرة على الضغط للتوصل إلى وقف إطلاق النار بين الأطراف إلى اتخاذ إجراءات فورية.
كما أعلنت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" كاثرين راسل، أنهم فقدوا الاتصال بزملائهم في قطاع غزة.
وأعربت عبر حسابها في منصة "إكس" (تويتر سابقا)، عن قلقهم البالغ حيال مليون طفل في غزة سيقضون ليلة أخرى من الرعب الذي لا يوصف.
وشددت على ضرورة حماية جميع العاملين في المجال الإنساني والأطفال والأسر الذين يقدمون الخدمات لهم.
وبالتزامن، أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود"، فقدان الاتصال بزملاء فلسطينيين لهم في قطاع غزة، معربة عن قلقها البالغ إزاء الوضع في غزة.
وقالت المنظمة عبر حسابها في منصة "إكس" (تويتر سابقا): "فقدنا الاتصال مع بعض زملائنا الفلسطينيين على الأرض، وقلقون بشكل خاص بشأن المرضى والعامليين الصحيين وآلاف الأسر التي لجأت إلى مستشفى الشفاء والمرافق الصحية الأخرى".
كذلك، أعلن الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر جاغان تشاباجين، انقطاع الاتصال بزملائهم في غزة جراء انقطاع التيار الكهربائي.
وقال تشاباجين في تدوينة على منصة "إكس" (تويتر سابقا): "انقطع الاتصال بزملائنا في غزة جراء انقطاع الكهرباء ونشعر بالقلق إزاء عدم قدرة الصليب الأحمر الفلسطيني على مواصلة تقديم الخدمات الطبية الطارئة".
ودعا جميع الأطراف إلى حماية المدنيين والعاملين في مجال الرعاية الصحية والمرافق.
في غضون ذلك، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، أنه "فقد الاتصال بمركز عملياته وبكل فرقه في قطاع غزة، بسبب قطع الاحتلال الإسرائيلي الاتصالات اللاسلكية والخلوية والإنترنت".
وأضاف الهلال الأحمر أن هذا "يؤثر في رقم الطوارئ المركزي 101، ويعوق وصول سيارات الإسعاف إلى المصابين" في ظل استمرار الغارات، مبديا "قلقه العميق" حيال قدرة الأطباء على مواصلة تقديم الرعاية في ظل هذه الظروف، وكذلك تجاه سلامة موظفيه.
الأمر ذاته، أعلنه الهلال الأحمر التركي، لافتا إلى انقطاع اتصاله بفريقه المحلي في قطاع غزة.
وأعرب عبر حسابه بمنصة "إكس" (تويتر سابقا)، عن قلقه البالغ حيال جميع العالمين بالإغاثة الإنسانية في القطاع، مؤكدا ضرورة عدم استهداف العاملين في المجال الإنساني والصحي والمدنيين.
وأضاف: "مع الأسف لا نستطيع التواصل مع فريقنا المحلي العامل في غزة، ولا تعمل أي من قنوات الاتصال".
وشدد على ضرورة الاستجابة بأسرع وقت للدعوة إلى "وقف إنساني عاجل ودائم لإطلاق النار" في غزة، التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة.
فس غضون ذلك، أكد رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية فخر الدين ألطون، أن "قطع إسرائيل لجميع قنوات الاتصال الدولية التي تربط قطاع غزة بالعالم الخارجي، يظهر بوضوح نيتها ارتكاب جرائم حرب".
جاء ذلك في منشور عبر حسابه بمنصة "إكس" (تويتر سابقا)، أوضح فيه أن ذلك هو "محاولة لإخفاء الحقيقة البغيضة المتمثلة في أن إسرائيل تدمر حياة المدنيين".
وأضاف ألطون أن "إسرائيل أظهرت مرة أخرى أنها غير مكترثة بحماية المدنيين أو احترام حقوق الإنسان الأساسية".
وأوضح أن "قطع خطوط الهواتف الثابتة والمحمولة وشبكة الانترنت في غزة أمر لا يمكن قبوله".
وقال رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية: "قطعت إسرائيل الاتصال وقنوات التواصل في غزة من خلال شن هجوم واضح آخر على أبسط حقوق الإنسان والقيم الأساسية، في وقت يواصل جيشها فيه غاراته الجوية المكثفة على القطاع المحاصر".
وأضاف: "التعتيم الإسرائيلي الذي يهدف إلى قطع جميع قنوات الاتصال الدولية التي تربط غزة بالعالم الخارجي، يظهر بوضوح نيتها ارتكاب جرائم حرب".
ولفت ألطون إلى أن "عدم إظهار الغرب رد فعل على هذا الهجوم يجعلهم متواطئين في هذه الجريمة".
وأردف: "ندين بشدة إسرائيل لانتهاكها الحقوق والحريات الأساسية للفلسطينيين، ويجب إنهاء هذه الوحشية على الفور، ولا يمكن بعد الآن للقوى العظمى التي تدعم هذه الوحشية أن تتحدث عن حقوق الإنسان والحقوق والحريات الأساسية".
من جانبها، حذرت نقابة الصحفيين الفلسطينيين من ارتكاب الجيش الإسرائيلي "مجازر" بحق الصحفيين في قطاع غزة، في ظل انقطاع الاتصالات وشبكة الإنترنت، وتوسيع عمليات القصف الجوي والمدفعي.
وقالت النقابة في بيان، إن إسرائيل قتلت حتى الآن أكثر من 24 صحفيا في غزة، وعشرات من عائلات الصحفيين، ودمرت عشرات المؤسسات الإعلامية، وقصفت عشرات المنازل لصحفيين.
واعتبرت النقابة أن ذلك يأتي "ضمن سياسة ممنهجة وبقرار رسمي لكي يرهب الصحفيين لمنع نقل جرائمه للعالم".
وناشدت النقابة كل المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة "لأخذ خطورة التبرير المسبق لجيش الاحتلال للمجازر ضد الصحفيين بأقصى درجات الجدية".
وكان الجيش الإسرائيلي قد حذر في رسالة إلى وكالة الصحافة الفرنسية ورويترز الدوليتين من أنه لا يستطيع ضمان سلامة صحفييهما العاملين في قطاع غزة.
وكتب الجيش الإسرائيلي رسالة إلى الوكالتين بعد أن طلبتا ضمانات بألا تستهدف الضربات الإسرائيلية الصحفيين التابعين لهما في غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي أيضا إن "ضرباته المكثفة على أهداف تابعة لحركة حماس قد تصيب مباني محيطة بأضرار"، مضيفا أنه "في ظل هذه الظروف، لا يمكننا ضمان سلامة موظفيكم".
وقالت الوكالتان إنهما قلقتان بشدة على سلامة الصحفيين في غزة، بينما أضافت رويترز في بيان أن "الوضع على الأرض مروع وعدم رغبة الجيش الإسرائيلي في تقديم ضمانات لسلامة فرقنا يهدد قدرتها على نقل أخبار هذا الصراع بدون خوف من الإصابة أو القتل".
وتنفذ إسرائيل منذ 22 يوما، عدوانا واسع النطاق على قطاع غزة، دمرت خلاله أحياء بكاملها، وسقط أكثر من 7700 شهيد، منهم 3593 طفلا، إضافة إلى إصابة نحو 20 ألفا بجراح مختلفة.
وخلال الفترة ذاتها، قتلت حركة "حماس" أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 5132، وفق وزارة الصحة الإسرائيلية، كما أسرت ما يزيد على 220 إسرائيليا، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.