الإجابة من 7 أكتوبر.. كيف يتواطأ إعلام الغرب في جرائم إسرائيل بغزة؟
وسائل إعلام غربية ضخمت الادعاءات الإسرائيلية الخالية من الأدلة بشأن هجوم "حماس" في 7 أكتوبر/ شترين الأول الماضي، بينما روجت لشيطة "حماس" دون أي تدقيق، وقمعت الأدلة التي تدحض الرواية الرسمية الإسرائيلية.
Table of Contents (Show / Hide)
تلك الرؤية طرحها جوناثان كوك، في مقال بموقع "ميدل إيست آي" البريطاني (MEE) ترجمه "الخليج الجديد"، مضيفا أنه "لهذا السبب، فإن الصحفيين الغربيين متواطئون تماما في الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل حاليا في قطاع غزة".
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال حربا على غزة خلّفت حتى مساء الاثنين 19 ألفا و453 شهيدا، و52 ألفا و268 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وأزمة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية.
وقال كوك إن "هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) ووسائل إعلام غربية أخرى تواصل الحديث عن جرائم حماس في ذلك اليوم، لكنها فشلت في الإبلاغ عن الأدلة المتزايدة على أن إسرائيل قتلت مواطنيها".
وتابع: "لم يكاد يمر يوم واحد منذ هجوم 7 أكتوبر، دون أن تتحدث وسائل الإعلام الغربية عما تدعي أنها تفاصيل جديدة عن فظائع مذهلة ارتكبتها حماس، ولهذا أدامت وسائل الإعلام السخط العام في الغرب".
واستطرد: "كما سهّل الغضب مسار إسرائيل التي سوت مساحات شاسعة من غزة بالأرض؛ وحرمت سكان القطاع (نحو 2.4 مليون فلسطيني) من الحصول على الغذاء والماء والوقود، وأجبرت نحو مليوني فلسطيني على النزوح".
كوك شدد على أن ما نشرته وسائل إعلام غربية "جعل من الأسهل كثيرا على الحكومات الغربية أن تلقي بثقلها خلف إسرائيل وتسلحها، حتى حين انخرط القادة الإسرائيليون مرارا في الحديث عن الإبادة الجماعية ونفذوا عمليات تطهير عرقي".
ادعاءات الاحتلال
وبالنسبة للادعاءات بأن مقاتلي "حماس" قطعوا رؤوس 40 طفلا وخبزوا آخر في فرن ونفذوا اغتصابا جماعا وقطعوا جنيا من رحم أمه، لم يتم تقديم أدلة، بخلاف أحاديث المسؤولين الإسرائيليين، بحسب كوك.
ومستنكرا، تساءل: أثناء الهجوم، هل ركزت حماس على ذبح المدنيين وقطع رؤوس الأطفال واستخدام الاغتصاب كسلاح حرب، وإطلاق النار على المنازل، مما أدى إلى تحويلها إلى أنقاض وإحراق ضحاياهم أحياء؟!".
وتابع: "لا شك أن الادعاء بشأن قطع رؤوس 40 طفلا تم تأجيله؛ فلا يوجد دليل عليه.. ووفقا للأرقام المنشورة في إسرائيل، توفي رضيعان فقط في ذلك اليوم.. ومع ذلك، نادرا ما تتحدى وسائل الإعلام المتحدثين الرسميين الإسرائيليين أو السياسيين الغربيين عندما يطلقون هذا الادعاء".
و"على الرغم من أنه نادرا ما يتم منحهم صوتا، إلا أن الفلسطينيين لديهم روايتهم البديلة الخاصة لما حدث في ذلك اليوم، ويتم تعزيز أجزاء منها بروايات من مصادر إسرائيلية"، كما أردف كوك.
وأوضح أن هذه الرواية تفيد بأن "حماس تدربت منذ فترة طويلة على شن هجوم على طراز الكوماندوز على أربع قواعد عسكرية تحيط بغزة لقتل أو أسر أكبر عدد ممكن من الجنود، وهجوم مماثل على مستوطنات إسرائيلية لأسر مدنيين، وذلك لمبادلتهم مع آلاف الأسرى الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال، الذين بقبعون في سجون إسرائيل وغالبا دون محاكمة عسكرية أو حتى تهم".
افتراضات عنصرية
وبالفعل، اقتحمت حماس قواعد عسكرية وبلدتي بئيري وكفار عزة، ولهذا كان نحو ثلث القتلى الإسرائيليين، البالغ عددهم 1200، من الجنود أو الشرطة أو الحراس المسلحين، وكان العديد من الأسرى الـ240 يخدمون في الجيش الإسرائيلي"، كما زاد لكوك.
وأردف: "وفقا لمعظم الروايات، حتى الإسرائيلية منها، عثرت حماس بالصدفة على مهرجان "نوفا" الموسيقي في منطقة قريبة من السياج مع غزة. ووقعت اشتباكات غير متوقعة مع حراس الأمن".
ونافيا صحة الادعاءات، تساءل: "لماذا حادت حماس عن خطتها بقتل هذا العدد الكبير من المدنيين؟ ولماذا أحرقت الإسرائيليين أحياء واستخدمت قوتها النارية لتفجير منازلهم وتحويلها إلى أنقاض وأضرمت النار في مئات السيارات بالقرب من المهرجان؟".
وأضاف أنه "بالنسبة للعقول الأقل انحيازا للافتراضات العنصرية، فإن الصورة البديلة للأحداث متماسكة، ومدفوعة بشهادات الناجين ومسؤولين إسرائيليين، فضلا عن تقارير في وسائل إعلام لإسرائيلية. ولأنها تتناقض مع رواية إسرائيل الرسمية، تجاهلت وسائل الإعلام الغربية هذه الشهادات".
بروتوكول هانيبال
و"المثير للدهشة أن الشخص الذي أربكت تصريحاته الرواية الرسمية أكثر من غيره هو مارك ريجيف، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو"، وفقا لكوك.
ولفت إلى أنه "في مقابلة مع قناة "إم إس إن بي سي" (MSNBC) في 16 نوفمبر (تشرين الثاني الماضي)، أشار ريجيف إلى أن إسرائيل خفضت عدد القتلى الرسمي بمقدار 200 (إلى 1200) بعد أن أظهرت تحقيقاتها أن البقايا المتفحمة التي أحصتها لا تشمل الإسرائيليين فحسب، بل مقاتلي حماس أيضا. وكان المقاتلون، الذين تم حرقهم أحياء، مشوهين للغاية بحيث لا يمكن التعرف عليهم بسهولة".
كوك قال إنه "كانت هناك مشكلة واضحة في ما كشف عنه ريجيف، والذي لم يعترض عليها مذيع القناة وتجاهلتها وسائل الإعلام وهي: كيف تم إحراق الكثير من مقاتلي حماس مع الإسرائيليين في المواقع نفسها؟".
وأضاف: هناك تفسير محتمل، أكده أحد الناجين الإسرائيليين، وحارس أمن ومجموعة متنوعة من العسكريين، لكن هذه الروايات تقوض بشكل صارخ الرواية الرسمية، وهو أن الجيش الإسرائيلي قصف بالدبابات منازل تحصن فيها مقاتلون من "حماس" مع أسرى إسرائيليين، كما أطلقت مروحية مقاتلة الصواريخ بشكل عشوائي على السيارات.
ومضى قائلا: "يوجد تفسير محتمل لهذا، فلدى الجيش الإسرائيلي بروتوكول سري يُعرف باسم هانيبال، إذ يُطلب من الجنود قتل أي من رفاقهم الأسرى لتجنب احتجازهم كأسرى".
وزاد بأنه "من غير الواضح كيف ينطبق هذا على المدنيين الإسرائيليين، رغم أنه يبدو أنه تم استخدامه. والهدف هو الحيلولة دون أن تواجه إسرائيل مطالب بإطلاق سراح الأسرى".
ولفت إلى تصريح العقيد الإسرائيلي نوف إيريز بأنه "تم على ما يبدو استخدام بروتوكل هانيبال".
كما ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن محققي الشرطة خلصوا إلى أن "مروحية قتالية وصلت إلى مكان الحادث وأطلقت النار على الإرهابيين، ويبدو أنها أصابت أيضا بعض المشاركين في المهرجان".
وفي مقطع فيديو نشره الجيش، تظهر مروحيات أباتشي وهي تطلق صواريخ بشكل عشوائي على السيارات التي تغادر المنطقة، على افتراض أنها تحتوي على مقاتلين من حماس يحاولون تهريب أسرى إلى غزة، كما أضاف كوك.
وأكد أنه "على نحو غير عادي، تجاهل المراسلون تماما، أثناء تغطيتهم للدمار الذي لحق بالمنازل المدمرة والسيارات المحترقة والمحطمة، الأدلة المرئية التي تحدق في وجوههم وضخموا ببساطة الرواية الرسمية الإسرائيلية".