توني بلير، ما غيره، بذاته وشحمه ولحمه ومؤامراته، صاحب كذبة إن نظام الرئيس الراحل صدام حسين امتلك برنامج أسلحة دمار شامل، وأثبتت الوقائع كذبه، لكن بعد فوات الأوان وتدمير العراق، وأصر على مشاركة الجيش البريطاني في الحرب على العراق حين كان رئيسا لوزراء بريطانيا (1997-2007). والحرب على أفغانستان تحت ستار محاربة "الإرهاب".
يواصل الثعلب ومجرم الحرب في العراق وأفغانستان لعب دور تاجر الموت ومروج السموم، وصانع الكوارث، باقتراحه بإمكانية استقبال دول معينة لاجئين من قطاع غزة، بعد ما يسمى "اليوم التالي لغزة" .
بلير عقد عدة لقاءات مع كل من قادة الاحتلال في مقدمتهم بنيامين نتنياهو، لم يجر الإفصاح عنها، تهدف إلى أن يلعب دور الوسيط "بين الرغبات الإسرائيلية لليوم التالي، وبين الدول العربية المعتدلة، إضافة إلى إعادة دراسة إمكانية قبول لاجئين من غزة في دول حول العالم".
وكانت "القناة 12" العبرية قالت بوقت سابق إن بلير زار تل أبيب وأجرى سلسلة من الاجتماعات بشأن ما اصطلح عليه "اليوم التالي" للحرب على غزة، مشيرة إلى أن بلير سيعيد أيضا دراسة إمكانية قبول اللاجئين من غزة في دول العالم.
لكن القناة أوردت ردا بالنيابة عن بلير مفاده "أن التقارير التي تفيد بأن له علاقة بالتهجير الطوعي لسكان غزة غير صحيحة، ولم يكن هناك مثل هذا النقاش ولا ينوي النظر في الموضوع أيضا".
نفي بلير لم يؤخذ على محمل الجد لمعرفة غالبية العالم والعرب طبيعته الاستعمارية والكاره للعرب وللفلسطينيين، مما دفع وزارة الخارجية الفلسطينية، إلى القول إنها:
تتابع "باهتمام كبير ما أورده الإعلام العبري بشأن تولي توني بلير رئاسة فريق للعمل من أجل الإخلاء الطوعي للمواطنين الفلسطينيين من قطاع غزة، وإجراء لقاءات ومشاورات مع عدد من الدول لفحص موقفها بشأن استقبال لاجئين فلسطينيين، الأمر الذي لقي ترحيبا كبيرا من الوزير الإسرائيلي الفاشي إيتمار بن غفير وغيره من المتطرفين".
مشاركة بلير في هذا السيناريو هي جريمة حرب بكامل المواصفات والأوصاف والتوصيفات و تندرج في إطار مخططات الاحتلال لتعميق الإبادة الجماعية والتهجير القسري في صفوف الفلسطينيين.
والطريف أن حكومة الاحتلال تسعى لتعيين بلير "منسقا إنسانيا" في محاولة لتخفيف الضغوط الدولية التي تمارس على حكومة بنيامين نتنياهو بسبب الحرب الإجرامية في قطاع غزة.
تخيلوا بلير سيتولى موقعا له علاقة بالشؤون الإنسانية وهو الذي أدى دورا بارزا في الزج ببريطانيا في حرب أفغانستان إلى جانب الولايات المتحدة، وكان الرجل الثاني بعد الرئيس الأمريكي جورج بوش في غزو العراق عام 2003، ودائما ما يدافع عن العمل العسكري في المنطقة.
*علي سعادة كاتب صحفي من الأردن