القدس والقضية الفلسطينية في فكر الجنرال سليماني

وفي الواقع، كان الجنرال سليماني يعتقد أن الدفاع عن فلسطين ليس من بين مُثُل إيران الإسلامية فحسب، بل هو الأول أيضًا في العالم الإسلامي. قال الجنرال سليماني إن فلسطين هي الخط الأمامي للعالم الإسلامي بأكمله.

وفي عام 2019، كتب في رسالة إلى أبو خالد، القائد العام لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس: "من يسمع نداء الفلسطينيين ولا يساعدهم فليس بمسلم". ".

واعتبر الجنرال سليماني دعم فلسطين أحد أمثلة الواجب الديني. وقال في إحدى خطاباته عن فلسطين: "نحن لا نساعد فلسطين بسبب اتجاه، ولكن دعمنا للشعب الفلسطيني هو من باب أداء واجب ديني ومواجهة إسرائيل".

وكتب في رسالة إلى محمد ضيف، القائد الفلسطيني الذي يقود حاليا عملية طوفان الأقصى: "ليكن الجميع على يقين أنه مهما زادت الضغوط على فلسطين وتشديد العقوبات على الفلسطينيين، فإنه لن يفعل ذلك". تترك وحدها. الدفاع عن فلسطين شرف. أصدقاء فلسطين هم أصدقاؤنا وأعداء فلسطين هم أعداؤنا. إن الدفاع عن فلسطين هو مثال للدفاع عن الإسلام، ومن سمع دعوتكم ولم يلتفت فليس بمسلم".

الإجراءات العملياتية التي اتخذها الجنرال سليماني للدفاع عن فلسطين

ومن الناحية العملياتية، لعب الجنرال سليماني دورًا مهمًا وملونًا في الدفاع عن فلسطين وتحسين قوة الردع للفصائل الفلسطينية، وكذلك في القتال ضد إسرائيل. ويقول زياد النخلة، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية: "إن القوة والتسهيلات التي حققتها غزة اليوم هي نتيجة الجهود الكبيرة التي بذلها الجنرال قاسم سليماني".

تعتبر حرب الـ 22 يومًا أحد الأحداث التي قدم فيها الجنرال سليماني دعمًا عمليًا للفلسطينيين. يمكن تسمية أهم عمل قام به الجنرال قاسم سليماني في الحرب التي استمرت 22 يومًا بتسليم الأسلحة للفلسطينيين وهزيمة الحصار على غزة.

تحدث أحمد عبد الهادي، عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية، عن رحلات الجنرال سليماني المتكررة إلى غزة وتصميم خطة دفاعية ضد إسرائيل.

كما أشار أسامة حمدان، العضو البارز في حركة المقاومة الإسلامية حماس، إلى دور الجنرال قاسم سليماني في دعم المقاومة الفلسطينية في حرب الـ 22 يوما بين إسرائيل وغزة، وقال: "الجنرال سليماني كان مع المقاومة الفلسطينية لحظة بلحظة". لحظة خلال هذه المعركة."

ولعب الجنرال سليماني دورًا مهمًا في انتقال الفلسطينيين من الدفاع بالحجارة إلى عملية طوفان الأقصى وملأ أيدي الفلسطينيين.

تحرير القدس؛ الهدف النهائي للجنرال سليماني

إن التسوية والمصالحة مع إسرائيل، التي شهدها العالم منذ أواخر السبعينيات بمساومة بعض الأنظمة العربية، خلقت نوعاً من اليأس والقنوط لدى المقاتلين الفلسطينيين وأحرار العالم.

وكانت إيران من بين الدول التي أحيت القضية الفلسطينية من جديد. وكان من هذه التصرفات تصرف الإمام الخميني بتسمية الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك يوم مقدس. وأدت هذه المبادرة التاريخية إلى إحياء القضية الفلسطينية وتشكيل نوى مقاومة في منطقة غرب آسيا لمحاربة إسرائيل.

وفيما يتعلق بأهمية القدس بالنسبة للجنرال قاسم سليماني، ينبغي القول إنه كان يعتقد أن الهدف النهائي لمحور المقاومة هو تحرير القدس الشريف، وقد انتشر هذا الرأي إلى جميع أركان هذا المحور. كان لحملة الجنرال سليماني هدف، وكان هدفها تحرير القدس من الاحتلال الإسرائيلي.

وفي هذا الصدد، قال ناصر أبو شريف، ممثل حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية: "أينما كان الجنرال قاسم سليماني، كان هدفه النهائي هو القدس الشريف. ولو كان في العراق أو سوريا، لفكر في القدس. الهدف الأخير لـ الجنرال سليماني كان هو من قام بتحرير القدس." »

واستنادا إلى نفس وجهة النظر التي كان لدى الجنرال سليماني بشأن القدس، يشار إليه باسم "شهيد القدس". وقال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خلال مراسم تشييع الجنرال قاسم سليماني ورفاقه الجنود في طهران: "الجنرال سليماني قدم حياته كلها دعما لفلسطين، وأنا أعلن أن هذا القائد العظيم هو شهيد القدس."

والحقيقة أن القضية الفلسطينية وتحرير القدس امتزجت بروح وروح الجنرال سليماني فتنفسها، ولهذا تلخصت كل جهوده الدعائية في القدس والقضية الفلسطينية، وأخيراً ضحى بحياته في القدس. بهذه الطريقة القدس وفلسطين.