كاتب بريطاني: ليست أمريكا.. لهذا إيران هي القوة المهيمنة في المنطقة
يؤكد الكاتب البريطاني سيمون تيسدال أن "القوة المهيمنة في الشرق الأوسط لم تعد الولايات المتحدة، أو مصر المتحالفة مع الغرب، أو السعودية أو حتى إسرائيل، وإنما إيران المتحالفة مع الحوثيين".
Table of Contents (Show / Hide)
تيسدال تابع أن الضربات الغربية، بقيادة المتحدة، لجماعة الحوثي اليمنية المدعومة إيران، يومي الجمعة والسبت، تمثل "علامة فارقة أخرى مثيرة للقلق في سلسلة طويلة من إخفاقات السياسة الغربية في الشرق الأوسط، وأكثرها أهمية هي تلك المستمرة منذ عقود، وهو الفشل في حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني".
وأضاف أن "حقيقة اضطرار الولايات المتحدة، بدعم من بريطانيا، إلى استخدام القوة ردا على هجمات الحوثيين الخانقة للتجارة على السفن (المرتبطة بإسرائيل) في البحر الأحمر، تعكس أن نفوذ واشنطن السياسي آخذ في تضاؤل، ودبلوماسيتها غير فعالة، وسلطتها محل ازدراء".
وشدد على أن "الرئيس الأمريكي جو بايدن عمل على تنفير الرأي العام العالمي (والكثير من الأمريكيين) عبر التعهد المتهور بتقديم الدعم غير المشروط لإسرائيل بعد (الهجمات) التي ارتكبتها حركة "حماس" (في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي)، واستخدام حق النقض ضد خطط الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار".
تعزيز مكانة إيران
في المقابل، و"من خلال القتال بالوكالة، يتم تعزيز مكانة إيران من خلال كل ضحية فلسطينية (جراء حرب إسرائيل)، وصواريخ "حزب الله" (في لبنان)، والقصف العراقي والسوري (ضد أهداف أمريكية)، والطائرات بدون طيار الحوثية"، كما أضاف تيسدال.
وأردف: "بالنظر إلى حماس في غزة، والفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية، والميليشيات المتمركزة في العراق وسوريا، فمن الواضح أن إيران قامت بتجميع تحالف يتم التحكم فيه عن بعد".
واعتبر أن "قصف قواعد الحوثيين، بدلا من الضغط لوقف إطلاق النار في الحرب الأهلية المستمرة منذ فترة طويلة في اليمن (9 سنوات)، لن يغير هذا الواقع. والأرجح أن ذلك سيغذي خطاب المقاومة المناهض للغرب وإسرائيل على مستوى المنطقة".
كما "اتخذت إيران، التي أصبحت أكثر ذكاءً من أي وقت مضى، خطوات عملية لإصلاح العلاقات مع منافسيها العرب في الخليج العام الماضي، إذ استعادت العلاقات الدبلوماسية مع السعودية (...)، وكان الجانب الأكثر أهمية في الصفقة هو أن الصين توسطت فيها"، بحسب تيسدال.
دور الصين وروسيا
وقال تيسدال إن "الصين وروسيا هما الصديقان الجديدان لإيران. وهذا، أكثر من العوامل الأخرى، هو الذي حوّل حظوظ إيران، وجعلها قوة لا يستهان بها. وكان غزو (روسيا لـ)أوكرانيا (منذ 2022)، واتفاق التعاون "بلا حدود" السابق بين الصين وروسيا، بمثابة الحافز لهذا التحول".
وزاد بأن "الحرب وتداعياتها بلورت الاعتقاد الناشئ بالفعل في بكين وموسكو بتراجع القيادة العالمية الأمريكية، في مرحلة ما بعد (الرئيس السابق الأمريكي) دونالد ترامب (2017-2021)".
وزاد بأنه بـ"التآمر مع بكين للتحايل على العقوبات، تبيع إيران ملايين البراميل من النفط الخام بأسعار مخفضة إلى الصين شهريا (...)، أما مع روسيا، فكل شيء يتعلق بالأسلحة، إذ تزود إيران روسيا بطائرات بدون طيار مسلحة تستخدمها لقتل الأوكرانيين".
و"بحسب ما ورد، تعتقد المخابرات الأمريكية أن مجموعة فاجنر المرتزقة الروسية تخطط لتزويد "حزب الله" بنظام دفاع جوي متوسط المدى، وهو استفزاز مذهل إذا كان صحيحا"، كما اضاف تيسدال.
وخلص إلى أنه "بعد 45 عاما من المحاولة (منذ الثورة الإسلامية في إيران عام 1979)، اتضح أن فرض العقوبات ونبذ وتهديد إيران لم ينجح".
وأكد أن "الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل تواجه خصما هائلا، وهو جزء من تحالف عالمي ثلاثي تدعمه ميليشيات قوية وقوة اقتصادية. ولابد من نهج دبلوماسي جديد إذا أردنا تجنب صراع أوسع نطاقا".
المصدر: الخليج الجديد