الحوثيون: لن نسمح لإسرائيل بالإبحار في البحر الأحمر
إن دخول الجيش اليمني والحوثيين في هذه المعركة تم بينما لم تكن إسرائيل وأمريكا فقط، بل كل الدول الغربية والأنظمة العربية، ترافق إسرائيل في قتل الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة.
Table of Contents (Show / Hide)
في 26 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بعد 15 يوما فقط من عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية بما فيها "حماس" ضد إسرائيل، واستمرار جرائم الحرب الإسرائيلية التي استهدفت الأطفال والنساء العزل في قطاع غزة، أعلن الجيش اليمني والحوثيون في معركة مباشرة ليس فقط مع إسرائيل بل مع العالم الغربي.
إن دخول الجيش اليمني والحوثيين في هذه المعركة تم بينما لم تكن إسرائيل وأمريكا فقط، بل كل الدول الغربية والأنظمة العربية، ترافق إسرائيل في قتل الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة. وبحسب المراقبين، لا يمكن العثور على مثيل لها في التاريخ المعاصر حتى خلال الحرب العالمية الثانية.
المعركة التي أعلنها الجيش اليمني والحوثيون استهدفت منطقتين مهمتين: أولاً، الهجوم على أقصى نقطة في جنوب إسرائيل، والتي اعتبرها هذا الکیان النقطة الأكثر أماناً في أراضيه. وكان العديد من المستوطنين الذين فروا من شمال إسرائيل خوفاً من المقاومة اللبنانية، قد هاجموا هذه النقطة، بما في ذلك ميناء إيلات، والآن فإن استهداف هذه المنطقة من قبل الحوثيين والجيش اليمني لم يوفر مكاناً آمناً لهم، حيث أن إسرائيل لم تترك أي جزء من قطاع غزة آمناً للفلسطينيين.
والأمر الثاني والأهم من الأول هو قطع الشريان الاقتصادي لإسرائيل عبر البحر الأحمر. وفي هذا الصدد، أعلن الجيش اليمني والحوثيون أنهم من الآن فصاعدا لن يسمحوا لأي سفينة إسرائيلية بالمرور عبر مضيق "باب المندب" الاستراتيجي والبحر الأحمر فحسب، بل سيمنعون حركة المرور السفن التجارية وسفن الشحن التابعة لدول أخرى والتي تذهب إلى موانئ إسرائيل أيضا.
ومن الناحية العملية، فمنذ 19 تشرين الثاني (نوفمبر) فصاعداً، هاجموا كل سفينة تجارية وسفينة شحن لها علاقة بإسرائيل. وإلى حد أن العديد من الشركات الغربية أعلنت أنها لن تعد تعبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب للحفاظ على أمنها. وهو الإجراء الذي، بالإضافة إلى توجيه ضربة قاتلة للاقتصاد الإسرائيلي، واجه أيضًا تحديًا كبيرًا لاقتصاد الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة.
ورغم أن الجيش اليمني والحوثيين واجهوا غارات جوية أمريكية وبريطانية، إلا أنهم أكدوا أن أيا من هذه الهجمات لن تثنيهم عن إصرارهم ومواصلة هجماتهم ضد السفن الإسرائيلية والسفن التي تقصد إسرائيل.
واشترط الجيش اليمني والحوثيون وقف هجماتهم ب اولا: إنهاء الحرب ضد الفلسطينيين وثانيهما: إنهاء الحصار على قطاع غزة.
وأكد الجيش اليمني والحوثيون أنه كما أن إسرائيل "تمنع الفلسطينيين من أشياء كثيرة"، فإنهم أيضا "سيعرقلون مرور السفن الإسرائيلية والسفن المتجهة لهذا الکیان" ولا شك أن عرقلة الجيش اليمني والحوثيين أثقل بكثير على إسرائيل من تصرفاتهم ضد الفلسطينيين.
وما أعطى هذه المواجهة أهمية كبيرة هو أنه، على عكس إسرائيل التي تعيش أزمة بسبب الحرب، وتتعرض أمريكا والغرب لضغوط ومشقة، فإن الجيش اليمني والحوثيين لن يواجهوا أزمة بسبب هذه الحرب. ولن يتعرضوا للضغوط والمشقة.
بالإضافة إلى أنه إذا واصلت الولايات المتحدة وإنجلترا هجماتهما ضد الجيش اليمني والحوثيين، فإن هذه الحركة ستعطي بلا شك رداً مدروساً ومتناسباً على هجماتهم. وبينما لا تملك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة سوى خيار الضربات الجوية للتعامل مع الجيش اليمني والحوثيين، فإن أمامهما خيارات كثيرة مطروحة للرد على هذه الهجمات، أهمها السفن الأمريكية والبريطانية وقواعدها ومصالحها في المنطقة.
وفي هذا الوضع فإن استبعاد البحر الأحمر ومضيق باب المندب سيكون ثقيلاً جداً ليس على إسرائيل فحسب، بل على أميركا وإنجلترا أيضاً. خاصة وأنهم أفضل وأكثر وعياً بعواقب هذا الحرمان من أي شخص آخر.