الإمارات دولة وظيفية مهمتها الأساسية تفتيت المنطقة
تعد الإمارات دولة وظيفية مهمتها الأساسية تفتيت المنطقة ومواجهة المد الإسلامي وخدمة الدول الاستعمارية الكبرى فضلا عن تكريس وتعزيز التطبيع مع إسرائيل.
Table of Contents (Show / Hide)
وأبرز “المركز الخليجي للتفكير” أن السنوات الأخيرة شهدت تنامياً غير مسبوق في دور دولة الإمارات الدولي والإقليمي، مع انتهاجها سياسة استباقية ضد ثورات الربيع العربي بصورة عامة والإسلاميين بصورة خاصة وهو ما دفعها للتورط في تدخلات داخل دول الربيع العربي (مصر-ليبيا-تونس-اليمن).
ورأى المركز أن صمت المجتمع الدولي على اشتباك الإمارات إقليميا ودوليا، يعني أن النهج الإماراتي يسير وفق سياسة دولية مرسومة سلفاً، كما وصفها الراحل المفكر عبد الوهاب المسيري بالـ”دولة الوظيفية”.
وقد طورت الإمارات آليات ضغطها على القوى الدولية الكبرى عبر لوبياتها حيناً وصناديقها الاستثمارية والتجسس والابتزاز أحياناً أخرى.
ويمثل قتال الإسلاميين وتصفيتهم إن في كان داخل الإمارات أو خارجها، مركز السياسة الإماراتية وثابتها، وكذلك دعم الدول الملكية والأوتوقراطية.
وقد ظهرت الإمارات كدولة قومية في سياق عملية إمبريالية عالمية تحددت وفق المصالح الاستراتيجية للدول الكبرى وتوازنات القوى فيما بينها، وقضت تلك المصالح والتوازنات بتقسيم الجزيرة العربية التي تطفو فوق أكبر بحيرة نفط في العالم.
ومن ملامح السياسية الإماراتية داخليا منذ نشأة الإمارات مطلع السبعينات، أنه ينبغي الحفاظ على معدل متزايد لنمو الثروة والتراكم الرأسمالي مع الاحتفاظ بدرجة صفرية من التسامح مع كل ما يمس النظام الملكي.
وكان ظهور الإمارات كدول قومية إنجازاً بريطانيا، وإنجازا شخصيا للدبلوماسي السير ويليام لويس وفريقه، الذين نجحوا في إعادة تشكيل المنطقة وفقا للمصالح البريطانية وبأقل تكلفة. وكما يذكر المؤرخ ويليام روجر لويس: “أصبح الحضور البريطاني أكثر خفاء، لكنه لا زال موجودا”.
وانسحبت بريطانيا من المشيخات، ديسمبر 1971، لتعلن الأخيرة تكوين اتحاد تم الإعداد له على مدار عامين منذ الإعلان البريطاني الأول في 1968 يضم الإمارات: أبو ظبي، عجمان، الفجيرة، دبي، الشارقة، أم القيوين، بينما انسحبت إمارتا قطر والبحرين، والتحقت رأس الخيمة بالاتحاد في العام التالي.
ومما يُذكر أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أزاح في عام 1966 أخاه الشيخ شخبوط بن سلطان الذي حكم أبوظبي من عام 1928، وكانت شرعية هذا الانقلاب القبلي مؤسسة على فشل شخبوط في استثمار النفط وتوظيف عوائده في التنمية.
وقد لعب النفط دورا محوريا في تحديد هيكل السلطة والنفوذ في الإمارات، وبفضله حازت أبوظبي (التي اكتشف النفط فيها أواخر الخمسينات وتم تصديره لأول مرة في 1962) ودبي (1966) السيادة على المشيخات الأخرى وحسمت الصراع القبلي الممتد لقرون.
واستقلال الإمارات كان بريطانيًا، ففي عام 1952، أسّست سبع مشيخات المجلس المتصالح بدعوة وتشجيع بريطاني، كان هدف بريطانيا تسهيل سيطرتها على المنطقة وتيسير إنفاذ سياساتها.
ويعود أصل معظم الإماراتيين لقبيلتين ظهرتا كقوى محلية في القرن التاسع عشر: قبيلة بني ياس (استوطنوا ما يعرف اليوم بأبوظبي 1760، بعد أن اكتشفوا المياه العذبة، لاحقا ستنتقل عائلة مكتوم إلي دبي في 1833) وقبيلة القواسم (وكان غالب نشاطهم التجارة والقرصنة وسيطروا على رأس الخيمة والشارقة)
وتمتلك الإمارات موارد نفطية (تعود أغلبها لأبوظبي)، واحتياطات نقدية وكونت مجموعات ضغط إعلامية وسياسية وحقوقية، فضلاً عن تطوير قدراتها العسكرية، تبدو أبوظبي كما لو كانت مسؤولة حصرا عن سياسات الأمن والتسليح والعلاقات الخارجية.