الإسرائيليون فقدوا الثقة بحاكميهم: إيران لا تهابنا
“إسرائيل خسرت الحرب”، هذا ما ورد في صحيفة هآرتس الصهيونية. إذ اعتبر الكاتب حاييم ليفينسون أن العجز عن الاعتراف بهذه الحقيقة “يختزل كل ما يحتاج المرء لمعرفته عن نفسية الإسرائيليين، فرادى وجماعات”.
Table of Contents (Show / Hide)
وقال ليفينسون إن الحقيقة جلية وجارحة ويمكن التنبؤ بها حتى يتسنى سبر أغوارها، والتعامل معها، واستيعابها واستخلاص العبر منها للمستقبل.
وأضاف أن “الاعتراف بأننا خسرنا (الحرب) ليس أمرا مسليا.. لكننا قد لا نكون قادرين على العودة بأمان إلى الحدود الشمالية لإسرائيل”.
وانتقد ليفينسون نزوع الإسرائيليين إلى التفاؤل غير المبرر في أن الغد سيكون على ما يرام وأن عملهم سيتكلل في نهاية المطاف بنجاح كبير.
واعتبر ذلك “جوهر فشل الفكر الإنساني” والذي ينعكس في الاعتقاد بأن “المسار الذي نمضي فيه جيد… وبقليل من الجهد سيعود الأسرى إلى الديار، وسوف تستسلم حركة حماس، ويُقتل قائدها يحيى السنوار، لأننا نحن الأخيار، وسوف ينتصر الخير”.
وأردف بأن هذه هي نفس العقلية التي تعتقد أن “النظام الإيراني سينهار قريبا”، مضيفا أن على الإسرائيليين أن “يقولوا الحقيقة حتى لو كانت مزعجة ومؤذية، وحتى لو استهجنها البعض وأضعفت المعنويات”.
ودعا الكاتب إلى التصدي لآلات الدعاية التابعة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قائلا: “ألم يكن حينها سيعتبر مجنونا وانهزاميا ومنقطعا عن الواقع كلُّ من كانت ستسول له نفسه في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي أن يقول إن رئيس الاستخبارات العسكرية كان غير كفء، وإن الاستخبارات العسكرية كانت قادرة على التخطيط لعمليات ناجحة لكنها عاجزة عن إطلاق تحذير من حرب مقبلة، وإن جهاز المخابرات الداخلية كان يغط في سبات عميق؟!”.
وأضاف أن بعض السياسيين كانوا سيطالبون باتهام مثل هذا الشخص بنشر أخبار كاذبة، “رغم ما كان هناك من مؤشرات على أن المؤسسة العسكرية في حالة سيئة”، على حد تعبيره.
ومضى إلى أنه ما من وزير في الحكومة قادر على استعادة إحساس الإسرائيليين بالأمان الشخصي، ذلك أن “أي تهديد من جانب إيران سيجعل فرائصنا ترتعد. وتلقت مكانتنا الدولية ضربة قوية، وانكشف ضعف قيادتنا للخارج”.
وتابع “لقد نجحنا طيلة سنوات في خداع أنفسنا حتى ظننا أننا دولة قوية، وشعب حكيم وجيش قوي…”.
ووفقا للمقال، فإن اجتياح مدينة رفح جنوبي قطاع غزة لا يعدو أن يكون أحدث خدعة ترددها الأبواق الإعلامية “حتى بتنا نعتقد أن النصر لا يبعد سوى لحظات”.
من جهة أخرى، تناول معلق الشؤون العسكرية في موقع والاه، أمير بوخبوط العلاقة الأميركية الإسرائيلية بالقول: “حتى قبل أن يستقر الغبار، تمكن الرئيس الأميركي جو بايدن من وضع الحكومة “الإسرائيلية” في مأزق ومعارضة الرد العسكري الإسرائيلي ضد إيران.
أضاف: “قبل وصول الصواريخ الإيرانية إلى الأراضي “الإسرائيلية” (الفلسطينية) الليلة الماضية، أعلن المسؤولون الإيرانيون أن “الحادثة انتهت”، وليس لديهم أي نية لشن موجات إضافية من الهجمات. وصباح اليوم أعلن الإيرانيون أنه إذا ردت “إسرائيل” على الهجوم سيحصل رد من قبلهم “مضاعف” عن الذي حصل بالأمس”.
وأوضح بوخبوط: “الأمر يتعلق بأول إصابة إيرانية بالجبهة الداخلية “الإسرائيلية”، وبكلمات أخرى، انهار السد: من الآن وصاعدًا، التصادم مع طهران قد ينتهي بأسراب من الطائرات المسيرة وبهجوم بالصواريخ باليستية كالتي رأيناها بالأمس، وبالتالي، سيكون مطلوبًا من كبار المسؤولين في هيئة الأركان العامة للجيش “الإسرائيلي” تقييم ردود إيران المحتملة، وسيتعين عليهم أيضًا اتخاذ سلسلة من التوصيات، هل نرد بقوة وجبي ثمن من القواعد العسكرية للحرس الثوري الإيراني، والمواقع التي انطلقت منها الطائرات غير المأهولة وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية – أو اختيار مهاجمة شخصيات أمنية إيرانية، وأيضًا سيضطرون إلى فحص هل نكتفي بعملية محدودة، ينطلق خلالها طيارو سلاح الجو إلى مهمة بمدى 1500 كيلومتر، من أجل إصابة هدف رمزي إيراني. لا يوجد نقص في مثل هذا: مبنى حكومي ومستودعات أسلحة وآبار نفط وحتى سفن إيرانية تبحر في البحر”.
وتابع بوخبوط: “الخيار الثالث، ويبدو بحسب رد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ووزير الامن يوآف غالانت، أن “إسرائيل” لن تتسرع في الردّ وستدرس بعناية درجة الردّ في الوقت الذي تختاره مناسبًا. وفي خلفية هذا الاعتبار هناك الحقيقة الواضحة للجميع، وهي أن إيران أرادت تدمير القواعد الجوية وتفوق الجيش الإسرائيلي في الشرق الأوسط”.
وقال مصدران إسرائيليان لصحيفة “نيويورك تايمز”: “إيران هاجمت “إسرائيل” مباشرة وبشكل لا سابق له. والهجوم المضاد المحتمل لـ”إسرائيل” على إيران، والذي اقترحه عدد من أعضاء الكابينت، ألغي من قبل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بعد محادثته خلال الليل مع رئيس الولايات المتحدة جو بايدن.
بدوره ذكر موقع “يديعوت احرونوت” أنه “بحسب التقديرات، من غير المتوقع أن يتضمن الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني غير المسبوق خطوة “حركية” في إيران نفسها، بل تحركات مشابهة لتلك التي سبق أن كانت تنسب إلى “إسرائيل” في الماضي، وهي مرتبطة بالصراع السري ضد البرنامج النووي وتعاظم القوة الايرانية في دول المنطقة”.
أضاف الموقع: “المعضلة في “إسرائيل” تكمن في تصميم الرد وكيفية التعامل مع نتائج الهجوم: حسب نواياه أو حسب نتائجه… في “إسرائيل” قدروا مسبقًا أن الإيرانيين سيتجاهلون الأميركيين، وبالتالي فإن التحدي هو التفكير في رد على الأراضي الإيرانية لا يؤدي بالضرورة إلى تصعيد وجولة من المعارك، بل يخلق الردع ويحرم إيران من القدرات”.
المصدر: مرآة الجزيرة