العلاقات بين الإمارات وبريطانيا في أسوأ حالاتها.. وهذه أسباب الخلاف بين البلدين
كشفت صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية، عن زيارة سرية لنائب رئيس الوزراء البريطاني أوليفر دودن إلى الإمارات، الأسبوع الماضي، في محاولة لإصلاح العلاقات الدبلوماسية التي وصلت إلى أسوأ حالاتها منذ سنوات.
Table of Contents (Show / Hide)
وأضافت الصحيفة البريطانية أن زيارة المسؤول البريطاني، التي تمت قبل سفره إلى السعودية ضمن وفد رسمي، جاءت في أعقاب الإحباط المتزايد من المسؤولين الإماراتيين بسبب تعليقات السياسيين البريطانيين بشأن محاولة شركة مرتبطة بالإمارات الاستحواذ على صحيفة التلغراف.
كما تضررت العلاقة بشكل أكبر بسبب الخلاف بين البلدين بشأن الدور المزعوم للإمارات في الحرب الدائرة في السودان.
استثمارات بريطانية في الإمارات
جاءت التوترات في الوقت الذي تسعى فيه المملكة المتحدة إلى الحصول على استثمارات جديدة بمليارات الدولارات في صناديق الثروة السيادية الإماراتية.
ونقلت فايننشيال تايمز عن مسؤولين ومحللين من كلا البلدين قولهم إن أبوظبي فوجئت بأن حسابات السياسة الداخلية في المملكة المتحدة قد فاقت ما تنظر إليه الإمارات بوصفه علاقة استراتيجية مهمة.
حيث يشعر بعض المسؤولين الإماراتيين بأن مكانة الدولة الخليجية قد تقلّصت لدى بعض الساسة البريطانيين الذين يسعون إلى تبني مواقف صارمة محلياً، حسبما قال أحد الأشخاص المقربين من المحادثات بين البلدين.
وقد أدرك كبار السياسيين البريطانيين أن عداء المملكة المتحدة لصفقة استحواذ شركة إماراتية على صحيفة التلغراف قد أدى إلى إضعاف العلاقات بين البلدين، حسبما ذكرت فايننشيال تايمز.
وقالت كيمي بادينوش، وزيرة الأعمال والتجارة في المملكة المتحدة، لصحيفة فايننشيال تايمز إن الساسة "غالباً ما يكونون مهملين بشأن الطريقة التي يتحدثون بها عن البلدان الأخرى.. ربما كان هناك الكثير من التصريحات غير الدبلوماسية عن الإمارات.. هناك دروس يمكن تعلمها حول كيفية القيام بذلك بشكل أفضل".
وترتبط الدولتان بروابط وثيقة، بما في ذلك صفقة أبرمتها الإمارات عام 2021 لاستثمار حوالي 13 مليار دولار في التقنيات الجديدة والطاقة في المملكة المتحدة.
خلافات بين البلدين
لكن المسؤولين والمحللين من كلا الجانبين قالوا إن سلسلة من الخلافات الأخيرة تركت العلاقات في أسوأ حالاتها منذ عام 2018، عندما سجنت الإمارات لفترة وجيزة الأكاديمي البريطاني ماثيو هيدجز بتهم التجسس، وهو ما نفته المملكة المتحدة بشدة.
وكانت زيارة دودن، حيث التقى بكبار المسؤولين في الحكومة الإماراتية، أحدث حلقة ضمن جهود إصلاح العلاقة. وقال مكتب مجلس الوزراء البريطاني إن دودن ناقش "تعميق وتعزيز علاقاتنا الدبلوماسية والاستثمارية".
وقبل ذلك بأسابيع، التقى وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون بنظيره عبد الله بن زايد آل نهيان، على هامش اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض.
وقد شهدت العلاقات بين البلدين خلافات على مدى عدة سنوات.
ففي عام 2022، شنّ الحوثيون المدعومين من إيران هجوماً صاروخياً وطائرات بدون طيار بالقرب من العاصمة أبو ظبي. وقد شعر المسؤولون الإماراتيون بالفزع عندما فشل رئيس الوزراء آنذاك بوريس جونسون في الاتصال أو إصدار أي بيان دعم عام بعد وقت قصير من الحدث.
وهذا العام، أثارت حكومة المحافظين في المملكة المتحدة تساؤلات حول السجل الإعلامي للإمارات، ومنعت فعلياً عملية استحواذ مدعومة من أبو ظبي على مجموعة تلغراف الإعلامية بقيمة 600 مليون جنيه إسترليني. وقد حظي العرض الذي لم ينجح بدعم نائب الرئيس الشيخ منصور، وشقيق حاكم الإمارات محمد بن زايد. ولم تشارك حكومة الإمارات بشكل مباشر في الصفقة.
وقالت إحدى الشخصيات الحكومية البريطانية إن هناك "توتراً" داخل الحكومة البريطانية من أن منع صفقة تلغراف قد يؤدي إلى تأخير اتفاقية التجارة التي طال انتظارها مع مجلس التعاون الخليجي، الذي يضم الإمارات والسعودية وقطر.
وفي الآونة الأخيرة، دعت المملكة المتحدة إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمناقشة الحرب الدموية المستمرة في السودان، والتي قُتل فيها أكثر من 15 ألف شخص.
وفي الاجتماع، الذي لم تتم دعوة الإمارات إليه، اتهم ممثل للقوات المسلحة السودانية الإمارات بدعم قوات الدعم السريع.
نفى المسؤولون الإماراتيون بشدة مزاعم التورط، وتحدث وزير الخارجية عبد الله بن زايد مباشرة إلى كاميرون بشأن الحادث، وفقاً لأشخاص مطلعين على مناقشاتهم.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية: "تتمتع المملكة المتحدة بعلاقة قوية مع الإمارات، وهي ملتزمة بالعمل بشكل وثيق بشأن مجموعة من القضايا".
المصدر: الجزيرة