الاحتلال ينقل قوات إضافية والمستشفيات تستعد.. نذر حرب مع لبنان
يتصاعد التوتر على الحدود بين فلسطين المحتلة وجنوب لبنان، وسط تحركات للاحتلال تنذر بإمكانية تفجر الأوضاع نحو مواجهة شاملة غير مسبوقة في أي وقت، مع تواصل التحذيرات الدولية من خطر الانزلاق نحو الحرب.
Table of Contents (Show / Hide)
ويواصل جيش الاحتلال استعداداته لحرب محتملة مع لبنان بنقل قوات إلى الشمال، وإجراء تدريبات قتالية، في ظل تصعيد حزب الله من عملياته العسكرية ضد أهداف للاحتلال على وقع الحرب في غزة.
وبثّ جيش الاحتلال مقاطع مصورة لتدريبات واستعدادات جنوده لسيناريوهات حرب محتملة ضد لبنان.
وقال الجيش في بيان: "تواصل القيادة الشمالية تعزيز الاستعدادات وجهوزية القوات على الجبهة الشمالية، وأجرت قوات الكتيبة 12 التابعة للواء غولاني والتي تعمل في منطقة جبل روس وجبل الشيخ تحت قيادة اللواء 188 مدرعات تدريبًا في مناطق وعرة والتعامل مع تهديدات مختلفة بالتعاون مع قوات المشاة، والمدرعات والمدفعية".
وأضاف: "في تمرين آخر للواء 55 تدربت القوات على سيناريوهات قتالية في مناطق مختلفة مع التركيز على قدرات الحركة في التضاريس الوعرة التي تُحاكي القتال في منطقة مشابهة للجبهة الشمالية، والتقدم في مسار جبلي، وتشغيل النيران بشكل تدريجي".
نقل قوات
بدورها، قالت القناة 12 العبرية إن جيش الاحتلال بدأ بنقل قواته إلى الشمال، في إشارة إلى الحدود مع لبنان.
وأضافت الأربعاء: "رغم أن إسرائيل لا تزال تحاول التوصل إلى اتفاق مع لبنان يسمح لسكان الحدود الشمالية بالعودة إلى منازلهم، إلا أن المستويات السياسية والعسكرية تستعد للخيار الثاني – الحرب".
وتابعت: "تستوعب القيادة الشمالية الجنود القادمين من الجبهة الجنوبية (غزة)، وأجرت تدريبات مكثفة تشمل الاستعدادات لسيناريوهات القتال في مناطق معقدة وجبلية ومبنية".
ولفتت إلى أن "إسرائيل مهتمة بالتوصل إلى مذكرة تفاهم سياسية مع حزب الله، تسمح لسكان الحدود الشمالية بالعودة إلى منازلهم بعد أكثر من 8 أشهر".
واستدركت: "ومع ذلك، تدرك المستويات السياسية والعسكرية أن فرص التصعيد تتزايد، وقد تم اتخاذ قرار بنقل قوات من قطاع غزة إلى شمال إسرائيل".
مستشفيات الاحتلال تستعد
تجري مستشفيات الاحتلال استعدادات لاحتمال توسع الحرب مع حزب الله، في أعقاب محادثات جرت الأسبوع الماضي بين مسؤولين في هذه المستشفيات ووزارة الصحة، بالرغم من أن المستشفيات لم تتلق تعليمات محددة حول ذلك.
وقال موقع "واينت" الإلكتروني، الخميس، إن وزارة الصحة طلبت من المستشفيات زيادة مخزون وحدات الدم لتستخدمها لمدة ستة أيام بدلا من أربعة.
وتحاكي استعدادات المستشفيات لحرب واسعة سيناريو يطلق عليه تسمية "ظلام دامس"، لمواجهة احتمال انقطاع الكهرباء لفترة متواصلة طويلة وعرقلة عمل المستشفى. لكن في الفترات الاعتيادية تكون المستشفيات مدعومة بمولدات كهرباء كثيرة، ولذلك يعتبر احتمال انقطاع الكهرباء بالكامل بأنه "سيناريو متطرف".
وتحاكي هذه الاستعدادات سيناريو آخر يطلق عليه تسمية "جزيرة معزولة"، لمواجهة احتمال انعزال مستشفى عن الطرق الموصلة إليها، وعدم تمكن مرضى وجرحى وعاملين من الوصول إلى المستشفى وعرقلة إمدادات المعدات الطبية والمواد الغذائية.
في الأسابيع الأخيرة، زادت حدة التصعيد على الحدود، ما يثير مخاوف من اندلاع حرب شاملة، لا سيما مع إعلان جيش الاحتلال قبل أكثر من أسبوع المصادقة على خطط عملياتية لـ"هجوم واسع" على لبنان.
وتقول الفصائل التي تشتبك مع جيش الاحتلال من لبنان، إنها تتضامن مع قطاع غزة، الذي يتعرض منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي لعدوان وحشي بدعم أمريكي مطلق.
وحتى الخميس، أسفرت الحرب على غزة عن أكثر من 124 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل دولة الاحتلال هذه الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.
كما تتحدى تل أبيب طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، ووزير حربها، يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.
المصدر: عربي 21