“سقطات” الجيش الإسرائيلي في الشمال
أفادت صحيفة “معاريف” “الإسرائيلية” بأنّه “منذ تسعة أشهر والكيان الصهيوني يعمل في الشمال خلافًا لعقيدتها الأمنية، والجيش الإسرائيلي وصل إلى المعركة في الشمال متعجرفًا ومتغطرسًا.
Table of Contents (Show / Hide)
وأضافت الصحيفة أنّه “في الواقع، وجد الجيش الإسرائيلي نفسه يعاني من نقص في قذائف المدفعية والدبابات، ونقص في المروحيات الهجومية، وذخائر سلاح الجو، والدروع القتالية والسترات الواقية”، معتبرةً أنّه “يجب أنّ نشكر بايدن الذي أرسل إلينا جسرًا جويًا مع إمدادات من كلّ الأنواع”.
وبحسب الصحيفة فإنّ “المعركة الدفاعية هي أصعب معركة في الحرب، والروتين الدفاعي هو الأكثر استنزافًا”، مشيرةً إلى أنّ “قيادة المنطقة الشمالية تحاول إنتاج وضع يتم فيه تقليص مستوى الاستنزاف”.
وتابعت الصحيفة: “لكن حزب الله لا يقف مكتوف الأيدي، بل يبادر إلى إطلاق عشرات الآلاف من الصواريخ من مختلف الأنواع على الحزام الأمني الذي أقامته “إسرائيل” في أراضيها وإلى أبعد منه أيضًا”.
وأكّدت الصحيفة أنّ حزب الله يمكنه أنّ “يسجّل لنفسه إنجازات مثيرة للإعجاب، فهو أدخل الجولان في نطاق المواجهة المباشرة مع لبنان”، لافتةً إلى أنّ حزب الله أنشأ حزامًا أمنيًا في الأراضي المحتلة، وهو الذي يحدِّد حاليا القتال هناك، مؤكدةً أنَّه ضرب ودمّر أصولًا قيّمة “لإسرائيل” عسكريةً ومدنية، ولأول مرة منذ 76 عاما، كان هناك نازحين بين المستوطنين الصهاينة.
من سيُقال ومن سيستقيل في الجيش الإسرائيلي
هذا وسأل المحلّل السياسي الصهيوني في صحيفة “يديعوت أحرونوت” ناحوم برنياع “هل من الأفضل لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الذهاب لإلقاء خطاب في واشنطن، في حين أن النار مستمرة في الشمال وغزة؟”.
وقال برنياع “بالأمس، كان من المفترض أن يجتمع المشاركون في المفاوضات لمناقشة رد حماس.
كان الجميع في هذه القصة، عاشوا الدراما، وطوّروا التوقعات، وانتهت بالحسرة.
على الهامش كانت هناك تحركات، لكن المبادئ لم تتغيّر. حماس تصرّ على صفقة تضمن لها نهاية الحرب. إدارة بايدن استجابت لها: ليس لديك مخرج آخر.
الجيش الإسرائيلي يرغب بالتقدم في المفاوضات: ليس لديه موارد لحرب أبدية، ولا قوة بشرية، ولا ذخيرة، ولا خطط.
وزير المالية بتسلإيل سموتريتش يرغب بتفجير المفاوضات، ونتنياهو لا يزال يبحث عن طريقة لإفشال الصفقة دون أن ينظر إليه على أنه مسؤول عن الفشل”.
وتابع” الجيش الإسرائيلي لا يزال يُشارك في الاجتماعات التي تتخذ فيها القرارات، لكن صوته ضعف.. إنه يُهان ويُندد به في اجتماعات الكابينت”.
وأردف “رئيس هيئة الأركان يؤمن بأن ما يخسره الجيش في الكابينت بإمكانه إصلاحه في محادثات منفصلة مع نتنياهو. وهذا صحيح حتى حدود مُعيّنة. وضعف الجيش هو نبأ سيّئ للأسرى وعائلاتهم التي لا يمكنها بعد الآن الاعتماد على أعضاء الكابينيت. وهو نبأ سيّئ لكل من يريد التوصل إلى اتفاق يسمح لـ”إسرائيل” بترميم نفسها”.
وبحسب برنياع، رئيس الأركان أصبح ضعيفًا داخل الجيش أيضًا. بعد أن أعلن رئيس شعبة الاستخبارات أهارون حاليفا، عن استقالته، قرر هليفي تعيين قائد لواء العمليات في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي شلومي بيندر، في المنصب خلفًا لحاليفا.
التعيين اتخذ بشكل مفاجئ: بيندر خلال ولايته، كان مُشاركًا أيضًا في المفهوم الذي سبق “الكارثة” وأيضًا في فوضى اليوم الأول من الحرب.
وأصرّ هليفي على قراره. هذا الأسبوع وصلت التحقيقات الأولية إلى مكتب رئيس الأركان. بيندر في ورطة. المطلوب توضيح إضافي. حاليفا طُلب منه تأجيل استقالته”. وخلص برنياع الى أن التحقيقات ستُجبر هليفي على إقالة أو تجميد ضباط.
وختم “بعدها على الفور ستبدأ الأسئلة، لماذا أنا وليس أنت؟ لا مجال لمنعها. غادي آيزنكوت و أفيغدور ليبرمان، السياسيان المقربان من الجيش، دعيا هذا الأسبوع إلى استقالة هليفي. لقد قاما بذلك “بحرقة قلب.” هليفي ضابط ممتاز: “إسرائيل” ممتنّة له. لكن بعد تسعة أشهر ليست كافية في تحمل المسؤولية: لا مفر من تنفيذها”.
أكثر من 8 آلاف هكتار محترقة ! كشفت وكالة “أسوشيتد برس” عن اعتراف ما تُسمّى بـ “هيئة الطبيعة والمتنزّهات” في كيان العدو باحتراق 8700 هكتار منذ أيار/مايو 2024، نتيجة العمليات التي ينفذها حزب الله ضد مواقع العدو “الإسرائيلي” في شمال فلسطين المحتلة.
من جانبه، وصف رؤساء ما تُسمّى بـ “المجالس المحلية” في مستوطنات شمال فلسطين المحتلة ما تشهده المنطقة منذ تدشين حزب الله عملياته في الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر 2024 إسنادًا للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بأنّه “كارثي وبمثابة حرب استنزاف بكل ما تعنيه الكلمة”.
وقال رؤساء “المجالس المحلية”: “ها هي مستوطناتنا باتت خاوية وتحيط بها الحرائق من كل جانب”، مشيرين إلى العدد الكبير من المشاريع الاقتصادية التي انهارت بسبب التوتر على الحدود، بالإضافة إلى احتراق 177 ألف و571 دونمًا من المحميات الطبيعية منذ بداية العام.
ووصف رئيس ما يُسمّى “المجلس الإقليمي لهضبة الجولان” أوري كلنر ردّ حزب الله على اغتيال الشهيد القائد الحاج محمد نعمة ناصر بأنّه “الأصعب على الإطلاق”، وقد شمل إطلاق أكثر من 200 صاروخ و20 مسيرة “مما تسبب في اندلاع الحرائق في كل مكان خصوصًا في هضبة الجولان التي تُعتبر من أجمل المناطق”.
وكان قد أكدّ تحليلٌ أجراه معهد علما “الإسرائيلي” أنّ وتيرة الهجمات التي شنّها حزب الله ضدّ الكيان خلال شهر حزيران/يونيو 2024 تقترب من تلك التي شهدها أيار/مايو من العام نفسه، والذي اعتبر المعهد أنّه “يمثّل حتى الآن الشهر الأعنف من حيث الاستهدافات”.
وفي التفاصيل التي أوردها المعهد، ونقلتها صحيفة معاريف “الإسرائيلية”، فقد نفّذ حزب الله، خلال الشهر الماضي، 288 هجومًا ضدّ كيان العدو، بمعدل 9.6 هجمات يوميًا، في مقابل 320 هجومًا في أيار/مايو، بمعدل 10 هجمات يوميًا.
واعترف المعهد أنّه “بحلول منتصف الشهر (حزيران/يونيو)، كانت كثافة نيران حزب الله عالية”، ولا سيما في أعقاب اغتيال الشهيد القائد طالب سامي عبد الله، لافتًا إلى أن العمليات استمرّت 3 أيام ردًّا على اغتيال الشهيد عبد الله، و”كان عددها مرتفعًا جدًا”.
وأشار معهد “علما” إلى أن الصواريخ المنحنية المسار كانت السلاح الأكثر استخدامًا، حيث بلغت عدد عملياتها 144 في حزيران/يونيو، وهو أعلى قليلًا من الرقم المسجّل في أيار/مايو، وهو 139.
وأضاف تقرير المعهد “الإسرائيلي”: “إلى جانب ذلك، شنّ حزب الله، خلال الشهر الماضي، 6 هجمات، استخدم فيها صواريخ “أرض – جو”، بما في ذلك إسقاط طائرة مسيّرة من طراز “Hermes-900″للجيش الإسرائيلي في الـ10 من حزيران/يونيو”.
المصدر: مرآة الجزيرة