مركز أبحاث روسي.. دول الخليج يستبدلون الولايات المتحدة بإيران
كتب مركز أبحاث روسي أن سياسات المملكة العربية تجاه إيران تؤكد أن دول الخليج سيستبدلون الولايات المتحدة بإيران.
Table of Contents (Show / Hide)
أصبحت المفاوضات بين إيران والسعودية أكثر علنية ورسمية تدريجياً، وهذا يخلق الأمل في إغلاق إحدى أهم قضايا الخلافات الإقليمية وفي الوقت نفسه، أعلنت طهران أولوية إرساء سياستها الإقليمية وتحسين العلاقات مع جيرانها لحل المشاكل وتقليل نفوذ الدول الغربية، وخاصة أمريكا.
الدول العربية، التي خفضت علاقاتها مع إيران في السنوات الأخيرة نتيجة لسوء التقدير وكذلك تحريض الولايات المتحدة، تتوصل الآن إلى استنتاج مفاده أن الطريقة الأكثر فاعلية لإرساء الاستقرار الدائم في المنطقة تحسين العلاقات مع طهران.
أوضح مركز الأبحاث الروسي "نيو إيسترن آوتلوك" مؤخرًا في تقرير بعنوان "تغيير التحالفات في الخليج" كيف أنه على الرغم من الرحلة الأخيرة إلى الشرق الأوسط التي قام بها الرئيس الأمريكي جو بايدن ولقاءه مع رؤساء الدول العربية في " اجتماع الأمن والتنمية "في جدة ، بما في ذلك" محمد بن سلمان "، ولي عهد المملكة العربية السعودية، عاد إلى بلاده يائسًا أكثر من أي وقت مضى، حتى يفهم دول الخليج أنهم لم يعودوا يؤمنون بضمانات واشنطن الأمنية.
واشنطن
أدى فشل رحلة بايدن إلى الشرق الأوسط وعجز حكومته عن لعب أي دور حقيقي في حل المشاكل الحالية للمنطقة إلى تطورات جديدة في العالم العربي وحسم إصرار العرب على تنظيم علاقاتهم مع الآخرين على أساس سياساتها وتقديرها. ربما يكون افضل مثال لهذه السياسة هو المفاوضات غير الرسمية بين القوتين الرئيسيتين في المنطقة، إيران والمملكة العربية.
أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية مؤخرا أن بن سلمان اقترح عقد الجولة المقبلة من المفاوضات علنيا وعلى مستوى رسمي.
وقالت الخارجية العراقية أيضا إنه بعد خمس جولات من الاجتماعات المغلقة بين السعودية وإيران، توصل البلدان إلى اتفاق لعقد أول اجتماع ثنائي مفتوح على مستوى وزراء الخارجية في بغداد.
كما قالت وزارة الخارجية الإيرانية إن وزير الخارجية العراقي، خلال محادثة هاتفية مع نظيره الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أعلن ترحيب محمد بن سلمان بإجراء محادثات سياسية وعلنية بين إيران والسعودية في جدة.
وتقول طهران: "هذه علامة مشجعة، ونعتقد أنه بسبب إصرار الجانبين على اتخاذ خطوات عملية والمضي قدما، أصبح من الممكن الآن عقد الاجتماع المقبل على المستوى السياسي الرسمي في بغداد" ونحن على ثقة من أن هذا الاجتماع سيكون خطوة مهمة لإعادة العلاقات بين البلدين ".
إن إعادة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية وإيران سيؤدي بالتأكيد إلى تغيير في المعادلات الإقليمية في الشرق الأوسط وتقليص كبير في نفوذ الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في المنطقة، ولهذا السبب يحاول الغرب باستمرار التفرقة بين السعوديين والإيرانيين خاصة من خلال التأكيد على الفروق الدينية والتي بالطبع لم تسبب مشكلة معينة قبل أحداث 2016، من هذا التاريخ، أصبحت واشنطن فجأة خبيرة في القضايا الإسلامية وتحدثت عن ما يسمى بـ "العداء القديم والقديم" بين الشيعة والسنة، وأقامت حكومة بايدن سياستها في منطقة الخليج على أساس الاختلافات الدينية، في قمة جدة، اقترح بايدن أيضا تشكيل نسخة عربية من الناتو، وهو مشروع يأمل في تعزيزه في المستقبل، هذا الناتو العربي سيدعم مصالح الغرب وسيكون معاديا لإيران ومع ذلك، باستثناء الأردن، الذي يعتمد بشكل كبير على الولايات المتحدة، لم ترحب الدول العربية الخليجية بهذا الاقتراح الخيالي، والذي له عدة أسباب.
لأسباب جغرافية، فإن أمريكا وإسرائيل خارج نطاق صواريخ إيران، ولكن إذا أدى ذلك إلى صراع مباشر بين أمريكا وإيران، فإن دول الخليج في مرمى مباشر ليس فقط إيران ولكن أيضا حلفائها الإقليميين في العراق ولبنان واليمن.
مع العلم أن الدفاعات الصاروخية الأمريكية غير قادرة الآن على حماية حلفاء واشنطن، فإن القادة العرب غير مهتمين بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي الإقليمي للولايات المتحدة وغير مستعدين لإيذاء أنفسهم من خلال استعداء جارتهم القوية لذلك، في الوضع الحالي، لا يمكن لأمريكا أن تتوقع أن ينخدع أي من هذه الدول بمقترحها.
هذا في حين أن طهران، وهي تعلم أنها في مرحلة حرجة من تطورها وأن مسارها المستقبلي مرتبط إلى حد كبير بالقرارات التي تتخذها اليوم، قد فعلت كل ما في وسعها لتطبيع علاقاتها مع المملكة العربية.
وتحاول طهران أيضا إجبار بايدن على توقيع عقد في المفاوضات النووية، وفي هذا السياق، نشرت طهران عدة تصريحات في الأشهر الأخيرة حول التقدم التقني في برنامج الأبحاث النووية للبلاد.
بالنظر إلى الوضع النووي الإيراني، فإن الدول العربية لا تريد أن تفعل أي شيء يثير عداوة طهران، مع هذا فهي تزيد من مشاركتها في منظومة الدفاع الصاروخي المشتركة مع الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي صممت للتعامل مع تهديدات إيران، لأنه إذا تحقق السيناريو الأسوأ، واستخدمت الولايات المتحدة القوة العسكرية ضد إيران هذا النظام سيكون ضروريا للدفاع عن هذه الدول، ولكن مع كل هذا محمد بن سلمان يسعى إلى تحسين علاقات الممكة مع طهران، على أمل أنه في حال نشوب حرب بينه وبين بلاده، سيتمكن من حماية نفسه من صواريخ إيران وحلفائها.