كيف تغيرت المعادلة نحو الحوثي
كان العرض العسكري الأخير للقوات اليمنية المشتركة مهما للغاية من حيث موقع الحدث ونوع ونوعية المعدات المكشوفة وعدد القوات المشاركة، التي فسرتها العديد من وسائل الإعلام على أنها دليل حقيقي على قوة الحوثيين الذين سيغيرون معادلات كثيرة في اليمن.
Table of Contents (Show / Hide)
وجرت مناورة القوات المسلحة للجيش اليمني في ميناء الحديدة الاستراتيجي تحت عنوان "وعد الآخرة". وكشفت البحرية في هذا العرض عن صواريخ أرض - بحر من نوع "المندب 2" و "روبيج" و "فالق 1" ، بالإضافة إلى ألغام بحرية جديدة.
لكن حفل تخرج القوات العسكرية لحكومة الإنقاذ الوطني اليمنية حمل رسائل خاصة لدول المنطقة والعالم.
أولا وقبل كل شيء كان موقع العرض مهما، وإقامته على شاطئ بندر الحديدة كان له رسالة خاصة للسعودية والإمارات، قبل أربع سنوات، قام التحالف السعودي الإماراتي بمحاولته الأخيرة للسيطرة على هذا الميناء الاستراتيجي، لكن على الرغم من الخسائر العسكرية والبشرية الفادحة، لم يتمكنوا من تحقيق أي شيء.
لهذا السبب يعتبر ميناء الحديدة ميناء هاماً واستراتيجياً في اليمن، لأنه بالإضافة إلى استيراد البضائع التي تحتاجها المناطق الخاضعة لحكومة الإنقاذ الوطني اليمنية وتوفير الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والدواء والوقود، بالإضافة إلى المساعدات الإنسانية، فإن البحر الأحمر يمكن اعتباره حلقة الوصل بين تبادل وتجارة السلع والطاقة بين أوروبا وآسيا.
يبلغ عرض البحر الأحمر من ميناء الحديدة شرق البحر الأحمر إلى الضفة الغربية في إريتريا حوالي 160 كيلومترا، وبحسب الأسلحة المعروضة، يمكن القول إن الحوثيين يمكنهم السيطرة على حركة السفن التجارية والحربية وناقلات النفط، إضافة إلى أنهم يستطيعون استهداف السفن بمراقبة أي حركة.
من ناحية أخرى، أطلق على هذا العرض اسم "وعد الآخرة" من خلال الآيات القرآنية عن بني إسرائيل. اختيار هذا الاسم هو رسالة واضحة لإسرائيل التي ثبت وجودها في العدوان العسكري على اليمن مرات عديدة، فمن أسباب بدء هذه الحرب من قبل ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان رغبة إسرائيل في السيطرة على البحر الأحمر وخليج عدن، بعد سيطرة هذا الكيان على الجزيرتين العربيتين "تيران" و "صنافير" وتعيين حكومة عميلة في اليمن.
ودليل هذا المدعا، هو نفوذ إسرائيل الواسع في إثيوبيا وإريتريا وبناء قواعد عسكرية في هاتين الدولتين الإفريقيتين، في الواقع، أرادت إسرائيل الهيمنة على سواحل اليمنية، بعد أن سيطرت على سواحل إريتريا وإثيوبيا، ولهذا السبب شنت السعودية الحرب علة اليمن، معتبرتا أن خلال ثلاثة أشهر ستنتهي وسوف تهيمن على الشعب اليمني، وستتغير كل المعادلات لصالح المحور الإسرائيلي ـ السعودي ـ الإماراتي.
لكن هذا المحور اصطدم بصخرة صلبة تسمى الحوثي، التي في هذه الحرب لم يتم تدميرهم أو إضعافهم فحسب، بل غيرت الآن كل معادلات هذا المحور. وهذا هو السبب الذي دفع إسرائيل إلى التعبير عن قلقها من قوة وقدرات جيش اليمن والحوثيين، والآن، ستكون سيطرة اليمن العسكرية على البحر الأحمر هي الأغلى بالنسبة لإسرائيل وحلفائها في المنطقة، بما في ذلك المملكة العربية السعودية.
التجهيز المكثف للجيش اليمني والحوثي بصواريخ مضادة للسفن التي يصل مداها إلى أكثر من 200 كيلومتر، إلى جانب قدرة الطائرات بدون طيار، ستعطي القوات اليمنية اليد العليا في الحرب.
في الواقع أن موقف حكومة الإنقاذ الوطني اليمنية تغير تماما قبل العرض العسكري يوم الخميس وبعد العرض في المعادلات الإقليمية والعالمية، وشهدت دول العالم في هذا الاستعراض ظهور قوة جديدة على الشواطئ الشرقية للبحر الأحمر، قوة يجب أن تحظى بمكانة وأهمية خاصة في الحسابات والمعادلات الإقليمية والدولية.
إذا سيطر الحوثيون على محافظة تعز، فسوف يسيطرون على مضيق باب المندب الاستراتيجي، بسيطرة الحوثي على هذا المضيق الاستراتيجي، سيكون قادراً على فرض سياساته التي تضمن المصالح الوطنية على الدول المعتدية، بما فيها السعودية والإمارات، وإجبارها على إنهاء الحرب على الشعب اليمني.
لا شك أن السيطرة على مضيق باب المندب ستكون الهدف القادم للحوثيين والجيش اليمني، لذا فليس من المبالغة القول إن الأيام والأسابيع والأشهر القادمة ستكون مهمة جدا، حامله تطورات مهمة للغاية، أولها تحركات جديدة لتحالف العدوان العربي بقيادة السعودية التي ستعي اعادة الاوراق الميدانية لمصلحتها، واخره سيكون انتصار الشعب اليمني.