وانتقد الناشطون موقف النظام الرسمي العربي الذي وصفوه بـ"المتخاذل والمتباطئ" إزاء المجازر المستمرة التي تشهدها غزة، معتبرين أنه بات مشاركا في جرائم الاحتلال بهذه الممارسات.
وكتب نائب الرئيس المصري الأسبق، محمد البرادعي، عبر حسابه بمنصة "X"، موجها تساؤلا للحكام العرب بعد المجزرة وتداعياتها المتوقعة: "هل مازلتم على قراركم بالاجتماع يوم 11 نوفمبر (تشرين الثاني)؟!"، في إشارة لقمة عربية طلبت عقدها السعودية وفلسطين.
بدوره، تساءل الباحث والكاتب بشير نافع عن عدد المجازر الأخرى مثل مجزرة جباليا، والتي يحتاجها النظام العربي الرسمي قبل أن يحاول التحرك لإيقاف ما وصفه بـ"القصف الإبادي؟".
من ناحيته، اعتبر الصحفي المصري ومدير مكتب قناة "الجزيرة" القطرية السابق في القاهرة عبدالفتاح فايد أنه "في جباليا ماتت الإنسانية ودفنت الشرعية الدولية وفقدت الأنظمة العربية المتصهينة شرعيتها وكرامتها ومبرر وجودها".
وطرح الصحفي والكاتب المصري المعارض وائل قنديل، سؤالا مفاده: "اذكر تحركًا واحدًا للجيوش العربية أثار قلقًا أو غضبًا عند إسرائيل منذ 30 عامًا على الأقل؟".
وشنت الناشطة هبة عبدالجواد هجوما على الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، معتبرة أن مصر كانت تقدر على عمل الكثير لغزة وأهلها لولا وجوده على رأس السلطة، ومطالبة – في الوقت نفسه – الدول العربية بالتحرك، كي لا يكون التحرك المصري المنتظر منفردا.
وانتقدت أيضا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مقللة من المسيرة الكبيرة التي قادها في إسطنبول، قبل أيام.
والثلاثاء، ارتكب جيش الاحتلال مجزرة مروعة جديدة في قطاع غزة، حينما استهدف بقصف متواصل وعنيف حيا سكنيا كاملا في مخيم جباليا؛ ما أسفر عن ارتقاء عشرات الشهداء، معظمهم من النساء والأطفال، حيث تم قصف البيوت على رؤوس ساكنيها.
وتضاربت الأنباء حول عدد الشهداء، في ظل استمرار توافد الضحايا على المستشفيات القريبة من جباليا، خاصة المستشفى الإندونيسي، وبينما قال مدير الأخيرة عاطف الكحلوت إن عدد الشهداء تخطى 50، أكدت مصادر أخرى وصول 100 شهيد، على الأقل، حتى كتابة هذه السطور، فيما قال ناشطون إن عدد الشهداء فقط قد يصل إلى 400.