دور الجنرال سليماني في مكافحة التوسع الجغرافي الإسرائيلي
ومن أهم استراتيجيات إسرائيل في مجال السياسة الخارجية التنمية والتوسع الجغرافي. وكان أحد أهم أهداف الجنرال سليماني هو إرساء الأساس وتعزيز البنية التحتية لمحور المقاومة، وقد مهد هذا العمل المهم الطريق لتحقيق انتصارات مهمة ضد إسرائيل.
Table of Contents (Show / Hide)
وقد انسحبت إسرائيل عدة مرات من الأراضي التي كانت تحتلها في السابق. وصحراء سيناء وجنوب لبنان وغزة هي النقاط الثلاث التي انسحبت منها إسرائيل.
الانسحاب من صحراء سيناء تم عبر اتفاق مع مصر، لكن الانسحاب من جنوب لبنان وقطاع غزة لم يكن نتيجة الاتفاق، بل نتيجة الإخفاقات العسكرية.
وفي عام 2000، وبعد أن أرسل قادة الجيش الإسرائيلي تقارير ميدانية إلى قادة هذا النظام وأعلنوا أن الحرب في جنوب لبنان أصبحت تتآكل ولا يوجد أفق واضح للانتصار في هذه المنطقة ضد حزب الله، صدر الأمر بالانسحاب من الجنوب لبنان صدر وأصبح.
واحتل الجيش الإسرائيلي جنوب لبنان عام 1978 ودخل بيروت عام 1982 لكنه انسحب لاحقا من هذه المنطقة وبقي في جنوب لبنان حتى عام 2000.
بدأت عملية تحرير جنوب لبنان في 21 مايو من العام نفسه، وسرعان ما شملت مناطق جنوب لبنان. واستمرت هذه العملية حتى 25 مايو/أيار، ومع رحيل آخر جندي إسرائيلي، أعلن سليم الحص، رئيس وزراء لبنان آنذاك، تحرير جنوب لبنان في مثل هذا اليوم.
وبعد يومين من انسحاب الإسرائيليين من جنوب لبنان، قال أحد كبار الضباط الإسرائيليين في مقابلة مع صحيفة معاريف: "لقد قتلنا 1580 وجرحنا 6485 في لبنان في تجربة صعبة ومأساوية للغاية على مدى 22 عاما. وهذا المبلغ أكبر بكثير من خسائر حرب حزيران/يونيو 1967 التي استولينا خلالها على أراضي ثلاث دول عربية. والآن، إذا حكمنا بشكل صحيح، نرى أننا أنفسنا لم نترك لبنان، بل هربنا. لقد خرجنا من جانب واحد دون أن تكون لدينا ورقة رابحة في أيدينا».
وقد تحقق هذا النصر الكبير بعد عامين فقط من تولي الجنرال سليماني قيادة فيلق القدس. يقول "نبيل قاووق" عضو المجلس التنفيذي لحركة حزب الله اللبناني: وكان الجنرال سليماني شريكا أساسيا في هذا الإنجاز التاريخي. وأضاف الشيخ قاووق: "بعد تحرير الجنوب اللبناني، نقلت المقاومة المنطقة من فترة الهزائم إلى فترة الانتصارات. وأصبح هذا النصر عجينة انتصارات العالم الإسلامي، وأحدث تغييرا جذريا في معادلات وصحوات شعوب العالم.
وغزة نقطة مهمة أخرى اضطرت إسرائيل إلى مغادرتها عام 2005 بعد 38 عاما من الاحتلال. وبدأت الانتفاضة الثانية عام 2000 وانتهت عام 2005. ويعد استمرار وتصاعد الانتفاضة الفلسطينية في مناطق مختلفة من فلسطين، والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وتحرير غزة، من أهم التطورات التي شهدها عهد سليماني.
ألحاق هزائم متكررة في حروب عديدة بإسرائيل
ومن الإجراءات المهمة الأخرى التي قام بها الجنرال سليماني هو لعب دور مباشر في حرب إسرائيل مع فصائل المقاومة. تحرير جنوب لبنان، والانتفاضة الفلسطينية الثانية، وحرب الـ 33 يومًا عام 2006، وحرب 22 يومًا عام 2008، وحرب 8 أيام عام 2012، وحرب 51 يومًا عام 2014، والحرب مع الإرهابيين والتكفيريين. وكانت داعميهم في سوريا والعراق منذ عام 2011 وحتى عملية الاغتيال عام 2020 من أهم المعارك التي لعب فيها الجنرال سليماني دوراً ميدانياً وعملياً.
في الحروب الستة الأولى، كانت إسرائيل طرفاً مباشراً في الحرب وهي من بادر إليها. ورغم أن إسرائيل تسببت في الكثير من الخسائر البشرية والأضرار المادية للفلسطينيين ولبنان (عام 2006) في هذه الحروب، إلا أن هذا النظام لم يتمكن من تحقيق أهدافه العسكرية في أي من هذه الحروب.
على سبيل المثال، بدأت حرب 2006 بهدف تدمير حزب الله اللبناني، لكن حزب الله لم يختف فحسب، بل أصبح بعد هذه الحرب أحد أهم اللاعبين المؤثرين في النظام السياسي والأمني لمنطقة غرب آسيا.
ويقول ناصر قنديل، وهو محلل لبناني بارز، عن دور الجنرال سليماني في حرب الـ 33 يوما: "لم يعجب سردار سليماني أنه لم يكن في الخطوط الأمامية للمعركة في لبنان. وأصر على التواجد في غرفة العمليات المركزية في بيروت.
خلال الحرب التي استمرت 33 يومًا، كان سردار يتنقل باستمرار بين ساحات القتال وغرفة العمليات المركزية. وفي هذه الفترة بذل قصارى جهده لتوفير كل ما تحتاجه المقاومة في لبنان.
ولا شك أن انتصار إسرائيل في حرب الـ 33 يوماً كان يمكن أن يؤدي إلى مزيد من احتلال هذا النظام لجغرافية لبنان، لكن هزيمة إسرائيل الكبرى لعبت دوراً مهماً في وقف احتلالها للبنان.
إن الحرب في سوريا منذ عام 2011 والحرب في العراق منذ عام 2014 لم تفرضها إسرائيل، لكن هزيمة حكومتي سوريا والعراق تعني انتصار إسرائيل في هذه الحروب، لأنها قد تؤدي إلى تشكيل حكومات متحالفة مع إسرائيل في هذه الحروب. بلدين.
ويمكن في هذا الصدد تحليل الدعم الأمريكي المفتوح للجماعات الإرهابية وتقسيم الإرهابيين إلى أخيار وأشرار. ولعب سردار سليماني دورا في المعركة ضد الإرهابيين التكفيريين. ومنذ عام 2011 فصاعداً، اتبع أعداء المقاومة نهج نشر الإرهاب في الدول القريبة من المقاومة، بما في ذلك سوريا والعراق، من أجل ضرب هذا المحور.
وبينما كان الأعداء يتوقعون سقوط النظام السوري أو قيام داعش بتشكيل خلافة إسلامية في العراق، إلا أنه بعد عقد من الزمان بقي النظام السوري واختفى داعش في العراق.
ويذكر ناصر قنديل أنه بلا شك، لولا الجنرال قاسم سليماني ودوره الاستراتيجي في ساحات القتال، لما كان من الممكن تحقيق النصر النهائي على إرهاب داعش التكفيري في سوريا والعراق والمنطقة.
ملخص الكلام
والاحتلال هو أهم سمات الإسرائيليين، لأنهم احتلوا أراضي الدول الإسلامية وأسسوا إسرائيل، وأرادوا توسيع حدودهم الجغرافية، لكنهم لم ينجحوا في أي من الدول الإسلامية.
إن دور الجنرال سليماني في منع التطور الجغرافي لإسرائيل لا يمكن إنكاره، فمن خلال إنشاء البنية التحتية العسكرية وتحسين قوة الردع لمحور المقاومة في منطقة غرب آسيا، نجح في وضع حد لأسطورة أن الجيش الإسرائيلي لا يقهر وخلق جيشا مبررا. رادع للتطور الجغرافي لإسرائيل، وكان هذا أحد الأسباب الرئيسية لاغتيال قاسم سليماني.