وبالرغم من عدم إعلان إسرائيل رسميا مسؤوليتها عن عملية الاغتيال العاروري ورفاقه، إلا أن أربعة مصادر أكدت الشبكة الأمريكية أن إسرائيل كانت وراء الهجوم الذي تم في 2 يناير/ كانون ثان الجاري.
وذكرت "إن بي سي نيوز" أن اغتيال العاروري بمثابة الطلقة الأولي لحملة إسرائيلية عالمية سوف تستمر لسنوات لمطاردة قادة حماس المسؤولين عن هجوم 7 أكتوبر/ تشرين أول المنصرم على إسرائيل.
ونقلت الشبكة عن مسؤولين إسرائيليون قولهم إن وكالات الاستخبارات الإسرائيلية شكلت مهمة مشتركة تسمى "نيلي" - وتعني "إله إسرائيل صامد" لمطاردة نشطاء حماس الذين يعملون في جميع أنحاء المنطقة - في لبنان وتركيا وقطر وداخل غزة.
وفي تصريحات علنية، قال رئيس الموساد، وكالة المخابرات الإسرائيلية: "يجب على كل أم عربية أن تعلم أنه إذا شارك ابنها بشكل مباشر أو غير مباشر في مذبحة السابع من أكتوبر، فإنه سيتحمل المسؤولية".
وبعد اغتياله، قالت شقيقة العاروري فى تصريحات إعلامية إن "اغتيال صالح لن يثني شعبنا عن نضاله ولن يكسر المقاومة"، معقبة "نحمد الله، شهادة وفخر لفلسطين والأمة، ودمه (صالح) كما بقية الشهداء ليس أغلى من دماء أهل غزة، رغم أن الأمر جلل، ولكن هذه أمنيته وقد نالها".
وقالت "لكل شيء حكمة، اغتيال صالح لن يثني الشعب الفلسطيني عن نضاله ولن يكسر المقاومة، ستخرج قيادات جديدة.. أنظر! إسرائيل أجرمت في 2002 في مخيم جنين، خرج جيل أقوى من السابق، ما بالك بالجيل الحالي الذي يشاهد هذه الحرب".
وتابعت: "صالح تحققت أمنيته" في إشارة إلى أمنياته بالموت شهيدا.
وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن إسرائيل تقول إن قواتها قتلت أو أسرت أكثر من 9 آلاف من مقاتلي حماس، أي ثلث قوته القتالية، لكنها لم تقترب بعد من الوصول إلى يحيى السنوار، زعيم حماس الذي يعتقد أنه سيبقى في غزة إلى جانب كبار مساعديه.
وفي 28 أغسطس/ آب الماضي حذر الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، من أنّ "أيّ اغتيال على الأرض اللبنانية يطال لبنانيا، أو فلسطينيا، أو سوريا، أو إيرانيا أو غيرهم، سيكون له رد فعل قوي، ولن نسمح أن تُفتح ساحة لبنان للاغتيالات".
ولإسرائيل تاريخ طويل في اغتيال قادة للفصائل الفلسطينية خارج الأراضي المحتلة، وهي عادة لا تتبنى هذه العمليات.
وتوعد مسؤولون إسرائيليون باغتيال قادة "حماس" في دول بينها لبنان وقطر، عقب هجوم الحركة على قواعد عسكرية ومستوطنات بغلاف غزة في 7 أكتوبر؛ ردا على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين أول المنصرم، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى الأربعاء 22 ألفا و313 شهيدا و57 ألفا و296 مصابا معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
المصدر: الجزيرة