كيف أثرت السعودية على قائمة فوربس لأعلى الرياضيين أجورا حول العالم؟
تقرير لصحيفة "الجارديان" البريطانية كشف، التأثير المتزايد للسعودية في مجال الرياضة، في قائمة "فوربس" لأعلى 10 رياضيين أجورًا في العالم خلال عام 2023، مع وجود 5 منهم على صلة بالمملكة وجارتها قطر.
Table of Contents (Show / Hide)
فقد لا يكون كريستيانو رونالدو صاحب المركز الأول (136 مليون دولار أمريكي) بمثابة الطفرة بعد مضاعفة راتبه في الانتقال إلى نادي النصر السعودي، إلا أن ليونيل ميسي صعد إلى المركز الثاني (130 مليون دولار) في هذه القائمة، والذي قد يرتفع أيضا إذا تمت إنهاء اتفاقه مع الهلال السعودي.
ونقلت تقارير صحفية أن ميسي سيحصل على ضعف راتب رونالدو، في حال قبوله عرضا يقارب 400 مليون دولار أمريكي للعب في الدوري السعودي.
ولكن القائمة تضم كذلك لاعبي جولف مرتبطين بالسعودية، مثل داستن جونسون الذي يحتل المركز السادس (107 مليون دولار) وفيل ميكلسون صاحب المركز السابع (106 ملايين دولار) هما لاعبان رئيسيان في "ليف غولف".
ونجح "ليف غولف"، وهو دوري انفصالي تموله السعودية، في جذب النجوم من جولة "بي جي إيه" الأمريكية بجوائز مالية تبلغ 25 مليون دولار لكل بطولة.
وكان السعوديون وقعوا مع أشهر الأسماء في لعبة الجولف للمشاركة ببطولتهم الجديدة بعدما "أغروهم بالمال"، وعدم المشاركة في بطولات "بي جي إيه" التي كانت لعقود من الزمان أهم حدث وأعلى مستوى في بطولات الجولف العالمية ومعيارها الأول.
وعلى الرغم من خسارة اللاعبين لبعض عقود الرعاية منذ التحول إلى "ليف غولف"، إلا أن مكافآت البطولاة المدعومة من السعودية والنقود المضمونة، يبدو أنها قد ملأت هذا الفراغ.
وذكر تقرير الصحيفة البريطانية، أن السعودية تستخدم الرياضة كأداة تسويقية لتحسين سمعتها على الساحة الدولية مع صرف الانتباه عن انتهاكات حقوق الإنسان والأزمة البيئية التي تتسبب بها شركة النفط السعودية العملاقة "أرامكو"، واصفا إياها بأنها "المحرك الأكبر للبصمة الكربونية"، التي زادت بنسبة 4% على مستوى العالم منذ عام 1965.
كما نوهت "الجارديان" إلى استخدام النظام القانوني في المملكة لسجن المعارضين السياسيين وتعذيبهم وإعدامهم، فضلا عن انعدام حرية الصحافة والمعاملة القمعية للنساء، ومجتمع المثليين وثنائي الجنس والمتحولين جنسيًا.
وأشارت إلى أن التدخل السعودي في الصراع اليمني أدى إلى مئات الآلاف من القتلى، إضافة إلى مقاومة المملكة المستمرة لأي مبادرات من شأنها مكافحة تغير المناخ.
وأمام ذلك، وبالإضافة إلى "ليف غولف"، وسعت السعودية نفوذها إلى الدوري الإنجليزي الممتاز في عام 2021، عندما استحوذ صندوق الاستثمار على ملكية نيوكاسل يونايتد.
ومؤخرا، تقدمت السعودية للاستثمار في الدوري الهندي الممتاز للكريكت، ما يمكنها من امتلاك أندية في أحد أغنى أسواق الكريكيت في العالم.
ولفتت الصحيفة إلى الآثار الأخلاقية لهكذا استثمار، واصفة السعودية بأنها "ملكية استبدادية".
ووفق "الجارديان"، قوبلت محطة "ليف غولف" السياحية الأخيرة في مدينة أديلايد الأسترالية بالكثير من الضجة وانطلقت وسط مقاطعة واسعة.
كما قوبلت جهودها لتصبح الراعي الرسمي لكأس العالم لكرة القدم للسيدات 2023 في أستراليا ونيوزيلندا برد فعل عنيف من منظمي الحدث ومجتمع كرة القدم المحلي، بما في ذلك اللاعبون الوطنيون، فضلاً عن مجموعات حقوق الإنسان والحكومة الأسترالية.
وعلى الرغم من اعتراف رئيس الفيفا جياني إنفانتينو بالهزيمة بسبب العقد المحتمل، إلا أنه أصر على أن السعودية لا تزال مناسبة بشكل جيد لدعم لعبة السيدات، وهناك تقارير عن البلاد تقود عرضًا مشتركًا لكأس العالم 2026 للرجال.
ووفق "الجارديان"، فإن السعودية ليست الدولة النفطية الوحيدة في الشرق الأوسط التي تؤثر على القائمة، فالملايين التي يملكها ميسي على أرض الملعب تأتي من ناديه المملوك لقطر باريس سان جيرمان، والذي هو أيضًا موطن اللاعب الفرنسي الدولي كيليان مبابي صاحب المركز الثالث (120 مليون دولار).
وتراجع ميسي، الذي أوقفه باريس سان جيرمان الثلاثاء بعد رحلة غير مصرح بها إلى السعودية، إلى المركز الثاني بإجمالي أرباح قدرها 130 مليون دولار.
المصدر: الجزيرة