ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" بيان هينتون البالغ من العمر 75 عامًا، الذي قال فيه إنه يأسف الآن لعمله في هذا الميدان، قبل أن يقول لـ"بي بي سي" إن بعض جوانب برامج تشات بوت "مخيفة للغاية".
ويضيف: "في الوقت الحالي هي ليست أكثر ذكاء منا حسب اعتقادي.. لكنني أعتقد أنها ستتفوق علينا قريباً".
كما أقر هينتون بأن عمره قد لعب دوراً في قراره بترك عملاق التكنولوجيا، قائلاً: "أنا في الخامسة والسبعين من عمري، لذا فقد حان الوقت للتقاعد".
ومهدت أبحاث هينتون الرائدة حول الشبكات العصبية والتعلم العميق الطريق لتقنيات الذكاء الاصطناعي الحالية مثل تشات (جي بي تي).
يقول عالم النفس المعرفي وعالم الكمبيوتر البريطاني الكندي، إن أنظمة تشات بوت التي تعرف ايضاً بروبوتات الدردشة الآلية، يمكن أن تتفوق قريبًا على الدماغ البشري من ناحية كمية المعلومات التي يحملها.
ويضيف: "في الوقت الحالي ما نراه هو أن أنظمة مثل (جي بي تي 4) تتفوق على الإنسان في مقدار المعرفة العامة التي تملكها وتتفوق عليه كثيراً، أما من حيث التفكير فهي ليست جيدة لكنها تقوم بالفعل بعمليات تفكير بسيطة".
ويتابع: "لكن نظراً لتسارع التقدم الذي يحرز في هذا المجال، نتوقع أن تتحسن الأمور بسرعة كبيرة وهو ما يجب أن يثير قلقنا".
وفي بيانه بصحيفة "نيويورك تايمز"، أشار هينتون إلى "الجهات السيئة" التي ستحاول استخدام الذكاء الاصطناعي لأغراض "شريرة"، وقال: "هذا مجرد نوع من أسوأ السيناريوهات، أشبه بسيناريو الكابوس".
وضرب مثالا بالقول: "تخيل أن بعض الفاعلين السيئين مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرر منح الروبوتات القدرة على وضع أهداف فرعية خاصة بهم".
ويحذر هينتون العالم من أن هذا في النهاية قد "يخلق أهدافاً فرعية مثل: أنا بحاجة للحصول على مزيد من القوة".
ويزيد: "لقد توصلت إلى استنتاج مفاده أن نوع الذكاء الذي نطوره مختلف تماماً عن الذكاء الذي نملكه".
ويتابع هينتون: "نحن أنظمة بيولوجية وهذه أنظمة رقمية.. والفرق الكبير هو أنه مع الأنظمة الرقمية لديك العديد من النسخ التي تملك نفس الإمكانات وتعمل في نفس البئية التقنية".
ويستطرد: "يمكن أن تتعلم كل هذه النسخ بشكل مستقل ولكنها تتبادل المعرفة على الفور، لذا يبدو الأمر كما لو كان لديك 10000 شخص وكلما تعلم شخص ما شيئًا يعرفه الجميع تلقائيًا.. وهكذا يسمح لأنظمة تشات بوت أن تعرف أكثر بكثير من أي شخص".
وبذلك ينضم هينتون إلى عدد متزايد من الخبراء الذين أعربوا عن مخاوفهم بشأن الذكاء الاصطناعي، سواء من ناحية السرعة التي يتطور بها أو الاتجاه الذي يسير فيه.
ففي مارس/آذار الماضي، دعا خطاب مفتوح وقع عليها عشرات الأشخاص العاملين في مجال الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك الملياردير إيلون ماسك إلى وقف مؤقت لجميع لجهود لتطوير نسخ أكثر تقدمًا من الإصدار الحالي من روبوت الدردشة تشات (جي بي) إلى أن يتم التوصل إلى تدابير أمان صارمة وتطبيقها.
كما كان من بين الموقعين على الخطاب يوشوا بنجيو، وهو الأب الروحي الآخر للذكاء الاصطناعي والذي فاز هينتون ويان ليكون بجائزة تورينج لعام 2018 عن عملهما في التعلم العميق.
يشار إلى أن روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي هي مجرد جانب واحد من جوانب الذكاء الاصطناعي.
المصدر: عربي 21