وخلال تكريمه كـ"شخصية العام الإسلامية" في جائزة دبي السنوية للقرآن الكريم، العام 2000، قال محمد بن راشد الذي كان حينها يشغل منصب نائب حاكم دبي، وهو يمسك بيد الشيخ القرضاوي: "الإمارات هي بلدك، وشعب الإمارات إخوانك، وسيدي صاحب السمو الشيخ زايد يحبك، ونحن نحيي فيك دورك للعلم، والإسلام".
وتابع: "نحن كلنا تلاميذك، والسياسي بعض الأحيان يخطئ، وواجب العلماء أن يبينوا هذا بكل صدق وإخلاص، وبدون أي مجاملات، نحن الحاكم والعالم مسؤولون أمام الله عما تحت أيدينا، يجب ألا تكون هناك مجاملات من العلماء للحكام".
وختم قائلا: "عندما أرادت اللجنة أن تعرفني عليك، قلت لهم إني أعرفه جيدا فهو شخصية إسلامية عالمية معروفة وليس بحاجة للتعريف، فأعماله وخدماته للإسلام والقرآن تعرّف عليه".
وقال ناشطون إن ما قاله حاكم دبي تجاه الشيخ القرضاوي يوضح مدى التغير في السياسة الإماراتية خلال السنوات الماضية، إذ صنفت أبو ظبي الشيخ الراحل على لائحة الإرهاب، وبثت وسائل إعلامها تقارير تشيطنه على فتاوى وتصريحات مضى عليها عقود، أي قبل تكريمه على أعلى المستويات في الدولة.
واللافت أن الشيخ القرضاوي حينما تم تكريمه في الإمارات، كان لا يزال ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، وهو مقيم في قطر منذ ستينات القرن الماضي.
إلا أن الإعلام الإماراتي والسعودي ومنذ بدء الهجوم على الشيخ القرضاوي، اعتبروا أن عضويته في الجماعة، وإقامته في قطر، هي تهم تدينه.
ولكن وزير الخارجية الإماراتي نشر تغريدة على حسابه في تويتر، قال فيها: "هل تذكرون تحريم الشيخ الجليل ابن باز رحمه الله للعمليات الانتحارية، هل تذكرون مفتي الإخوان القرضاوي عندما حرض عليها".
الشيخ الراحل يوسف القرضاوي بدوره، رد على التغريدة، قائلا: "ردا على عبد الله بن زايد بأني أشجع العمليات الانتحارية، خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين، نعوذ بالله من شر الشياطين إذا ما انحلت أصفادها".
كما شارك وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش، وقائد شرطة دبي السابق ضاحي خلفان، في الهجوم على الشيخ القرضاوي.
المصدر: عربي 21