واستعرضت الصحيفة في تحقيق مطول لها، مشاهد من الحفلات التي يقيمها النظام السعودي تتضمن شرب الفودكا، والعلاقات الشـاذة، بالإضافة إلى الرقص المختلط.
وأبرزت الصحيفة أن حفلات الرقص التي يشارك فيها الشباب في صحراء السعودية؛ ثمنها حقبة جديدة من حملات القمع الراديكالي التي يمارسها ولي العهد محمد بن سلمان داخل المملكة.
ونبهت إلى أنه على الرغم من أن الكحول والمخدرات لا يزالان محظوران في السعودية؛ إلا أن طرق الحصول عليها داخل المملكة أصبحت سهلة، فيما سلسلة التغييرات التي يدفع بها محمد بن سلمان داخل مجتمع المملكة؛ سمحت للرجال والنساء بالرقص معاً في مهرجانات تمولها الحكومة.
وأشارت إلى أن الحكومة السعودية تنفق مليارات الدولارات على فعاليات الترفيه والرياضة، بينما يكافح الكثير من السعوديين؛ لتغطية نفقاتهم، وإيجاد فرص عمل، ودفع الإيجارات.
ونبهت إلى أنه يحاول أنصار محمد بن سلمان إضفاء الشرعية على برامج التغيير التي تنفذها الحكومة السعودية، حيث يشيرون إلى أن القيود الاجتماعية التي يتم تفكيكها حالياً هي انحراف عن الدين الصحيح، وأن النظام الطبيعي لثقافة المملكة قد عاد مجدداً.
ولفتت صحيفة التايمز إلى أن مستوى القمع في السعودية وصل لدرجة أن المواطن قد يتعرض للخطر؛ فقط لأنه لم يتحمس بشكل كبير لمشاريع ابن سلمان ورؤيته.
وقالت “اليوم لم يعد المواطن السعودي آمناً حتى مع سكوته، إذ يجب عليه الإشادة برؤية محمد بن سلمان وطريقة حكمه، ويُفضل أن يكون ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي، وأي شيء أقل من ذلك سيعتبر مشبوهاً بالنسبة للسلطات السعودية”.
وأضافت “يقدم محمد بن سلمان لشباب المملكة؛ مهرجانات الرقص، وحفلات الغناء، ويسمح بالتمرد على القيم الاجتماعية؛ كلها مقابل الطاعة الكاملة والإخلاص، والتعهد بالولاء المطلق له”.
وبحسب التايمز رسخ محمد بن سلمان سلطته من خلال؛ قمع الأصوات المعارضة له حتى داخل مؤسسات الدولة، والعائلة المالكة، ومجتمع الأعمال، وحرية التعبير التي كانت محدودة سابقاً، أصبحت الآن معدومة تماماً في السعودية.
وذكر التقرير أن هذه المشاهد تحدث في بلد كانت موسيقى المصاعد فيه محل استياء قبل 5 سنوات لكونها “غير إسلامية”، والآن بعد سلسلة من الإصلاحات الجذرية التي دفعها محمد بن سلمان، يرقص الرجال والنساء معًا في مهرجان “ميدل بيست”، الذي مولته الدولة السعودية جزئيا.
ولفت إلى أن المملكة مرت، على مدى نصف العقد الماضي، بتحول اجتماعي واقتصادي دراماتيكي لا مثيل له، حيث سمحت التغييرات في القانون بالتخفيف من القواعد المجتمعية الصارمة، وللنساء بالطلاق في المحاكم ضد رغبة أزواجهن؛ والسفر دون إذن ولي الأمر الرجل؛ وارتداء الجينز والقمصان، وقيادة السيارات.
وأبرزت أنه رغم أن حرية التعبير دائما محدودة في السعودية، إلا أنها أصبحت “غير موجودة” في عهد محمد بن سلمان، فصندوق الثروة السيادية في السعودية بات يمتلك حصة كبيرة في تويتر، الذي يضم حوالي 14 مليون مستخدم نشط في المملكة، ويمكن القبض على أي منهم حال مشاركته في أي انتقاد لإصلاحات ولي العهد، أو حتى في حال التغريد دفاعا عن بعض المعتقلين.
وبمجرد أن يصبحوا وراء القضبان، لا يحصل المعتقلون على محاكمة عادلة، بل وثقت جماعات حقوقية استخدام التعذيب والاعتداء الجنسي بحقهم من قبل السلطات بحسب الصحيفة البريطانية.
المصدر: سعودي ليكس