هل يتنحى سلطان الجابر.. التخبط يسود قبل COP28 بالإمارات
عبر تقرير نشرته صحيفة "فاينانشال تايمز" عن القلق حول مؤتمر المناخ COP28 المقرر انعقاده في الإمارات، في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بسبب تزايد التداعيات السلبية لقرار أبوظبي تعيين سلطان الجابر، رئيس شركة النفط المملوكة للدولة "أدنوك" رئيسا للقمة.
Table of Contents (Show / Hide)
وعلى الرغم من الانزعاج من استضافة الإمارات للقمة في بعض الأوساط، لم تتحدث أي دولة حتى الآن علنًا عن مقاطعة القمة، لأن الغيابات لن تخدم مصالح المناخ، لكن مطالبات تتصاعد للقادة الغربيين بالعمل على ضمان ألا تتجاهل القمة المزمعة الحديث عن أصل المشكلة وهي الوقود الأحفوري، والذي يطالب سلطان الجابر، رئيس المؤتمر، بزيادة إنتاجه، في مفارقة أثارت الغضب، وفقا للتقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد".
واقعة سابقة
ويقول التقرير إنه عندما تمت دعوة شيلدون وايتهاوس، السناتور الديمقراطي عن ولاية رود آيلاند، إلى مأدبة عشاء في ذروة محادثات المناخ COP27 في مصر العام الماضي، كان يتوقع أن يلتقي ببعض رجال الأعمال الأمريكيين في المنطقة.
وبدلاً من ذلك، ومما أثار استياءه، استضاف العشاء غرفة التجارة الأمريكية، وهي مجموعة ضغط قوية لها علاقات بصناعة الوقود الأحفوري.
ويقول وايتهاوس، الذي ألقى على مدى تسع سنوات خطابًا أسبوعيًا في مجلس الشيوخ الأمريكي يحذر من كارثة المناخ الوشيكة: "حقيقة أن هذه المناورة تم تنفيذها في مؤتمر الأطراف في شرم الشيخ تركت طعمًا سيئًا للغاية في فمي".
ويضيف: "لذلك عندما عينت الدولة المضيفة لقمة هذا العام، الإمارات العربية المتحدة، المدير التنفيذي لشركة النفط سلطان الجابر رئيسا لـ COP28 ، قررت أن هذا يكفي".
وإلى جانب زملائه الأوروبيين، نسق وايتهاوس رسالة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ، يدعوهم فيها إلى الضغط على الإمارات لاستبدال الجابر، وحذرت الرسالة من أن استمرار تعيينه يقوض رسالة القمة والمفاوضات حولها.
صاحب شركة تبغ يترأس حملة لمكافحة التدخين
وينقل التقرير عن مايكل بلوس، وهو عضو ألماني في البرلمان الأوروبي مع حزب الخضر، قوله: كان تعيين الجابر بمثابة فضيحة ومثال ممتاز لتضارب المصالح، ويشبه تعيين رئيس شركة التبغ لرئاسة حملة تهدف إلى الإقلاع عن التدخين".
يقترح العلماء والمتخصصون أن الحد من إنتاج واستخدام الفحم والنفط والغاز هو المفتاح لتحقيق هدف اتفاق باريس المتمثل في تخفيض الاحترار بمقدار 1.5 درجة مئوية.
لكن جابر تحدث بدلاً من ذلك عن الحاجة إلى معالجة "انبعاثات" الوقود الأحفوري، وهو تمييز يقول المحللون إنه خارج دليل الصناعة، وأشار إلى استخدام تقنية احتجاز الكربون، والتي لم يتم إثباتها على نطاق واسع، لإطالة أمد استخدام الوقود الملوث.
ويقول التقرير إن دور رئيس القمة هو دور أساسي في اتجاه وأهداف القمة السنوية ، التي تجمع قادة العالم والمفاوضين والشركات ومجموعات المجتمع المدني للسعي إلى توافق في الآراء حول كيفية معالجة تغير المناخ.
ويرى التقرير أن مؤتمر COP28، الذي يفتقر إلى الطموح ويفشل في تحقيق تقدم، من شأنه أن يغذي المخاوف الأوسع حول فعالية هذه المؤتمرات، بعد الانتقادات المستمرة لـ COP27 - والتي سجل حضورها أكثر من 600 من جماعات الضغط التي تعمل بالوقود الأحفوري.
هاجس الحيادية
وتثور تساؤلات من عينة: "هل يمكن للرئيس القادم وفريقه أن يتفوقوا على المصالح الخاصة لدولة الإمارات العربية المتحدة كمنتج للوقود الأحفوري؟".
وقد أعقب تعيين جابر سلسلة من التطورات غير المريحة، بما في ذلك الأنباء التي تفيد بأن الإمارات العربية المتحدة قد دعت رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى المؤتمر، وعينت مستشارًا سياسيًا من المملكة المتحدة كان يعارض الضرائب غير المتوقعة على شركات النفط والغاز للمساعدة في الاتصالات.
ويقول الخبراء إنه من السابق لأوانه الحديث عن فشل COP28، لكن الوقت ينفد بالنسبة للرئاسة لكسب ثقة المجتمع الدولي وإظهار أن لديها طموحات حقيقية لإنجاحها، بحسب "فاينانشال تايمز".
ويرى محللون أن الطريقة التي سيتعامل بها فريق COP28 مع المصالح المتنافسة في القمة ستكون أفضل اختبار لالتزامه بالتصدي لتغير المناخ - خاصة وأن تأثير القوة الإقليمية الكبرى، المملكة العربية السعودية، من المتوقع أن يلعب دورا على البلد المضيف.