شيريت أفيتان كوهين مراسلة صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، ذكرت أنه "في وقت لم تقم فيه أي دولة في أوروبا حتى الآن بنقل سفارتها إلى القدس المحتلة، فإننا أمام تعبير رسمي عن تحول يميني لدى بعض الدول الأوروبية، مما سيؤدي إلى دفء العلاقات مع دولة الاحتلال، حيث يضم هذا التحالف اليميني الذي تترأسه رئيسة حكومة إيطاليا جورجيا ميلوني، 66 عضوا من 14 حزبا حول العالم، ونجح أعضاؤها بدعم عدد غير قليل من القرارات لصالح إسرائيل في البرلمان الأوروبي، وتظهر البيانات أنه صوّت في أغلب الأحيان لصالحها".
وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أرسل طلبًا للنظر في نقل السفارة الإيطالية للقدس المحتلة، ومنذ ذلك الحين يزعم المسؤولون في روما أنه يتم النظر في الطلب بشكل إيجابي، مع العلم أن وزارة الخارجية الإسرائيلية سبق لها أن قاطعت هذه الأحزاب الأعضاء في التحالف، بزعم انتمائها لليمين المتطرف، وبعضها متهم بالنازية الجديدة، مثل حزب الديمقراطيين السويديين، وفوكس من إسبانيا، لكن حزب الليكود انضم للتحالف في 2016، حين كان إيلي كوهين وزير الخارجية الحالي مديرًا لقسم العلاقات الخارجية بالحزب".
وأشارت إلى أنه "منذ ذلك الحين، يشارك حزب الليكود في المؤتمر السنوي الذي يعقد كل مرة في عاصمة أوروبية مختلفة، باستثناء القدس المحتلة، التي لم يتم تضمينها في خطة التحالف على الإطلاق بسبب الموقف الرسمي للاتحاد الأوروبي، لكن أعضاءه زاروا الأماكن المقدسة فيها، واستضاف الوفد وزيرة المخابرات غيلا غيمليئيل نيابة عن حزب الليكود".
الأمين العام لحزب المحافظين والإصلاح الأوروبي أنطونيو جيوردانو، كشف "عن بعض الضغوط التي مورست على التحالف لعدم المجيء لإسرائيل، وهاجم الإعلام الفلسطيني، زاعما أن إسرائيل تتعرض لمعاملة معادية بسبب النار التي أشعلتها بعض الصحافة اليسارية، وأشادت غمليئيل بالتحالف اليميني بزعم أنه يشارك الاحتلال في اعتبار القدس عاصمة للدولة اليهودية".
يتعارض انعقاد هذا المؤتمر اليميني الأوروبي مع الموقف الرسمي للاتحاد الأوروبي الذي أدان ضم دولة الاحتلال لمدينة القدس المحتلة، وإعلانها عاصمة لـ"إسرائيل الموحدة"، ويعتبر مثل معظم المجتمع الدولي، أنه يجب على الأطراف التفاوض على وضعها في محادثات التسوية، مما يكشف عن تفاقم التوتر في العلاقات الأوروبية الإسرائيلية بسبب سياسة الاحتلال في القدس المحتلة، وقد تتوّج هذا التوتر حول القدس بصدور تقرير سرّي كتبه 21 سفيرا ودبلوماسيا أوروبيا يعملون في الأراضي الفلسطينية، بالمعارضة المطلقة للخطة الإسرائيلية لتغيير مكانة القدس المحتلة وحدودها.