نصر الله: كلّ الاحتمالات مفتوحة
أعلن الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، اليوم، أنّ المقاومة لن تكتفي بعملياتها على طول الحدود اللبنانية ـــ الفلسطينية وكل الخيارات أمامها مطروحة، لمساندة المقاومة الفلسطينية، متوعداً الولايات المتحدة بأن المقاومة جاهزة للتصدي للأساطيل التي حشدتها في البحر الأبيض المتوسط.
Table of Contents (Show / Hide)
وقال نصر الله، في احتفال تكريمي لـ«الشهداء الذين ارتقوا على طريق القدس»، إن تصاعد الجبهة الجنوبية «مرهون بأحد أمرين أساسيَّين؛ الأمر الأول هو مسار الأحداث وتطورها في غزة، والأمر الثاني هو سلوك العدو الصهيونيّ تجاه لبنان»، مضيفاً: «بكل شفافية وغموض بنّاء، إنّ كل الاحتمالات في جبهتنا اللبنانية مفتوحة وإنّ كل الخيارات مطروحة ويُمكن أن نذهب إليها في أي وقت من الأوقات، ويجب أن نكون جميعاً جاهزين لكل الفرضيات المُقبلة».
وتوجّه نصر الله إلى الأميركيين، بالقول: «أساطيلكم في البحر المتوسط لا تُخيفنا ولن تخيفنا في يوم من الأيام، وأقول لكم إن أساطيلكم التي تُهدّدون بها، لقد أعددنا لها عُدّتها أيضاً (...) الذين هزموكم في بداية الثمانينيات (في لبنان) ما زالوا على قيد الحياة، ومعهم اليوم أولادهم وأحفادهم».
وأشار نصر الله إلى أن المقاومة في لبنان دخلت إلى المعركة في 8 تشرين الأول الجاري، مؤكداً أنّ ما يجري على الجبهة الجنوبية مع فلسطين المحتلة «كبير جداً ومهم جداً ومؤثّر جداً» وهو «غير مسبوق» في تاريخ العدو الإسرائيلي، و«لن يتمّ الاكتفاء به على كلّ حال».
وأوضح نصر الله أن عمليات حزب الله دفعت العدو الإسرائيلي إلى سحب ثلث الجيش الإسرائيلي، نصف القدرات البحرية، ربع القوّات الجوية، ما يقارب نصف الدفاع الصاروخيّ وثلث القوات اللوجستية إلى الجبهة الشمالية مع لبنان، بدلاً من حشدها في الجنوب ضدّ قطاع غزة.
وأكّد نصر الله أن «هذا الحضور في الجبهة وهذا العمل اليومي يجعلان العدو مردوعاً (...) عمليات المقاومة في الجنوب تقول لهذا العدو الذي قد يُفكّر في الاعتداء على لبنان أو بعملية استباقية، أنك سترتكب أكبر حماقة في تاريخ وجودك».
وإذ شدد على أن «ما بعد عملية طوفان الأقصى ليس كما قبلها، وهذا ما يُحتّم على الجميع تحمّل المسؤولية»، دعا نصر الله إلى العمل على تحقيق هدفين؛ الهدف الأول: وقف الحرب على قطاع غزة، والهدف الثاني: أن تنتصر المقاومة الفلسطينية وحركة «حماس» تحديداً في قطاع غزة، لافتاً إلى أن «انتصار غزة هو مصلحة وطنية مصرية وأردنية وسورية، وأولاً وقبل كل الدول هو مصلحة وطنية لبنانية».
وأكد نصر الله أن عملية «طوفان الأقصى» كان قرارها وتنفيذها «فلسطينياً مئة بالمئة، وأخفاها أصحابها عن الجميع حتى عن فصائل المقاومة في غزة (...) هذا الإخفاء لم يزعج أحداً في فصائل المقاومة على الإطلاق، بل أثنينا عليه جميعاً».
ورأى نصر الله أن «العمل الكبير والعظيم في طوفان الأقصى أدى إلى حدوث زلزال على مستوى الكيان الصهيوني أمني وسياسي ونفسي ومعنوي وكانت له تداعيات وجودية وإستراتيجية وستترك آثارها على حاضر هذا الكيان ومستقبله (...) كشفت عملية طوفان الأقصى عن الوهن والضعف في الكيان، وأنه بحقّ أوهن من بيت العنكبوت».
ولفت نصر الله إلى مسارعة الولايات المتحدة بـ«رئيسها ووزرائها وجنرالاتها لتمسك بهذا الكيان، الذي كان يهتزّ ويتزلزل من أجل أن يستعيد بعض وعيه ويقف على قدميه من جديد، وهو لم يتمكّن حتى الآن من استعادة زمام المبادرة (...) هذه السرعة الأميركية لاحتضان إسرائيل ومساندتها كشفت وهن هذا الكيان وضعفه».
واعتبر نصر الله أن «حكومات العدو لا تستفيد من تجاربها على الإطلاق (...) من أهم الأخطاء التي ارتكبها الإسرائيليون ولا يزالون هو طرح أهداف عالية لا يمكنهم أن يحققوها أو يصلوا إليها (...) مشاهد المجازر الآتية من قطاع غزة تقول لهؤلاء الصهاينة إن نهاية المعركة ستكون انتصار غزة وهزيمة العدو».
وحمّل نصر الله «المسؤولية بالكامل عن الحرب الدائرة في غزة لأميركا، وإسرائيل هي أداة، فأميركا هي التي تمنع وقف العدوان على غزة وترفض أي قرار لوقف إطلاق النار»، مبيّناً أنه «لذلك أتى قرار المقاومة الإسلامية في العراق بمهاجمة قواعد الاحتلال الأميركية في العراق وسوريا، وهو قرار حكيم وشجاع».
وكان نصر الله قد أكّد أن معركة قتال العدو الإسرائيلي «معركة كاملة الشرعية من الناحية الإنسانية والأخلاقية والدينية»، موجّهاً التّحية إلى «الشعب الأسطوريّ الذي لا نظير له في العالم، إلى أهل غزة وشعب غزة»، وإلى كلّ الذين تضامنوا وساندوا ودعموا «على مستوى العالم من دول عربية وإسلامية وأميركا اللاتينية، ونخصّ بالذّكر السواعد العراقية واليمنية التي دخلت إلى قلب هذه المعركة المباركة».