صحيفة عبرية تهاجم اتفاق الهدنة وتذكر 10 أسباب.. “أعظم انتصار للسنوار”
بعد نحو 50 يوما من العدوان الإسرائيلي على القطاع، توقفت الحرب مؤقتا في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، إثر الاتفاق على هدنة إنسانية مؤقتة تستمر 4 أيام.
Table of Contents (Show / Hide)
وبموجب الاتفاق سيفرج الاحتلال الإسرائيلي عن معتقلين فلسطينيين من النساء والأطفال، مقابل إفراج حركة حماس عن 50 من أسرى الاحتلال لديها، من النساء والأطفال.
وهو ما هاجمته صحيفة "ماكور ريشون" العبرية المتطرفة بلهجة "لم تخلُ من حدة وحسرة".
ورأت أن الصفقة بتفاصيلها تعد "خيانة للأخلاق الوطنية وإهمالا تاما للمصلحة الوطنية"، مقدرة أن هذا القرار "يدنس الروح ويمزق القلب".
10 أسباب
وذكرت صحيفة "ماكور ريشون"، 10 أسباب تبرز من خلالها الخطأ الذي ارتكبته إسرائيل بقبولها الهدنة مع حماس.
أولا، رأت أن "الاتفاق على إخراج بعض الأسرى، والإبقاء على بعضهم، يعني إبقاء الأزمة، بل وتفاقمها، ويؤدي إلى زيادة نفوذ المقاومة الفلسطينية".
وأضافت الصحيفة أن "هذا البند سيسبب إحباطا معنويا، ويضع إسفينا في قلب المجتمع الإسرائيلي، وسيطالب البعض بالمزيد من الصفقات والمزيد من وقف إطلاق النار".
وتابعت: "لقد أُدخل المجتمع الإسرائيلي بأكمله إلى براثن الحرب النفسية التي تديرها حماس".
وأضافت: "وحتى على المستوى الدولي، سيتزايد الضغط، بافتراض أنه ليس هناك مبرر لاستمرار الحرب ما دام بالإمكان تمديد الهدنة وتحرير مزيد من الأسرى".
أما السبب الثاني، فذكرت الصحيفة أن تحرير الأسرى يمثل "مكافأة لحماس والمقاومة"، وهذه المكافأة "ستحول كل تضحياتهم التي يبذلونها إلى جهاد مقدس ومبرر ومفيد، حيث إنهم استطاعوا من خلاله تحرير أسراهم".
وأشارت إلى أن "المقاومة لا تعبأ بالموت، ولا يهتمون بالخرسانة المهدمة في غزة، فكل ذلك ليس ثمينا عندهم".
وأردفت: "لقد حفظ أطفال المسلمون اسم (رئيس حركة "حماس" في غزة يحيى) السنوار"، وسيغنون: "خيبر خيبر يا يهود، جيش محمد سوف يعود".
وثالثا، ترى الصحيفة أن "الصفقة تفقد الرسائل الإسرائيلية كل شرعيتها الدولية، فبما أن رسالة إسرائيل أن أفراد حماس (نازيون)، فكيف يمكن التفاوض مع النازيين وإيقاف هذه الحملة؟"،
وتابعت: "إن ذلك سيبرز للمجتمع الدولي أن عدونا يمكن العمل معه، وسيرى أن هذا صراع عادي آخر بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
أما السبب الرابع، فهو أن الحكومة الإسرائيلية حكمت على نفسها عبر هذه الصفقة بـ"الهزيمة"، وفقا لرأي الصحيفة العبرية.
وعزت ذلك إلى أن حكومة الاحتلال "حددت في بداية الحرب أن الهدف هو تدمير حماس وإعادة كل المختطفين، وبهذه الطريقة لن تُدمر حماس ولن يعود المختطفون جميعا أبدا".
أكبر التحديات
وخامسا، تعد الصفقة إشارة معناها "أننا تعبنا"، و"لا شك أن ذلك خطأ كبير في إطار الحرب الدائرة"، تقول "ماكور ريشون".
وسادسا، استهجنت الصحيفة القبول بطلب حماس، بإيقاف الطلعات الجوية الاستخبارية لمدة 6 ساعات يوميا، مقدرة أن "الغرض من هذا الطلب عسكري، حيث إنه يمنح حماس قدرة على تنظيم صفوفها ونقل قواتها المنهكة من الأنفاق، وإجراء تغيير في تشكيل القوات، بحيث تصبح جاهزة للهجوم والإيقاع بجنودنا من جديد".
كما أشارت إلى أن "إدخال الوقود ستستفيد منه حماس أيضا".
وذكرت أن السبب السابع هو أن التعزيز العسكري الذي سيصل لحماس بسبب الهدنة "سندفع ثمنه من جنودنا الذين سيقتلون بعد انتهاء وقف إطلاق النار.
وتساءلت "هل الحكومة الإسرائيلية مستعدة للنظر في عيون الآباء في إسرائيل وتشرح لهم أن قراراتها مسؤولة عن تعزيز حماس وقتل الجنود؟ ألا يعد ذلك خرقا للأمانة بشكل حقيقي وعميق؟"
وبخصوص النقطة الثامنة، شبهت الصحيفة حكومة نتنياهو بـ"مدمن المخدرات، الذي يوهم نفسه كل ليلة بأن الغد سيكون مختلفا، ومن ثم يأتي الغد ولا يكون مختلفا، لكنه يأبى إلا أن يقع مرارا وتكرارا في نفس دائرة الإدمان، التي توفر له متعة لحظية، تغنيه عن التعامل الواقعي مع الألم من أجل المستقبل".
ورأت أن "إسرائيل استسلمت مرة أخرى لحماس".
ثم حرضت في النقطة التاسعة على ضرورة عدم الاستسلام، والاقتناع بضرورة "تهجير الشمال وتهجير الجنوب".
وقالت: "لسنا متأكدين من أن الجميع يستوعب أننا وصلنا إلى مرحلة زمنية بات فيها المشروع الصهيوني برمته على وشك الاختبار".
وأضافت: "إذا لم ترتق القيادة إلى اللحظة الفارقة وضروراتها، فسنرى التفكك الاجتماعي والاغتراب واليأس والرحيل عن الوطن".
وأخيرا، ذكرت الصحيفة العبرية أن "الشعب اليهودي يواجه أكبر التحديات منذ أجيال"، مشددة على أن هذه اللحظة هي ما "ستحدد اتجاه المشروع الصهيوني وحرية اليهود وتاريخ شعبنا".
وأردفت: "لم يكن من الصواب إيقاف الحرب في المنتصف"، معلنة أن "وقف الحملة العسكرية هو أعظم انتصار للسنوار".
المصدر: الاستقلال