يرسم صورة خيالية.. صحيفة عبرية: لماذا يكذب بلينكن ويردد أفكارا خاطئة؟
تداعيات المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، بعد زيارته الأخيرة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، في 9 يناير/ كانون الثاني 2024، لازالت تلقي بظلالها على الإعلام العبري.
Table of Contents (Show / Hide)
وقالت صحيفة "ماكور ريشون" العبرية إن "الصورة الإقليمية الخيالية التي رسمها وزير الخارجية الأميركي، خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد في تل أبيب، لا تمارس ضغوطا ثقيلة وغير عادلة على إسرائيل فحسب، بل إنها تلقي بظلالها على رؤى قد ولت بالفعل من العالم".
تصريحات كاذبة
وبحسب الصحيفة، أكد بلينكن على حقيقة أنه "لن يكون هناك سلام في المنطقة بدون التعاطي مع الطموحات السياسية للفلسطينيين".
ورأت أن "هذا الشرط وهم ولا أساس له من الصحة"، مدعية أنه "قد تحطم بالفعل منذ سنوات قليلة بالتزامن مع اتفاقات أبراهام (التطبيع مع دول عربية)".
وبوصفها أن الضغوط "غير عادلة"، أوضحت الصحيفة أن "بلينكن ذكر تفاصيل غير دقيقة بشكل واضح".
فعلى سبيل المثال، فيما يتعلق بكفاءة توزيع الإمدادات والمساعدات التي تعبر إلى قطاع غزة، قال بلينكن إنه "أكد في اجتماعاته مع كبار مسؤولين (الاحتلال) أنه يجب على إسرائيل التأكد من توزيع الغذاء والمياه وغيرها من المساعدات بشكل أكثر كفاءة".
وأكد أيضا على أن "مسؤولي الأمم المتحدة داخل غزة يقومون بعمل ممتاز، ولا يوجد بديل لهم".
ولكن تختلف الصحيفة العبرية المتطرفة مع وجهة نظر بلينكن، وتدعي أن "الواقع يظهر أن ممثلي الأونروا ووكالات الأمم المتحدة داخل قطاع غزة يقومون بعمل ضعيف إلى حد ما".
"فهم لا يتعاملون على الإطلاق مع الهجمات التي تنفذها حركة حماس، والأكثر من ذلك، غالبا ما تكون مرافق الأونروا في حد ذاتها ملاذا لفصائل المقاومة"، وفق مزاعم الصحيفة.
ومن ناحية أخرى، استنكرت "ماكور ريشون" ما وصفته بأنه "تحريض بلينكن" في بداية حديثه خلال المؤتمر الصحفي.
وذكر أنه "رغم أن مواجهة عدو موجود بين المدنيين أمر معقد، إلا أن عدد القتلى في غزة مرتفع للغاية".
تغيير المسار
في حديث له مع كبار المسؤولين الذين التقى بهم، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأعضاء "مجلس الحرب"، تناول بلينكن موضوع "التغيير في المسار العسكري الإسرائيلي في غزة".
وأوضح لهم أنه "اتّفق على وفد أممي لدراسة إمكانية عودة سكان شمال قطاع غزة إلى منازلهم".
وبحسب الصحيفة، أشار وزير الخارجية الأميركي إلى "مشكلة التوتر على الجبهة الشمالية"، مؤكدا على ضرورة "إيجاد حل دبلوماسي يمنع التصعيد ويسمح للعائلات في إسرائيل وجنوب لبنان بالعودة إلى منازلهم".
وأضاف أن "جميع الشركاء -بمن فيهم قطر والإمارات والسعودية- مستعدون للحل السلمي"، لكنهم في نفس الوقت يعتقدون أن "ذلك لن يتحقق إلا من خلال مسار يؤدي إلى حل سلمي والسماح بإقامة دولة فلسطينية".
ولفت إلى أن هذه الأزمة أوضحت أنه "لا يمكن تحقيق أحد هذين الهدفين دون الآخر".
وسعيا لهذا الاتجاه، دعا بلينكن إسرائيل إلى "التعاون مع القادة الفلسطينيين للعيش في سلام مع بعضهم بعضا".
ونوهت "ماكور ريشون" إلى أن "بلينكن لم يذكر أسماء القادة الفلسطينيين في حديثه لسبب ما".
وبحسب وصف الصحيفة، عاد بلينكن بحديثه إلى "النمط المشوه، الذي يظهر مساواة واضحة بين الجانبين"، بقوله إن "على إسرائيل أن توقف الإجراءات التي تمنع الفلسطينيين من ممارسة السيادة على أرضهم، مثل عنف المستوطنين وتوسيع المستوطنات وهدم المنازل بشكل غير قانوني"، حيث يرى أن هذه الممارسات "تصعب عملية تحقيق السلام".
وبشأن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، قال بلينكن إن "السلطة تتحمل مسؤولية تغيير نفسها وإجراء بعض الإصلاحات".
وهو ما سخرت منه "ماكور ريشون"، حيث أشارت إلى "الصمت المطبق لقادة السلطة الفلسطينية منذ هجوم طوفان الأقصى (في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023)، حيث لم يكلفوا أنفسهم عناء إدانته".
من جانبه، أضاف بلينكن: "إذا كانت إسرائيل تريد من الزعماء العرب أن يتخذوا قرارات صعبة، فيتعين على إسرائيل أن تتخذ قرارات صعبة بنفسها".
وأوضح في بقية حديثه أن "العديد من دول المنطقة مستعد للاستثمار في إعادة إعمار غزة وأمنها، لدعم السلطة الفلسطينية".
لكن في نفس الوقت، لفت إلى أنه "من الضروري بالنسبة لهم أن يكون هناك طريق واضح لفهم الحقوق السياسية الفلسطينية والدولة الفلسطينية".
وشدد على أن "هذا الأمر بالغ الأهمية لوقف دائرة العنف"، وفقا للصحيفة.
المصدر: الاستقلال