ماذا يخطط الجيش الأميركي لفعله بأعدائه.. قنبلة شواذ وبرنامج جنسي سري
تعد الإباحية الجنسية، سلاح دمار شامل معنوي، في كتاب إرشادات أجهزة الاستخبارات العالمية وخاصة الغربية، لكنها أصبحت منذ سنوات، مادة للتفكير في إنتاج سلاح حقيقي من مواد كيماوية أو هرمونية، يمكن أن تؤثر على الجنود وتحولهم إلى شواذ يرفضون الحرب عبر التأثير على سلوكياتهم.
Table of Contents (Show / Hide)
قصص عديدة انتشرت أخيرا حول برامج سرية لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تتضمن السعي أو التفكير في إنتاج أسلحة جنسية أشهرها ما قيل إنه "قنبلة جنسية" أو "قنبلة الشواذ" Gay Bomb.
بعض هذه القصص تحدثت عن "برامج سرية" تديرها أيضا وزارة الدفاع الأميركية حول تمويل برنامج جديد للذكاء الاصطناعي تحت اسم مرتبط بثقافة أفلام تتعلق بممارسة "طقوس" الاعتداء الجنسي على الأطفال.
قنبلة الشذوذ!
وفي 11 مارس/آذار 2024 نشرت مجلة "لوبوان" الفرنسية قصة حول ما يُسمى "قنبلة المثلية" أو الشذوذ، وأكدت أن الجيش الأميركي وضع تصورا لها قبل عقود ومهمتها تحويل جيش العدو إلى مجموعة من الراغبين بشدة بممارسة الجنس الشاذ.
أشارت المجلة الفرنسية إلى أن المهندسين العسكريين الأميركيين فكروا بصورة جدية في تصنيع قنبلة كانت ستؤدي بمجرد إسقاطها إلى تحويل الآلاف من الجنود إلى شواذ بمجرد استنشاقهم الرذاذ الناتج عن إلقاء هذه القنابل.
أوضحت أن فكرة هذه القنابل، هي وقف الحرب أو جعل الجنود غير متحمسين لها ومن ثم تمردهم وهزيمة جيشهم.
إذ تقوم فكرتها على أنه بمجرد إسقاط القنبلة، ينجذب جنود العدو جنسيا لبعضهم البعض والنتيجة: "لن يعودوا لشن الحرب، بل سيحبون بعضهم فقط"، وفق الصحيفة الفرنسية.
أكدت أن تاريخ الفكرة يرجع إلى وثيقة صدرت عام 1994 وتحمل اسم "المضايقة والإزعاج" و"تحديد المواد الكيميائية".
وجاء في النص الذي أعده المهندسون أنه مطلوب لإنتاج وتطوير هذا السلاح مبلغا قدره 7.5 ملايين دولار.
ذكرت أن مهندسي المختبرات الأميركية يرون أن هذا السلاح "غير مميت ولكن ليس سارا للجيوش"، لأن بهذه القنابل منشطات هرمونية قوية، ومادة كيميائية ينتج عنها تحول في سلوك الجنود يميل إلى الشذوذ الجنسي.
أوضحت أنه مثلما فكر الأميركيون في إنتاج قنبلة الهدف منها "تطوير نوع من جرعة الحب القوية" على حد تعبيرهم، فكروا أيضا في فكرة قنبلة تجذب الحشرات والمخلوقات الضارة إلى موقع العدو وجعلها عدوانية.
وأيضا ابتكارات أخرى ضمن الحرب الكيماوية تتضمن "منتجات كيميائية تترك آثارا كبيرة ولكنها غير مميتة على البشر".
وتقول المجلة الفرنسية إن البنتاغون اعترف بالفعل بوجود هذه المشاريع حول قنبلة الشواذ، وأن "وزارة الدفاع ملتزمة بتحديد وبحث وتطوير أسلحة غير فتاكة تدعم رجالنا ونساءنا الذين يرتدون الزي العسكري".
ونقلت عن منظمة "صن شاين بروجكت" غير الحكومية التي تحارب إساءة استخدام التكنولوجيا الحيوية العسكرية، أن البنتاغون "قدم الاقتراح إلى أعلى هيئة مراجعة علمية في البلاد للنظر فيه"، ولكن المشروع لم يبصر النور في نهاية المطاف.
ولأنها اختراعات مثيرة للغضب، فاز مختبر "رايت"، نسبة إلى قاعدة رايت باترسون الجوية في ولاية أوهايو، وهو مختبر أبحاث القوات الجوية الأميركية بجائزة ساخرة هي "جائزة الغباء" أو "إيج نوبل" لأنه حاول صنع "قنبلة المثليين".
وجائزة "إيج نوبل" جرة تدشينها على غرار "نوبل للسلام" في عام 1991، وهي ساخرة مخصصة لـ "الغباء" أو "الحماقة" العلمية، واعطيت لاختراع القنبلة الجنسية عام 2007.
وتقدم هذه الجوائز الساخرة للأبحاث الفاشلة والمضحكة في معظم المجالات التي تغطيها جوائز نوبل الأصلية.
وعادة ما يجرى تصنيف الأبحاث الفائزة بأنها عديمة جدوى وسخيفة وغير محتملة، رغم أنه في بعض الأحيان ينتج عنها علم نافع.
أصل الفكرة
تسمى "gay bomb أو القنبلة المثلية"، وهي سلاح كيميائي غير قاتل يتم فيها تفجير مادة هرمونية تتسبب في تهييج الغريزة الجنسية للجنود وتحويلهم إلى شواذ.
وهي فكرة موجودة لدى مختبرات البحث التابعة للقوات الجوية الأميركية منذ عام 1994 تقوم على إنتاج سلاح نفسي ولكن بشكل رذاذ كيماوي يتم إسقاطه على الجيوش عبر قنابل معدة لهذا الغرض.
وينتج عنها توليد انجذاب جنسي متبادل فيما بين الجنود مما يسبب ارتباكا وهلعا جماعيا داخل فصائلهم.
يعود تاريخها إلى عام 1994، حيث قام مختبر "رايت" في ولاية أوهايو، الذي تغير اسمه إلى "مختبر أبحاث القوات الجوية الأميركية" بصياغة مقترح من ثلاث صفحات يتضمن تفاصيل العديد من الأسلحة الكيميائية غير القاتلة.
هذه الوثيقة، حصل عليها مشروع صن شاين بروجيكت Sunshine Project في النهاية عبر "قانون حرية المعلومات"، الذي يسمح بالاطلاع على هذه الوثائق.
ونشر تفاصيلها ليتبني أن سلاح "رذاذ الرذيلة" هو مشروع أميركي حقيقي له علاقة بمحاولة خلق شذوذ جنسي داخل الجيوش لخلق فوضى واضطراب داخلها في الحروب.
الوثائق التي حصل عليها مشروع "صن شاين" بموجب طلب يستند على حرية المعلومات تضمنت مقترحا لمختبر "رايت" عن مواد كيماوية يمكن رشها على مواقع العدو.
وجاء فيه أن "أحد الخيارات غير السارة ولكن غير المميتة هو رذاذ مثير قوي للشهوة الجنسية، خاصة إذا كانت المادة تسبب سلوكا مثليا".
وقد كشفت وسائل إعلام بريطانية، أنه على الرغم من غرابة هذه الفكرة، إلا أن هيئة مراقبة الأسلحة البيولوجية في أوستن، بتكساس، أكدت أن الجيش الأميركي قد عمل عليها.
وخزن الجيش معلومات عنها في قرص مضغوط عام 2000 وجرى تقديمه إلى الأكاديمية الوطنية للعلوم في عام 2002.
وتظهر الوثائق أن المختبر الأميركي المذكور طلب 7.5 ملايين دولار لتطوير هذا السلاح، بحسب صحيفة "الغارديان" 13 يونيو/حزيران 2007.
وكانت شبكة "بي بي سي نيوز" البريطانية من أوائل من ذكرت معلومات حول هذا السلاح الكيميائي في 15 يناير/كانون الثاني 2005.
قالت إن هذه الفكرة كانت ضمن أفكار عديدة حول استغلال فكرة الحرب النفسية سواء عبر إحداث انجذاب جنسي شاذ بين الجنود برذاذ هذه القنابل، أو بنشر روائح كريهة وجعل عرق الجنود كريها لبعضهم بعضا، أو جذب الحشرات لمواقع الجنود عبر قنابل بها مواد كيماوية.
كانت أفكار سلاح الجو الأميركي في وثائقه تشير إلى "العديد من المواد الكيميائية غير الفتاكة المصممة لتعطيل انضباط العدو ومعنوياته"، من بينها، مواد كيماوية تؤثر على السلوك البشري، بما في ذلك منشطات جنسية قوية.
صحف أميركية وبريطانية نقلت عن مصادر من القوات الجوية الأميركية أن الولايات المتحدة كانت تعمل على تطوير "قنبلة المثليين" منذ عام 1945، وبعد ذلك تبين أن المشروع مشبع بأفكار غير عملية وغير قابلة للتنفيذ.
نقلت عن خبراء استغرابهم واندهاشهم من هذا المشروع، متسائلين عن الكيفية التي سيحقق بها الهدف منه والمتمثل في التأثير السلبي على القدرات القتالية للعدو، مشيرين إلى أن ذلك لن يكون إلا من خلال إصابتهم بالاكتئاب على سبيل المثال.
وبعد نشر تقرير عن هذا المشروع الأميركي عام 2004، أعرب نشطاء في مجال حقوق الإنسان عن استيائهم الشديد لأن الأميركيين يفكرون في تطوير أسلحة كيميائية من هذا النوع.
ونقلت صحيفة "الغارديان" 13 يونيو 2007 عن "آرون بلكين"، مدير مركز مايكل بالم بجامعة كاليفورنيا، وصفه فكرة التأثير على السلوك الجنسي بواسطة نثر بعض "الرذاذ" بأنها مثيرة للسخرية.
وقالت مجلة "نيوساينتست" في 31 أكتوبر 2007 إنها حين طرحت سؤالا عام 2005 حول ما حدث لاقتراح فكرة "قنبلة المثليين" الأميركية، قلل البنتاغون من شأن هذه القصة.
ونُقل عن أحد المتحدثين قوله إنه "تم رفضه على الفور" وادعى آخر في عام 2005 أنه لم يتم النظر فيه مطلقا "لمزيد من التطوير"، لكن "هذه الادعاءات تتعارض مع الحقائق المعروفة"، وفق المجلة العلمية.
قالت إنه في سنة 2000، بعد ستة أعوام من اقتراح الفكرة، تم تضمين الوثيقة التي تصف "قنبلة المثليين" في قرص مدمج أنتجته مديرية الأسلحة غير الفتاكة المشتركة في البنتاغون، وتوزيعه على الهيئات العسكرية والحكومية لتشجيع المشاريع الجديدة.
وفي عام 2001، كان الاقتراح واحدًا من عدد من الاقتراحات التي طرحتها مديرية الأسلحة غير الفتاكة للتقييم من قبل لجنة علمية في الأكاديمية الوطنية للعلوم.
قالت إن أفكار أسلحة المنشطات الجنسية تندرج تحت التعريف الجديد الواسع للجيش الأميركي وهو "عوامل أو عناصر مهدئة".
وهو المصطلح الذي اختارته لـ "مادة كيميائية مضادة للأفراد تترك الضحية مستيقظا ومتحركا ولكن دون إرادة أو قدرة على تحقيق أهداف عسكرية"، وأن هناك أبحاثًا سرية كبيرة في هذا المجال.
سلاح ذكاء
ضمن الهوس الأميركي بالوسائل الجنسية في الحرب أو أعمال الاستخبارات كشفت وثائق مسربة نشرها موقع "انترسيبت" 18 مارس/آذار 2024 أن البنتاغون تمول برنامجًا جديدًا للذكاء الاصطناعي يرتبط اسمه بالشذوذ الجنسي مع الأطفال.
الموقع أوضح أن البرنامج بقيمة 40 مليون دولار، واسمه الرمزي "كاركوسا CARCOSA"، وهو نفس الاسم المستخدم في مسلسل HBO التلفزيوني "True Detective" ويتعلق بممارسة طقوس الاعتداء الجنسي على الأطفال.
موقع "انترسيبت" الأميركي لم يتهم "وكالة مشاريع أبحاث الدفاع المتقدمة" DARPA، وهي وكالة تابعة لوزارة الدفاع مسؤولة عن تطوير التقنيات الناشئة للاستخدام العسكري، بأي شيء محدد وقالت إنه لا يوجد دليل.
لكنها تساءلت: لماذا حمل برنامج اسم "كاركوسا" وهي كلمة لها دلالات سيئة ومرتبطة بالاعتداءات الجنسية على الأطفال؟
ودفع هذا خبراء أميركيين في علم النفس للتساؤل عن دلالات استخدام برنامج البنتاغون الاسم المذكور في المسلسل، والذي كان مكانا توجد فيه عصابة تدير عمليات ممارسة الجنس مع الأطفال، وتمارس طقوس الاعتداء الجنسي على الأطفال".
وقال ناشطون إن هذا الاسم له صلة أيضا بالكتاب المحظور "The King in Yellow"، الذي يقول إن "كاركوسا" هي أرض أسطورية، وموطن لشخصية خسيسة حية وميتة وشاذة، فلماذا يختار البنتاغون اسمًا مرتبطًا بالجنون والسحر والشذوذ مع الأطفال؟
وتنتج التكنولوجيا المستخدمة في هذا البرنامج صورا يتم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر وتغطي رؤية المستخدم للعالم الحقيقي.
وذلك مثل سماعة رأس "أبل" وهدفها إعطاء الجنود والقادة فرصة لمعالجة كل المعلومات التي يتعرضون لها بسهولة، بغرض السيطرة على القيادة والعمليات.
المصدر: الاستقلال