ما قصة اتفاق التعاون النووي السعودي الأمريكي.. طموح سعودي قديم وثمنه قد يكون التطبيع
يعود الاهتمام السعودي بامتلاك الطاقة النووية إلى عام 2010 الذي شهد إنشاء مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة بموجب أمر ملكي، وأعلنت حكومة المملكة في عام 2018 رغبتها في إدخال الطاقة الذرية السلمية ضمن مزيج الطاقة الوطني، والإسهام في توفير متطلبات التنمية الوطنية المستدامة التي تنص عليها رؤية المملكة الطموحة 2030.
Table of Contents (Show / Hide)
فإلى أين وصل هذا المشروع٬ وما الذي تريد المملكة تحقيقه في هذا المجال٬ وما علاقة التطبيع مع إسرائيل بهذا الأمر؟
ما هو اتفاق التعاون النووي بين أمريكا والسعودية؟
بدأ مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان زيارة للسعودية الأحد 19 مايو/أيار 2024 لإجراء محادثات من المتوقع أن تتطرق إلى اتفاق للتعاون في مجال الطاقة النووية المدنية، وذلك في إطار ترتيب أوسع تأمل واشنطن أن يؤدي لاحقاً إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية٬ بحسب رويترز.
وفيما يلي وصف للقضايا الرئيسية التي ينطوي عليها الاتفاق النووي المدني الأمريكي السعودي، وما هي المخاطر والمزايا التي قد يوفرها للولايات المتحدة والسعودية، وكيف سيتناسب مع الجهود الأمريكية للتوسط في التوافق الإسرائيلي السعودي.
- بموجب المادة 123 من قانون الطاقة الذرية الأمريكي لعام 1954، يجوز للولايات المتحدة التفاوض على اتفاقيات للمشاركة في تعاون نووي مدني مهم مع دول أخرى.
- ويحدد القانون تسعة معايير لمنع الانتشار يجب على تلك الدول الوفاء بها لمنعها من استخدام التكنولوجيا لتطوير الأسلحة النووية أو نقل المواد الحساسة إلى آخرين. وينص القانون على مراجعة الكونغرس لمثل هذه الاتفاقيات.
لماذا تريد السعودية اتفاقاً للتعاون النووي مع أمريكا؟
- باعتبارها أكبر مصدر للنفط في العالم، لا تبدو السعودية للوهلة الأولى مرشحاً بارزاً لإبرام اتفاق نووي عادة ما يهدف إلى بناء محطات الطاقة لتوليد الكهرباء.
- لكن يوجد سببان وراء رغبة الرياض في القيام بذلك؛ الأول هو أنه بموجب رؤية السعودية 2030 الطموح التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تسعى المملكة إلى توليد طاقة متجددة كبيرة وخفض الانبعاثات. ومن المتوقع أن تشارك الطاقة النووية في جزء من ذلك على الأقل.
- يشير المنتقدون إلى سبب محتمل ثانٍ وهو أن الرياض ربما ترغب في اكتساب الخبرة النووية في حالة ما إذا أرادت يوماً الحصول على أسلحة نووية لكن أي اتفاق مع واشنطن سينص على ضمانات للحيلولة دون ذلك.
- ودأب ولي عهد السعودية إلى القول إنه إذا طورت إيران سلاحاً نووياً، فإن السعودية ستحذو حذوها، وهو الموقف الذي يثير قلقاً كبيراً بين المدافعين عن الحد من انتشار الأسلحة وبعض أعضاء الكونغرس الأمريكي فيما يتعلق بالاتفاق النووي المدني المحتمل بين أمريكا والمملكة.
كيف ستستفيد أمريكا من الاتفاق النووي المدني مع السعودية؟
- ربما يكون لهذا الاتفاق مكاسب استراتيجية وتجارية. ولم تخف إدارة بايدن أملها في التوسط في ترتيب طويل الأمد ومتعدد المراحل يقود السعودية وإسرائيل نحو تطبيع العلاقات. وتعتقد الإدارة أن الدعم السعودي للتطبيع ربما يتوقف جزئياً على إبرام اتفاق نووي مدني.
- بحسب رويترز٬ تتمثل الفوائد الاستراتيجية في دعم أمن إسرائيل، وبناء تحالف أوسع ضد إيران وتعزيز العلاقات الأمريكية مع واحدة من أغنى الدول العربية في وقت تسعى فيه الصين إلى توسيع نفوذها في الخليج.
- ستكون الفائدة التجارية في وضع قطاع الصناعة الأمريكي في موقع رئيسي للفوز بعقود بناء محطات الطاقة النووية السعودية، حيث تتنافس شركات الطاقة النووية الأمريكية مع نظيراتها في روسيا والصين ودول أخرى على الأعمال التجارية العالمية.
ما هي العوائق أمام التوصل إلى اتفاق نووي مدني بين الولايات المتحدة والسعودية؟
- من المتوقع أن يأتي الاتفاق النووي المدني في إطار ترتيب أوسع بشأن التطبيع الإسرائيلي السعودي، وهو أمر لا يمكن تصوره في ظل احتدام حرب غزة٬ واستشهاد نحو 35 ألف فلسطيني منذ بدء الهجوم الإسرائيلي.
- من الصعب تصور أن السعوديين مستعدون لتطبيع العلاقات بينما يتواصل سقوط آلاف القتلى من الفلسطينيين بنيران الجيش الإسرائيلي.
ما هو الاتفاق الأوسع الذي قد يتضمنه الاتفاق النووي مع السعودية؟
- تأمل الولايات المتحدة في إيجاد سبيل لمنح السعودية عدداً من المطالب مثل اتفاق نووي مدني وضمانات أمنية ومسار نحو إقامة دولة فلسطينية وذلك في مقابل موافقة الرياض على تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
- في وقت سابق من هذا الشهر، قال سبعة أشخاص مطلعين لرويترز إن إدارة بايدن والسعودية تضعان اللمسات النهائية على اتفاق بشأن الضمانات الأمنية الأمريكية والمساعدة النووية المدنية للرياض. لكن التطبيع الأوسع بين إسرائيل والسعودية، والمتصور في إطار "الصفقة الكبرى" في الشرق الأوسط، لا يزال بعيد المنال.
ما هي القضايا الرئيسية التي يجب حلها في الاتفاق النووي السعودي الأمريكي؟
- إحدى القضايا الرئيسية هي ما إذا كانت واشنطن ستوافق على بناء منشأة لتخصيب اليورانيوم على الأراضي السعودية، ومتى يمكنها أن تفعل ذلك، وما إذا كان يمكن لموظفين سعوديين دخولها أم أنها ستدار من قبل موظفين أمريكيين فقط في سياق ترتيب يتيح سيطرة أمريكية حصرية على المشروع.
- بدون إدراج ضمانات صارمة في الاتفاق، سيكون بإمكان السعودية، التي تمتلك خام اليورانيوم، من الناحية النظرية استخدام منشأة التخصيب لإنتاج اليورانيوم عالي التخصيب، والذي، إذا جرت تنقيته بدرجة كافية، يمكن أن ينتج المواد الانشطارية اللازمة لصنع القنابل.
- المسألة الأخرى هي ما إذا كانت الرياض ستوافق على القيام باستثمار سعودي في محطة لتخصيب اليورانيوم مقرها الولايات المتحدة وتكون مملوكة للولايات المتحدة، أو ما إذا كانت ستوافق على الاستعانة بشركات أمريكية لبناء مفاعلات نووية سعودية.
المصدر: عربي بوست