وقالت المجلة الأمريكية إن الدراسة تهدف إلى تحديد ما إذا كانت الاحتجاجات الطلابية ضد الحرب في غزة والتي اجتاحت حرم الجامعات الأمريكية في الأشهر الـ7 الماضية كانت مقتصرة على كليات النخبة.
باستخدام بيانات من اتحاد إحصاء الحشود بجامعة هارفارد، الذي يتتبع الاحتجاجات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، والتقارير الإخبارية عن الاحتجاجات والمخيمات في الكليات، كشفت الدراسة أنه في معظم الحالات، لم تشهد الكليات التي لديها عدد أكبر من الطلاب الحاصلين على منحة بيل غرانت (منح اتحادية للطلاب ذوي الدخل المنخفض) والطلاب من ذوي الدخل المتوسط والمنخفض احتجاجات في حرمها الجامعي.
وبحسب الدراسة، فقد أظهرت الرسوم البيانية فقط ما إذا كانت الكليات قد شهدت احتجاجات أو معسكرات في حرمها الجامعي أم لا، لكنها لم تحدد النسبة المئوية للطلاب الذين شاركوا فيها.
نتائج الدراسة
أظهرت النتائج أن غالبية الكليات التي شهدت اندلاع احتجاجات أو إقامة مخيمات كانت تلك التي كان فيها الطلاب من متلقي منحة بيل غرانت يمثلون أقل من 40%، في حين شهدت الكليات التي كان فيها الطلاب من متلقي منحة بيل غرانت يمثلون ما بين 40:60% احتجاجات أكثر من إقامة المخيمات.
وبين الجامعات الخاصة أظهرت البيانات بوضوح أن الغالبية العظمى من المخيمات أقيمت في جامعات ذات رسوم دراسية أعلى وأدنى نسبة من الطلاب من متلقي منحة بيل غرانت.
وبينما شهدت بعض الكليات الخاصة ذات معدلات الرسوم الدراسية المعتدلة، والتي مثل فيها الطلاب الحاصلون على منحة بيل غرانت ما يصل إلى 60% احتجاجات، لم تشهد الكليات ذات الرسوم الدراسية المنخفضة وعدد أكبر من الطلاب الحاصلين على منحة بيل غرانت معسكرات أو احتجاجات.
وكان هذا الاتجاه أقل وضوحاً بكثير بين الكليات العامة، حيث انتشرت المعسكرات والاحتجاجات على نطاق أوسع مقارنة بالمؤسسات الخاصة. ومع ذلك، لم تشهد الكليات العامة التي يتطلب الالتحاق بها رسوم دراسية أقل وغالبية طلابها من متلقي منحة بيل غرانت معسكرات أو احتجاجات.
كليات النخبة
وعزت الدراسة التي نشرتها مجلة واشنطن الشهرية سبب ضعف مشاركة الطلاب الذين ينحدرون من الأسر ذات الدخل المنخفض في التظاهرات أو مخيمات الاحتجاج إلى أنهم يتحملون مسؤوليات أكثر إلحاحاً مثل الوظائف أو الأقارب الذين يجب الاعتناء بهم.
ولكن لماذا تتركز الاحتجاجات في كليات النخبة مقارنة بتلك التي لديها نسب أكبر من طلاب الطبقة العاملة؟ أحد التفسيرات المحتملة هو أن الكليات الأكثر انتقائية والأكثر ثراءً تجتذب وتشجع الطلاب الذين يتمتعون بعقلية عامة ونشاط اجتماعي أكبر، بحسب الدراسة.
أضف إلى ذلك أن بعض الكليات تحظى بتاريخ وثقافة احتجاجات الحرم الجامعي، كما هو الحال مع جامعة كولومبيا.
لِمَ لا وقد كانت أول من اتخذت موقفاً مطالباً بمقاطعة نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، ولطلابها مواقف منددة بحرب فيتنام. وقد تصدرت مشهد الاحتجاجات المطالبة بوقف الحرب على غزة.
بدأت الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في العديد من الجامعات في جميع أنحاء العالم يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عندما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي شن حرب على غزة امتدت لحوالي ثمانية أشهر حتى الآن.
وسُلطت الأضواء بشكل أكبر على الاحتجاجات في أبريل/نيسان الماضي عندما أقام المتظاهرون في جامعة كولومبيا مخيماً في الحرم الجامعي، وطالبوا بسحب الاستثمارات من الشركات المتواطئة مع إسرائيل.
وقد اكتسبت هذه الاحتجاجات الطلابية زخماً عالمياً وامتدت لتشمل جامعات أوروبية وآسيوية أيضاً.
المصدر: العربي الجديد