فاتورة حرب غزة “الأغلى” في تاريخ إسرائيل الذي لم يحقق أهدافه.. بالأرقام
صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية أقرت بالخسائر الفادحة التي تكبدها الكيان الإسرائيلي في حربه ضد حماس، مؤكداً أن التكلفة المالية والخسائر البشرية هي الأكبر في تاريخه في سياق حديثه عن التداعيات الاقتصادية والاجتماعية والنفسية للحملة العسكرية الوحشية.
Table of Contents (Show / Hide)
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إنه بعد ثلاثة أشهر من الحرب لم تحقق قوات الاحتلال أهدافها من الحرب الوحشية. وعلى العكس تكبدت تكاليف تاريخية وواجهت صعوبات لم تعرف مثلها منذ بدء الحملة العسكرية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ولحقت أضرار مادية فادحة بالمباني والبنى التحتية خاصة في منطقة غلاف غزة، كما ازدادت الأضرار في المناطق والبلدات القريبة من الحدود اللبنانية.
تكلفة حرب الاحتلال على غزة بالأرقام
وبلغت تكلفة اليوم الواحد لجيش الاحتلال الإسرائيلي، في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2023، مليار شيكل يومياً. ويشمل ذلك تكلفة قوات الاحتياط التي جرى تجنيد 360 ألفاً منها في بداية الحرب.
وبعد تسريح عشرات آلاف الجنود في الأيام الأخيرة، تبلغ التكلفة اليوميّة حالياً نحو 600 مليون شيكل، بمعنى أن التكلفة العامة منذ بدء الحرب وحتى اليوم تزيد عن 217 مليار شيكل (الدولار الواحد يساوي نحو 3.66 شواكل).
وتتراوح تكلفة الأضرار المادية بين 5 و7 مليارات شيكل في البلدات المحاذية للحدود مع لبنان، بالإضافة إلى ما بين 15 و20 مليار شيكل في منطقة غلاف غزة.
وتشمل هذه التكلفة ميزانيات معارك الجيش، وكذلك المساعدات الواسعة التي يحتاجها الاقتصاد الإسرائيلي في شتى المجالات.
ويعاني الاحتلال من عجز ضخم يصل إلى نحو 111 مليار شيكل في الموازنة العامة للدولة الأمر الذي سيتطلب لاحقاً إجراء تقليصات وزيادة الضرائب بنحو 67 مليار شيكل، ما سيقود إلى تدني مستوى العيش، وتداعيات أخرى على المستوطنين.
وأردفت “يديعوت أحرنوت” أن الاحتلال الإسرائيلي تأثر بخسائر شملت العديد من المجالات، منها الأمن الشخصي والاقتصاد، وعلى المستوى الاجتماعي وغيره، ولم يحقق أهداف الحرب التي وضعها، ومنها تفكيك قدرات حركة حماس، وإعادة أسرى إسرائيليين.
تقليص أهداف الاحتلال في غزة
وأوضحت يديعوت أحرنوت أن هدف الاحتلال من حرب غزة تقلّص من القضاء على الحركة في بداية العملية العسكرية، إلى تفكيكها ومنذ تجديد المفاوضات من أجل صفقة جديدة فإن محاولات تخليص أسرى إسرائيليين أحياء قد فشلت.
وفشل الاحتلال الإسرائيلي في تحقيق أهداف أخرى من الحرب مثل اغتيال مسؤولين كبار في القيادة العسكرية للمقاومة الفلسطينية، وفي مقدمتها قيادات من حركة حماس مثل محمد الضيف ومروان عيسى ويحيى السنوار ومحمد السنوار.
وفضلاً عن ذلك كانت عمليات قوات الاحتلال في غزة بطيئة على الرغم من أن قوات نخبة تقودها إلى جانب سبعة ألوية، تقوم بعمليات مداهمة يومية ضد منظومة الدفاع الخاصة بالقسام الجناح العسكري لحركة حماس.
خسائر بشرية وإعاقات دائمة
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات سابقة لهرتسي هاليفي رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال وذكر فيها بأن “لا وجود لطرق مختصرة وحلول سحرية في هذه الحرب”.
وأعلنت قوات الاحتلال حتى الآن مصرع 177 جندياً، منذ بداية الحرب البرية وأكثر من 511 منذ بدء عملية “طوفان الأقصى”، فيما أشارت تقارير إسرائيلية في الأيام الأخيرة إلى أن عدد الجنود المعاقين قد يصل إلى 20 ألفاً في نهاية الحرب مع إعاقات دائمة.
ووفق المصادر فإن تلك الأرقام لم يشهد جيش الاحتلال الإسرائيلي مثلها منذ حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973 وحرب لبنان الأولى، وهي مرشحة للازدياد نظراً إلى أن الحرب لم تنته بعد.
وتحدثت “يديعوت أحرنوت” عما وصفته بتفكك اجتماعي داخل الاحتلال الإسرائيلي، نظراً إلى أن الفنادق حوّلت حياة المستوطنين إلى “طنجرة ضغط” اجتماعية، وفق وصف الصحيفة.
وقلبت تلك الفنادق حياة روادها رأساً على عقب، بعد قضائهم ثلاثة أشهر خارج البيت، ووجود الأهالي مع الأولاد في غرف صغيرة وكل ذلك أدى إلى تغير عادات الحياة اليومية والتعليمية لديهم وازدياد الصعوبات النفسية.
خوف وذعر
وتسود حالة من الخوف والذعر في أوساط المستوطنين الإسرائيليين، للافتقاد للأمن الشخصي، ولهذا يجري الإقبال الكبير على طلبات الحصول على رخص الأسلحة.
وتقول يديعوت أحرنوت إنه من بدء الحرب تقدّم نحو 288 ألف إسرائيلي بطلبات للحصول على رخصة حمل سلاح، وهو رقم غير مسبوق.
وجرى حتى اليوم استصدار نحو 45 ألف رخصة جديدة، بالإضافة إلى نحو 70 ألف موافقة تنتظر استكمال الإجراءات.
كما تم إقامة فرق حراسة مسلّحة في العديد من البلدات، بما فيها “بلدات في وسط البلاد” كجزء من استخلاص العبر بعد أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر في منطقة غلاف غزة.
المصدر: العهد