الاستطلاع الذي نشرته الإذاعة العامة الإسرائيلية "كان" اليوم، الأحد، اكد ان الاوضاع الداخلية في الكيان الاسرائيلي تمثل الدافع الرئيس للهجرة لأغلب المستطلعين خصوصا تنامي قوة الحريديم (المتدينين).
اغلب الراغبين في الهجرة هم من احزاب اليسار والوسط في حين ذهب آخرون الى تبرير الهجرة بعجز الساسة عن الوصول الى حلول تفاوضية حول قانون اصلاح القضاء ما يؤكد عمق الشرخ داخل المجتمع الصهيوني المحتل لأرض فلسطين وتراجع الثقة بالنظام السياسي.
الانقسام بات خارج السيطرة في ظل نخبة سياسية متصارعة فيما بينها وعاجزة في الآن ذاته امام القوى اليمينية المتشددة على طرفي الانقسام العلماني والديني.
الازمة المجتمعية والنخبوية داخل الكيان تحولت الى ازمة سياسة مزمنة بكلف اقتصادية متزايدة بعد ان كشفت التقديرات لشهر فبراير / شباط سحب شركات التكنولوجيا الفائقة اكثر من 9 مليارات دولار من حساباتها في الكيان وهو رقم مرشح للارتفاع بعد نقل العديد من الشركات نشاطها خارج الكيان وتشجيعها موظفيها على الانتقال الى افرعها في الخارج؛ فالنزيف الديموغرافي المتوقع يقترن برؤوس الاموال والشركات عالية التقنية من الكيان الاسرائيلي؛ ما يعطي الحراك الديموغرافي معاني سياسية واقتصادية واجتماعية.
الارقام لا تكذب؛ فالشرخ الاجتماعي والسياسي والثقافي والاقتصادي يدفع أفراداً من الطبقة المتوسطة عالية الدخل وعالية المهارة للتفكير بجدية بالهجرة الى جانب مجموعات ليبرالية تقف اقصى يسار المجتمع الصهيوني وهي تقدر -بحسب الاستطلاع- بأكثر من مليوني من اصل 7 ملايين ونصف نسمة.
الفشل مؤسسي وسياسي؛ فالإحصاءات تشير الى تراجع الهجرة اليهودية الى فلسطين المحتلة في مقابل ارتفاع معدل المغادرين للاراضي المحتلة للعام 2022 و2021. عبرت عنه وزارة الهجرة والاستيعاب الاسرائيلية بفشلها وقف التراجع في معدل الهجرة من فرنسا وضعف فاعلية الهجرة من اوكرانيا التي حولت الكيان لمحطة انتقال لأوروبا واميركا وكندا واستراليا، الى جانب صعوبات كبيرة واجهها نشاط الوكالة اليهودية في روسيا افضى الى اغلاقها في العام 2022.
ختامًا
الارقام مرشحة للارتفاع في حال توسع المواجهات بين الكيان الصهيوني والمقاومة الفلسطينية، فالمواجهات المتوقعة خلال الاسابيع والاشهر القليلة المقبلة ستحول النوايا الى افعال لدى العديد من المستطلعين اليهود في حال اندلاع مواجهات واسعة مع الفلسطينيين بالتزامن مع الانقسام المجتمعي والسياسي داخل الكيان الصهيوني.
*حازم عياد كاتب صحفي في العلاقات الدولية
المصدر: السبيل