العلاقات بين الكيان الاسرائيلي والكيان السعودي قديمة منذ ان أنشأ هذان الكيانان، وان العلاقات السرية شيء والعلاقات العلنية شيء آخر، فالعلاقات السرية بين الرياض وتل ابيب مستمرة منذ فترة طويلة، وهناك تعاون وتبادل لكثير من المعلومات والملفات ولكنها غير علنية، وان هذين الكيانين الاسرائيلي والسعودي ترعاهما الولايات المتحدة الامريكية والغرب، للسيطرة على المنطقة واثارة الفتنة والحروب، وديمومية الضعف في هذه المنطقة.
الاعلام يحاول الان بث مؤشرات للتمهيد للتطبيع كي يرى ردّات الفعل ومن ثم يكون امراً واقعاً، وان السعودية في مأزق الان، على اعتبار ان رعاية الحج والحرمين الشريفين تعطيها مكانة واعتباراً اكثر من النفط وموقعها الجغرافي والسياسي، وهي الان متخوفة من هذا الجانب، وايضاً تعاني تناقضاً بين الثقة وعدم الثقة، فهي لا تريد ان تعلن عن هذا التطبيع نتيجة ان محور المقاومة يمكن ان يكسب ثقة الجماهير عندما تنحدر السعودية في مستنقع التطبيع بشكل علني وهذا ما يشكل خطراً عليها.
فما المغزى من ان يجلب بايدن معه مسؤولاً اسرائيلياً عندما يزور السعودية بعد زيارته لتل ابيب؟! في حين ان الصهاينة يزورون المملكة منذ مدة سراً وكان هناك مؤشرات بانها لم تعد سراً، وهذا ما كشف عنه صحفيون اسرائيليون كانوا يرافقون مسؤولين عسكريين وضباط ومسؤولين في الموساد، كما لم يعد سراً ان نتنياهو كان قد زار نيوم، ايضاً لم يعد سراً بان مائير اردوغان الرئيس الاسبق للموساد زار عام 2010 السعودية، بمعنى ان هذا الامر ليس جديداً، انما الجديد هو هل سيكون هناك استعداد لدى السعودية لاعلان الموضوع رسمياً أم لا؟!
هناك خطوات بدأ الحديث عنها، وآل سعود لم ينفونها، وهناك مؤشرات بانهم سيفعلونها، باعتبار ان هناك ثلاث نقاط اساسية، بات من المؤكد ان تصبح السعودية جزءاً من اتفاقية كامب ديفيد والسماح للطيران الاسرائيلي باستخدام الاجواء السعودية، وفي موضوع التعاون الامني بذريعة مواجهة خطر المسيرات والصواريخ الباليسية اي المنتدى الاقليمي للدفاع الجوي الذي يروجون له منذ مدة.
ثمة استحقاقات على ذمة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يجب ان يؤديها للولايات المتحدة الامريكية والكيان الاسرائيلي ليثبت حكمه اكثر فأكثر. وعلاقة بن سلمان مع القيادة الامريكية ليست جيدة، وعليه ان يقدم الكثير من التنازلات ومنها موضوع التطبيع مع الكيان الاسرائيلي.