"نيوم".. خلية نحل تقود خطة إصلاح عملاقة للاقتصاد السعودي

وأضاف النصر في مقابلة مع تلفزيون "اقتصاد الشرق"، في ذلك الوقت، أن التسارع هو الصفة المثلى لوصف مشروع "نيوم"، حيث تتسارع عمليات البناء والإنشاءات بوتيرة عالية، مع "انتقالنا من مرحلة وضع التصاميم إلى مرحلة التنفيذ للمرحلة الأولى"، التي يُتوقّع إنجازها مع حلول العام 2030.

وأشار إلى أن "مشروع نيوم ضخم جداً، ويتطلب العمل ليلاً نهاراً، ولسنوات طويلة".

واعتبر النصر أن المشروع يمثل "أكبر فرصة استثمارية متاحة في العالم بمجال العقار، سواء للاستثمار أم التطوير أم لشركات الخدمات والمرافق.

وتصل استثمارات المرحلة الأولى من مدينة "نيوم" إلى 1.2 تريليون ريال سعودي (327 مليار دولار).

وتتضمن الاستثمارات في "نيوم" دعماً حكومياً تتراوح قيمته بين 200 و300 مليار ريال (54-80 مليار دولار)، إلى جانب استثمارات صندوق الاستثمارات العامة (الصندوق السيادي) التي تصل إلى 500 مليار ريال (133 مليار دولار).

- ما أحدث الخطوات؟ أحدث خطوات التسارع في العمل بمدينة "نيوم" أعلنت عنها الشركة المشرفة على المشروع الثلاثاء 7 يونيو 2023.

وقالت الشركة، في بيان، إنها نجحت في جذب استثمارات بقيمة 21 مليار ريال (5.6 مليارات دولار) من أجل تمويل تطوير المرحلة الأولى من مجتمعاتها السكنية لاستيعاب العاملين في المشروع.

وأضافت أنها أبرمت العقود النهائية للبدء بتطوير المرحلة الأولى من توسعة مناطق إسكان العاملين في المدينة.

وذكرت أن الاتفاقيات تشمل إنشاء 10 مجمعات سكنية تستوعب 95 ألف ساكن من العاملين في مشاريع "نيوم" المختلفة مع نهاية المرحلة الأولى.

وأشارت إلى أنه "من المتوقع طرح المرحلة الثانية من مشروع المجمعات السكنية المؤقتة للترسية خلال الأشهر المقبلة".

وسبق هذه الخطوة إعلان شركة "نيوم"، في 30 مايو الماضي، حصول شركة "SIBS" الماليزية، على عقد لبناء أكثر من 35 مبنى سكنياً للموظفين.

وتحتوي المباني السكنية المزمع تسليمها في 2024، على نحو 2000 شقة، مجهزة بكامل الاحتياجات لموظفي الهندسة والتخطيط والبناء.

وبحسب العقد الموقع بين الطرفين، ستسلم شركة "SIBS" المباني للشركة السعودية في الربع الثالث من 2024.

- لا بد من الطاقة النظيفة.. وفي مايو أيضاً، وهو الشهر الذي شهد ذروة للإعلان عن مشاريع "نيوم" منذ بداية العام 2023، أعلنت الشركة عن توقيع وثائق مالية مع 23 من البنوك والشركات الاستثمارية المحلية والإقليمية والدولية لإنشاء مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر بقيمة إجمالية للاستثمارات قدرها 8.4 مليارات دولار في المدينة.

كما قالت شركة "نيوم"، في 22 مايو الماضي، إنها أبرمت اتفاقية بقيمة 6.7 مليارات دولار مع شركة "إير برودكتس"، من أجل أعمال الهندسة والمشتريات والبناء.

وضمن خططها لتطوير العمالة فيها وتسريع العمل أعلنت "نيوم" أيضاً، في 20 مايو، عن توافر نحو 400 فرصة عمل لديها، في مختلف التخصصات للرجال والنساء، وذلك لحملة شهادة الثانوية والدبلوم والبكالوريوس، برواتب تنافسية وحوافز مجزية.

- الميناء على خارطة التطورات.. ونتيجة لأهمية توفير الإمدادات والدعم اللوجستي للمدينة الجديدة، افتتحت "نيوم"، في 17 مايو الماضي، "ميناء نيوم" أمام المستثمرين وقطاع الأعمال للبدء بأعمال المرحلة الأولى من تطوير الميناء، عبر ترسيه عقود لإنشاء عدد من الرافعات المتنقلة ومحطات الحاويات وغيرها من التجهيزات.

جاء ذلك بعد أن أعلنت "نيوم"، العام الماضي، عن انتقال إدارة ميناء "ضباء" من الهيئة العامة للموانئ إلى "نيوم" وتغيير تسميته إلى "ميناء نيوم"، تماشياً مع سياسات التحول الوطنية لتنظيم عمل الموانئ وتحويلها إلى مراكز لوجستية عالمية.

والميناء يقع في "أوكساجون" للصناعات المتقدمة والمستدامة، ويعد البوابة التجارية البحرية الرئيسة للدخول إلى المنطقة الشمالية الغربية من السعودية.

- لماذا هذا التسارع؟ كل تلك التحركات تتوافق مع تصريحات لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قال فيها، بيوليو الماضي، إن منطقة نيوم الاقتصادية ستُطرح في الغالب للاكتتاب العام في العام 2024، حسب وكالة "واس".

ووفق الأمير بن سلمان، فإن مدينة "نيوم" ستضيف ما يزيد على تريليون ريال (266 مليار دولار) لحجم سوق الأسهم السعودية في البداية وصولاً على ما يزيد على 5 تريليونات مستقبلاً (1.3 تريليون دولار).

وأشار إلى أن لدى حكومته أهدافاً كبيرة لـ"جعل السعودية من بين أكبر 3 أسواق أسهم على الكوكب".

- معلومات وتفاصيل.. مشروع "نيوم" أطلقه ولي العهد السعودي في العام 2017، ويقع في أقصى شمال غرب السعودية بـإمارة منطقة تبوك، ويستهدف تحويل المملكة إلى نموذجٍ عالمي رائد في مختلف جوانب الحياة.

ويركز المشروع على استجلاب سلاسل القيمة في الصناعات والتقنية داخل المشروع، ومن المقرر الانتهاء من المرحلة الأولى لـ"نيوم" بحلول عام 2025.

وتتولى "شركة نيوم"، التي أسست في يناير 2019، عمليات تطوير منطقة "نيوم" والإشراف عليها، وهي شركة مساهمة مقفلة برأسمال مدفوع بالكامل وتعود ملكيتها إلى صندوق الاستثمارات العامة.

وستعمد الشركة إلى إنشاء مدن جديدة وبنية تحتية كاملة للمنطقة تشمل ميناءً، وشبكة مطارات، ومناطق صناعية، ومراكز للإبداع لدعم الفنون، ومراكز للابتكار تدعم قطاع الأعمال، إضافة إلى تطوير القطاعات الاقتصادية المستهدفة.

المصدر: الخليج اونلاين