هل تسعى واشنطن بجدية لمنع توسيع رقعة الحرب في لبنان.. وساطة زائفة
أثار تراجع واشنطن عن موقفها السابق الرافض لمد إسرائيل بأسلحة جديدة الشكوك في حقيقة وساطتها لخفض التصعيد على الجبهة اللبنانية بين حزب الله وجيش الاحتلال.
Table of Contents (Show / Hide)
![هل تسعى واشنطن بجدية لمنع توسيع رقعة الحرب في لبنان.. وساطة زائفة](https://cdn.gtn24.com/files/arabic/posts/2024-06/thumbs/2024-06.webp)
ففي الوقت الذي "أرسلت فيه واشنطن على وجه السرعة مبعوثها الخاص إلى لبنان في الثامن عشر من يونيو/ حزيران 2024 "للتوسط" في الوضع بين لبنان وإسرائيل، أعلنت أميركا أنها ستواصل تسليم الأسلحة لإسرائيل".
تصعيد متواصل
تقرير الموقع الصيني أشار إلى أن هذه المواجهة المتبادلة بين حزب الله وجيش الاحتلال، تأتي في ظل جولة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بدأت في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ودعما لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) شن حزب الله هجمات صاروخية من جنوب لبنان باتجاه شمال إسرائيل في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وردت إسرائيل بغارات جوية وقصف مدفعي، ما أدى إلى اشتباكات يومية تقريبا في المناطق الحدودية بين الطرفين.
وتوالى التصعيد بين حزب الله وإسرائيل، فأصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي بيانا في 18 يونيو/ حزيران 2024 أفاد فيه "بأن خطط العمليات الهجومية ضد لبنان تمت الموافقة عليها ودخلت حيز التنفيذ، حيث قام العديد من القادة بتقييم الوضع بين إسرائيل ولبنان".
ترافق هذا البيان مع تصريح وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس في نفس اليوم، إذ هدد فيه حزب الله ولبنان قائلا: "الحرب الشاملة ستدمر حزب الله وستلحق أضرارا جسيمة بلبنان".
وحسب تقرير الموقع الصيني فإن هذه التصريحات والإجراءات التصعيدية الأخيرة من إسرائيل، لا تعني بالضرورة بداية حرب شاملة بين بيروت وتل أبيب.
ضربة قوية
ونقل الموقع عن وكالة "أسوشيتد برس" قولها "إن أي خطط للعمليات تتطلب في نهاية المطاف موافقة القيادة الإسرائيلية، ما يعني أن موافقة الجيش الإسرائيلي على خطط العمليات لا تعني بالضرورة بدء الهجوم الفوري، بل تشير إلى أن الجيش الإسرائيلي بات مستعدا لتوجيه ضربة قوية، بعد أشهر من الصراع المستمر مع حزب الله".
وأشار التقرير إلى "أنه حتى الآن لم تتضح بعد تفاصيل خطط العمليات التي تمت الموافقة عليها"، واستعرض أوجه التصعيد الأخيرة بين الطرفين.
في 12 يونيو/ حزيران 2024، تعرضت المناطق الشمالية من إسرائيل لهجوم بحوالي 160 صاروخا من لبنان، و"هذا الهجوم يعد الأكبر من نوعه منذ اندلاع الجولة الجديدة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023".
وأردف: "وقد أكد حزب الله أنه لن يوقف هجماته على إسرائيل، إلا إذا جرى تحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة".
وفي تطور لافت، يشير التقرير إلى ما بثه حزب الله في 18 يونيو/ حزيران 2024، حيث "نشر حزب الله مقطع فيديو مدته حوالي 10 دقائق، يظهر فيه منشآت صناعية عسكرية مهمة في إسرائيل، بالإضافة إلى مرافق تخزين النفط والمرافق اللوجستية في مدينة حيفا الساحلية".
وحسب التقرير "فإن هذه هي المرة الأولى التي ينشر فيها حزب الله مقطع فيديو جوي بهذا القرب من المناطق الداخلية لإسرائيل".
"ردع" إسرائيل
وذكرت وسائل الإعلام التي يسيطر عليها حزب الله أن الهدف من هذا الفيديو هو "ردع" إسرائيل، وفق ما أفاد التقرير الصيني.
كذلك أوضح التقرير تعاطي وسائل الإعلام العبرية مع هذا الفيديو، إذ "فسرته على أنه دليل على قدرة حزب الله على اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية وتنفيذ عمليات عسكرية".
واستنادا لبيانات "أسوشيتد برس"، أفاد التقرير بأنه "منذ اندلاع الجولة الحالية من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أدت ضربات الجيش الإسرائيلي ضد حزب الله إلى مقتل أكثر من 400 شخص في لبنان، من بينهم 70 مدنيا، بينما قُتل أكثر من 20 شخصا في إسرائيل نتيجة هجمات حزب الله، بينهم 10 مدنيين".
وعلى الجانب الإسرائيلي، لم يمر يوم الثامن عشر من يونيو/ حزيران 2024، دون تصعيد من جانب الاحتلال ضد حزب الله.
وذكر التقرير أن "جنود الاحتياط الإسرائيليين شاركوا في تدريبات عسكرية في شمال إسرائيل بمدينة شيمونا، كما أعلن الجيش الإسرائيلي في نفس اليوم أن خطط العمليات الهجومية ضد لبنان قد تمت الموافقة عليها".
ولفت إلى أنه "خلال الفترة الماضية، كانت الاشتباكات بين الطرفين شديدة بشكل خاص، فقد قُتل القائد الكبير في حزب الله طالب عبد الله في 11 يونيو/ حزيران بغارة إسرائيلية".
وأعقب ذلك "شن حزب الله أكبر هجوم صاروخي منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023 على إسرائيل".
ولم يتوقف التصعيد الإسرائيلي عند هذا الحد، فيشير الموقع إلى أنه "في 17 يونيو/ حزيران، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل محمد مصطفى أيوب، وهو (شخصية رئيسة) في قسم الصواريخ والقذائف التابعة لحزب الله في جنوب لبنان".
من ناحيته، رد حزب الله بإطلاق 4 قذائف على إسرائيل في 18 يونيو/ حزيران وتم اعتراضها جميعا، حسبما قال الجيش الإسرائيلي.
كما ينقل التقرير تصريحات هيئة خدمات الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية، والتي أفادت بأن "حطام طائرة بدون طيار انتحارية أشعل حريقا في المناطق الشمالية من إسرائيل".
نفاق دبلوماسي
ودخلت واشنطن على خط الأزمة، إذ يوضح التقرير أنه "في نفس يوم هجوم حزب الله في 18 يونيو/ حزيران، كان المبعوث الخاص للرئيس الأميركي، آموس هوكستين، يزور العاصمة اللبنانية بيروت، حيث التقى برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وكبار ضباط الجيش اللبناني، ورئيس مجلس النواب نبيه بري".
ونقل التقرير تصريح مكتب ميقاتي خلال لقائه مع هوكستين، إذ أخبره "أن لبنان لا يسعى إلى تصعيد الوضع".
في المقابل، أشار المبعوث الأميركي إلى أنه أُرسل على لبنان للتوسط في الوضع المتوتر، بعد زيارة قصيرة إلى إسرائيل. مؤكدا أن "الولايات المتحدة تأمل في تجنب التصعيد إلى حرب أكبر".
ورأى الموقع الصيني أن واشنطن "تناقض نفسها"، حيث قال "في الوقت نفسه، الذي تعمل الولايات المتحدة فيه على (إطفاء الحرائق) من جهة، تسهم في (إشعال النيران) من جهة أخرى".
وتابع موضحا: "ففي الـ 18 من ذات الشهر (يونيو/ حزيران)، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من واشنطن أنه نظرا للتهديدات الأمنية التي تواجهها إسرائيل من قطاع غزة وحزب الله وإيران، فإنهم قرروا "تأجيل" شحنة من القنابل فقط إلى إسرائيل، بينما يستمر بقية الدعم للجيش الإسرائيلي كالمعتاد".
المصدر: الاستقلال