المقاومة الفلسطينية منذ عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي تواجه مواجهات متعددة الجبهات، ففي الوقت الذي تواجه فيه قوات الاحتلال ميدانيًا وتكبدها خسائر فادحة لا ينكرها منصف، هناك جبهة أخرى لا تقل ضراوة تتعرض فيها لحملات ممنهجة فريدة من نوعها، تلك التي تتخذ من منصات التواصل الاجتماعي ساحة لها.

إن دخول الجيش اليمني والحوثيين في هذه المعركة تم بينما لم تكن إسرائيل وأمريكا فقط، بل كل الدول الغربية والأنظمة العربية، ترافق إسرائيل في قتل الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة.

أكثر من نصف الإسرائيليين يعتقدون إن جيشهم لن يستطيع هزيمة "حماس"، في وقت يعتقد نحو 22% منهم أن تل أبيب خسرت بالفعل الحرب ضد المقاومة الفلسطينية، في وقت تراجعت شعبية نتنياهو إلى 29%.

عودة الزخم الشعبي والوجداني والرمزي والسياسي لقضية الفلسطينية، والتأكيد من الجميع (نحو 92% من العينة).

مهما يكن من نتيجة محاكمة "إسرائيل"، يبقَ أن هذا اليوم سيكون علامة فارقة في تاريخ العالم، الذي يشهد نهضة "الجنوب العالمي" في مواجهة القوة الظالمة والبطش والاستعمار متعدد الوجوه.

استطلاع رأي أجراه "المركز العربي" للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، أظهر اهتماما عربيا واسعا بالحرب الحالية في قطاع غزة وتأييدا جارفا للمقاومة الفلسطينية و"طوفان الأقصى" التي بدأتها "حماس" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وارتفاعا في رفض السعوديين التطبيع من 38% في 2022 إلى 68%% الآن.

حماس لم تكن (أبدا) عدوا لأي بلد عربي ولو اختلفت مع سياساته أو قيادته بل ترحب بالتواصل مع كل الأنظمة العربية، وبأي دعم أيا كان نوعه وقدره..

لم يتساءل كيربي ولم يسأله أحدٌ عن ماهية الفكرة التي يصعب على العمل العسكري القضاء عليها، مما يستوجب التدخل لاستجلاء غموض الناطق الأميركي.

لم يسقط الغرب أخلاقيا في حرب غزة فقط، بل أصبحت مشاريعه مهددة كنتاج لدعمه هذه الحرب القذرة.

محكمة العدل الدولية في 11 يناير/ كانون الثاني الجاري، تعقد أولى جلساتها للنظر بالدعوى التي رفعتها جمهورية جنوب إفريقيا ضد إسرائيل على خلفية اتهام الأخيرة بارتكاب إبادة جماعية في غزة.