تصريحات رئيسي جاءت ردا على تصريحات جيك سوليفان التحريضية التي ترغب باعادة المنطقة الى مناخ التوتر والاضطراب التي سبقت المصالحة السعودية الايرانية الموقع عليها في العاصمة الصينية أبريل الماضي؛ خصوصا أن سوليفان استبق زيارته الى الرياض بإلقاء كلمة أمام معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى [الذراع البحثي للوبي الإسرائيلي] احتوت على جملة تحريضية على ايران كاشفا رغبة واشنطن في اتباع مسار تصعيدي لاعاقة جهود المصالحة السعودية الايرانية واستبدالها بمسار تطبيعي يجمع الكيان الصهيوني بالمملكة العربية السعودية.
السعودية ورغم انها ابدت ممانعة للانضمام للمسار التطبيعي الذي يتجاهل الحقوق العربية في فلسطين وعلى راسها اقامة دولة وعاصمتها القدس وفقا للمبادرة العربية التي تقدم بها السعودية لقمة بيروت قبل عقدين من الزمن؛ فان إدارة بايدن لازالت تعول على امكانية هندسة ورسم الاقليم وفقا للمصالح الاسرائيلية مبتعدة فيها عن تحقيق المصالح العربية والاستقرار في الاقليم الذي ترى فيه تهديد لمبررات وجودها في المنطقة.
سوليفان لم يتوقف عند حدود التصريحات اذ قدم وعودا لقادة الاحتلال الاسرائيلي الذين اجتمع بهم عبر تقنية الاتصال المرئي يوم الاربعاء من الأسبوع الفائت وهو لقاء ضم نظيره من الكيان الصهيوني، تساحي هنغبي، إلى جانب نتنياهو الذي حضر جزء من اللقاء بحسب سوليفان ليؤكد فيه سوليفان وقوف الولايات المتحدة بجانب الكيان الصهيوني المحتل في حال مضي إيران بتطوير برنامجها النووي مهما كانت خيارات الاحتلال الإسرائيلي لمواجهته.
والأهم والاخطر تأكيد سوليفان لقادة الاحتلال نيته وضع التطبيع مع السعودية على راس اولوياته باقناعها بالانضمام لاتفاقات أبراهام التطبيعية سيئة السمعة؛ فهو المشروع البديل للتعاون الإقليمي المشتق من المصالحة السعودية الايرانية والمبادرة العربية؛ ما دفع الرئيس الايراني للتدخل والتأكيد على مضي بلاده قدما في تطوير العلاقة مع السعودية متجاوزا بذلك مخططات أميركا.
زيارة سوليفان للرياض لاتقتصر اهدافها على تعطيل المصالحة السعودية الايرانية ؛ فطموحاته تذهب أبعد من ذلك إلى محاولة التاثير على مخرجات القمة العربية المتوقعة في الرياض الشهر المقبل وإبعاد سوريا عن مقعدها وإبعاد التاثير الروسي والصيني عن أجندة القمة العربية!
وهي جهود يتوقع ان تتصاعد خلال الاسابيع القليلة المقبلة لكبح جماح اندفاع المنطقة العربية نحو المصالحات الاقليمية و تحقيق مزيد من الانفتاح على روسيا والصين في الان ذاته؛ جهود تتزعمها السعودية بلا منازع في هذه المرحلة وتسعى إسرائيل وأميركا لإعاقتها وإعادة هندستها وفقا لمصالحها وبما يتناسب مع مشروعها.
*حازم عياد كاتب صحفي وباحث سياسي
المصدر: السبيل