لم يعد العالم يهتم بإسرائيل.. الجزء الثاني
بقدر ما تتضرر هذه العلاقات، لا يمكن لنتنياهو البدء في بيع تذاكر إلى البيت الأبيض لمسؤولين من دول مختلفة.
Table of Contents (Show / Hide)
![لم يعد العالم يهتم بإسرائيل.. الجزء الثاني](https://cdn.gtn24.com/files/arabic/posts/2023-05/1683652203_5765764.jpg)
هذا الأمر جعل محمد بن سلمان ومحمد بن زايد، اللذين كانا يركضان نحو تل أبيب، يعيدان النظر في قرارهما. وفي روسيا أيضًا، فإن بوتين، الذي رأى نتنياهو في الكرملين مرة كل شهرين في العقد الماضي، بقدر ما أتذكر، لم يقم حتى بإجراء مكالمة هاتفية معه. وهذا الوضع يظهر أنه حتى الجنرالات السودانيين لا يقبلون وساطة نتنياهو في السياسة الخارجية، لأنهم يعرفون أن أي مقاربة لتل أبيب لا تعني التقرب والصداقة مع أمريكا، يجب أن يبقى ذلك الوقت كذكرى في ذهن إسرائيل.
سافر نتنياهو إلى بعض الدول الأوروبية خلال الأشهر الستة الماضية، ولم تحقق له هذه الرحلات الكثير. طبعا هذا لم يغب عن أنظار المراقبين المطلعين بل "العالم لم يعد يهتم باسرائيل"ـ ووسائل الإعلام التابعة لهذا النظام وصفت هذه القضية بالمرارة. وبحسب ما أوردته صحيفة "هآرتس"، أصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية وثيقة سرية كشفت "تراجع الموقف السياسي الإسرائيلي على المستوى العالمي"، فيما رفض وزير خارجية هذا النظام، نتائج هذه الوثيقة الرسمية.
في الواقع، ما تحاول "هآرتس" أن تشير إليه هو فقدان أهمية ومكانة نتنياهو. لكن هذا جزء من الحقيقة وليس كله، لأن تراجع موقف أمريكا جعل إسرائيل تواجه مشاكل كثيرة. وقالت مصادر مُطّلعة على تفاصيل هذه الوثيقة السرية، إن مسؤولي وزارة الخارجية الإسرائيلية يُشيرون إلى التأثير السلبي لسياسات تل أبيب على "موقف إسرائيل العالمي" ، بما في ذلك خطتها لإضعاف القضاء والضغط بـ "الإصلاحات القضائية".
ويُدّعى في هذه الوثيقة أن "السياسة الخارجية لإسرائيل في الماضي كانت تقوم على أساس ديمقراطية مستقرة وجاهزة للمفاوضات السياسية مع السلطة الفلسطينية، المبادئ التي تضعف الآن "!! في غضون ذلك، جاء في بيان وزارة الخارجية الإسرائيلية الاستثنائية حول هذه الوثيقة أن التقديرات الواردة في الوثيقة "لا تعكس الموقف المتّفق عليه من قبل جميع الأطراف المعنيّة في هذه الوزارة ولا تعكس الصورة الحقيقية"، بالطبع، هذه الوزارة ليس لديها خيار سوى الرفض.
وبحسب بيان الخارجية الإسرائيلية ، فإنه "من خلال الاتصالات الدّولية العديدة للوزير وكبار المسؤولين في وزارة الخارجية، تُظهر صورة مختلفة تمامًا عن الصورة التي تعكسها هذه الوثيقة"، فبالنظر إلى مواقف حلفاء إسرائيل في الأشهر القليلة الماضية، يمكن رؤية العكس. لكن صحيفة "هآرتس" تتابع حديثها قائلة إن رئيس وزراء ووزير خارجية إسرائيل تلقيا مؤخراً تحذيرات من " المجتمع الدولي" أعربوا عن قلقهم بشأن سياسة الحكومة.
وأشارت صحيفة هآرتس إلى أن كوهين اختلف مؤخرًا مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الذي دعم حركة الاحتجاج الإسرائيلية في خطاب ألقاه. يواجه السفراء الإسرائيليون في معظم دول العالم وموظفو وزارة الخارجية أسئلة وشكوك من نظرائهم الدوليين كل يوم، حول نوايا نتنياهو والخوف من تغيير النظام في إسرائيل.