السلطات السعودية وأوهام الإنجازات

يُظهر التحليل الذي أجرته قاعدة بيانات مجلة  The Times لـ GWR أن "السعودية" زادت بسرعة عدد سجلاتها منذ عام 2019. ومن بين السجلات المدرجة بالتواريخ، تم اعتماد 54 منها قبل عام 2019 و160 بعد ذلك. وفي عام 2023 وحده، حددت 56 هدفًا، بما في ذلك "أكبر درس في الملكية الفكرية" و"أصغر ملعب غولف أخضر عائم"، و"أكبرعيادة طب أسنان".

ومع الإقرار بأن ليس كل الجوائز التي تقدمها هذه الموسوعة جديرة بالاحترام أو بالفائدة، لكن أن تكون واحدة من الأرقام القياسية التي تدخل عبرها "الرياض" الموسوعة هو "أكبر تجمع للمصابين بالسكري من النوع الأول" لهو أمر مثير للعجب، خاصة وأن موسوعة غينيس تشكل في هدفها "مرجعا للراغبين في التفوق وبلوغ الحدود القصوى للمنافسة على الريادة في مختلف مناحي الحياة".

ومع الإقرار بأن ليس كل الجوائز التي تقدمها هذه الموسوعة جديرة بالاحترام أو بالفائدة، لكن أن تكون واحدة من الأرقام القياسية التي تدخل عبرها "الرياض" الموسوعة هو "أكبر تجمع للمصابين بالسكري من النوع الأول" لهو أمر مثير للعجب، خاصة وأن موسوعة غينيس تشكل في هدفها "مرجعا للراغبين في التفوق وبلوغ الحدود القصوى للمنافسة على الريادة في مختلف مناحي الحياة".

كلّها "إنجازات" تصفها المجلة بـ"المملة"، ففي حين أنه من المتوقع من الأفراد الذين يقدمون السجلات أن يفعلوا شيئًا مثيرًا للاهتمام للدخول إلى مؤشر GWR، فإن السجلات التي تم الإعلان عنها هذا الأسبوع تضمنت "إنجازات" لا تصلُح لأن تدخل عبرها موسوعة غينيس، إلا إذا كان المال –السلوك المُتّبع من بنو سعود لشراء الإنجازات- هو الدافع الأساسي لما حدث.

إذا أردنا أن نكون منصفين؛ لعل "المملكة" لها أحقية باستلام هذه الجائزة عن أمر امتهنته وتستحق عليه بكل جدارة أن تُكرّم عليه، فسوف يكون من فئة أعلى الرواتب المدفوعة لنجوم الرياضة الأجانب!

وفي السياق، فقد بدأت "السعودية" أولاً بشراء أبطال الغولف الأمريكيين، مثل ديف ميكلسن، وعرضوا عليهم عشرات أو حتى مئات الملايين من الدولارات للاشتراك في دوري LIV للغولف الجديد المملوك للسعوديين. وقاموا بعد ذلك باستثمار مليار دولار في رابطة لاعبي الجولف المحترفين، مما منحهم في الواقع السيطرة على كلا الدوريين الرئيسيين.

وفي كرة القدم، اشترى السعوديون حصة أغلبية في نيوكاسل يونايتد مقابل 300 مليون يورو، ومن المقرر أن يشتروا نادي روما AS مقابل ما يقرب من 400 مليون يورو.

أبرم صندوق الاستثمارات العامة في السعودية صفقة مع ريال مدريد ليكون الراعي الرسمي للنادي، وتعاقدوا مع لاعب كرة القدم كريستيانو رونالدو لنادي النصر؛ ويتقاضى رونالدو 177 مليون يورو سنويا، بالإضافة إلى 88 مليون يورو أخرى كمكافأة عند التوقيع.

هذا و رفض نجم كرة قدم آخر، ليونيل ميسي، عرضًا للانضمام إلى نادي الهلال السعودي كان سيمنحه 1.5 مليار يورو لمدة 3 سنوات، بواقع 500 مليون يورو لكل موسم. لكن بدلاً من ذلك اختار ميسي اللعب لفريق إنتر ميامي.

 لكنه عاد وحصل على عقد من هيئة السياحة السعودية بقيمة 22.5 مليون يورو مقابل عدم القيام بأي عمل تقريبًا سوى العمل كمروج للسعودية كوجهة سياحية، كجزء من حملة لتحطيم صورة البلاد الحقيقية القائمة على القمع وسلب ممتلكات أصحاب الحق. ففي مايو 2023، سافر ميسي إلى الدرعية في المملكة العربية السعودية وشارك الصور عبر الإنترنت لرحلته، وهو ما كان كافياً للوفاء بالتزاماته التعاقدية في ذلك العام.

وتُقرّ صحيفة التايمز بأن "عملية غسيل جديدة تقوم بها الحكومة السعودية، لتلميع صورتها الاستبدادية، من خلال دفع أموالاً طائلة موسوعة غينيس للأرقام القياسية، مقابل نشر رسائل إيجابية حول إنجازاتها القياسية".

وقال جيمس لينش، المدير المشارك لمجموعة حقوق الإنسان FairSquare والدبلوماسي البريطاني السابق المقيم في قطر، إن GWR يجب أن تعلن أي من سجلاتها مرتبطة بالمدفوعات.

وقال أيضًا للصحيفة إن "موسوعة غينيس تدعم بشدة حملة محمد بن سلمان الاقتصادية والاستثمارية، وعندما تدعم ذلك، فإنك تدعم أيضًا برنامجه القمعي الأوسع". 

المصدر: سعودي ليكس