مواقف هاريس تجاه السعودية: ماضي من الانتقادات
لطالما كانت هاريس منتقدة لبعض السياسات السعودية. ففي عام 2018، صوتت لسحب الدعم العسكري الأمريكي للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، معتبرةً أن التدخل الأمريكي غير مبرر في هذه الحرب التي خلفت أزمة إنسانية.
بالإضافة إلى ذلك، أيدت قراراً يلقي باللوم على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مقتل خاشقجي، ودعت إلى "إعادة تقييم أساسية" للعلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية.
كما انتقدت هاريس بشدة موقف الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي اعتبرته متساهلاً تجاه جريمة قتل خاشقجي، ووصفته بأنه تجاهل لجريمة واضحة، ودعت إلى محاسبة السعودية على هذه الحادثة.
مستقبل العلاقة بين هاريس والسعودية: شراكة أم توتر؟
مع احتمال فوز هاريس بالرئاسة، ستجد نفسها في موقف حساس، فالسعودية ليست مجرد دولة حليفة تقليدية، بل هي شريك قوي في مجالات عدة مثل الطاقة، والتوازن الإقليمي، وعلى الرغم من الانتقادات السابقة، تدرك هاريس أهمية الحفاظ على هذا التعاون، خاصة في ظل التوترات الإقليمية والمصالح الأمريكية في المنطقة.
ومع ذلك، فإن العلاقة الشخصية بين هاريس وولي العهد محمد بن سلمان قد تشكل تحدياً، ابن سلمان، الذي يتمتع بعلاقات شخصية قوية مع إدارة ترامب السابقة، قد ينظر بقلق إلى صعود هاريس التي كانت واضحة في انتقاداتها لسجل السعودية في مجال حقوق الإنسان، لكن من جانب آخر، يمكن أن تكون السياسة الأمريكية أكثر براغماتية، حيث أن المصالح الاستراتيجية قد تدفع كلا الجانبين إلى التعاون رغم الخلافات.
هل سيرحب ابن سلمان بهاريس؟
قد يتردد ابن سلمان في البداية في الترحيب بهاريس إذا فازت بالرئاسة نظراً لتاريخها الانتقادي تجاه المملكة، لكن الواقعية السياسية قد تدفعه إلى تبني نهج أكثر مرونة، فالسعودية بحاجة إلى الحفاظ على علاقاتها القوية مع الولايات المتحدة في مواجهة التحديات الإقليمية، مثل إيران، واستمرار تنفيذ رؤية 2030 الطموحة لتنويع اقتصاد المملكة.
في النهاية، إذا أصبحت كمالا هاريس رئيسة، فإن العلاقات الأمريكية السعودية ستعتمد على كيفية موازنة هاريس بين انتقاداتها السابقة والمصالح الاستراتيجية، ابن سلمان، قد يجد نفسه مضطراً للعمل معها من أجل تحقيق أهدافه.
المصدر: العربي الجديد